مشروع مقدّس
ماذا تعني ركعتان تصليهما لله ؟الركعتان فرصة عظيمة.. ومشروع استثماري.. ونظرة مستقبلية !منظر السجادة يجب أن يلفت نظرك.. وشكل المحراب لابدّ أن يوقظ روحك.. وصوت: الله أكبر ينبغي أن تعيد معه حساباتك..
الله أكبر: هنا دخلت عالم القداسة.. لقد أنشأت بـ"الله أكبر" طريقا نورانيا طويلا يصل بين سجادتك.. والعرش الأعلى.. كل كلمة الآن لها قيمتها.. وكل حرف تنطق به له رصيده الروحي.. وحتى الخطرات يجب أن تكون من النوع المقدس..
الحمد لله: بداية النجوى حمدك لولي الحمد ومستحقه.. الحمد لله أنك تقول الله أكبر في عالم غالبية من فيه لا يعلمون أن الله أكبر.. ثم تنهمر معاني سورة الفاتحة لتشكل شخصيتك ونفسيتك.. وتعيد إنتاج خلاياك وفق مفهوم العبودية للملك الديان..
سبحان ربي العظيم: هنا كل عظمة ليست بشيء مقابل العظمة العظمى..هنا شلال مهابة تتعاظم معه النفس التي لا تعترف إلا بعظيم واحد.. وهو رب الملائكة والروح..
سمع الله لمن حمده: هنا سمعُ إجابة.. ألم تقل في بداية صلاتك "الحمد لله رب العالمين ".. هنا يقالُ لك: يا من حمدته.. ادعه الآن يجبك..
سبحان ربي الأعلى: هنا أنت في أعظم حالة.. هنا السماوات والأرض لا شيء مقابل هذه الهيئة.. أنت الآن أقرب ما تكون من الأعلى.. هنا سحابة رحمة تمطر فوقك.. لو علمت بعظمتها لم ترفع رأسك..
اللهم اغفر لي: وبين قربك من الأعلى في سجدتك الأولى وسجدتك الثانية.. تستحضر أخطر ما يحول بينك وبين هذا القرب.. إنها الخطايا التي تبني بينك وبين هذا الطريق النوراني سياج الغفلة.. فتستعين عليها بالرحمن الرحيم: اللهم اغفر لي..
هنا عطش لم تروه الركعة الأولى.. ودعوات تاهت في بحر النور.. ومنزلة من الخشية لم تتبدّ بعد.. عندها تكمل خطواتك نحو العرش بركعة أخرى.. أكثر طمأنينة.. وأقل اضطرابا..
التحيات لله: بدأت بـ"الحمد لله".. وتختم بـ"التحيات لله".. أنت تريد أن تقول: كل شيء لله.. مالك كل شيء..
اللهم صل على محمد: هنا ولأنك بشر.. تحتاج لقدوة تسير خلفها إلى الملك سبحانه.. فيظهر الرجل الأعظم.. لتعلّم خطواتك أن تحترم نفسها خلف خطواته.. وتنكّس وجهات نظرك رأسها عند باب تعاليمه..
السلام عليكم ورحمة الله: هنا عالم غيبي شفيف يظهر.. سلام منك لملائكة يحفون بك.. لأوليائك في الحياة الدنيا.. وفي الآخرة..
تعود لواقعك.. وأنت تتمنى أن يكون ذاك النور هو واقعك..فإذا بالصلاة.. وبالله أكبر تصنع في روحك مع الأيام قناعة أن حياتك ينبغي أن تكون سجدة.. وأنفاسك استغفارا.. وفكرك حمدا.. وثقافتك سبحان ربي الأعلى..
تقوم وتحمل سجادتك.. ليفرش قلبك سجادته هو الآخر و: الله أكبر.. من جديد
لقد علمتك الركعتان أن تحب الله..أن تعيش معه وبه ولهُ..أنك مفلس بدونه..ضائع بلا هدايته..علمتك ما لا تتسع السماوات لتكون صفحة تنكتب عليها تلك التعاليم المقدّسة.. والهدايات المعظّمة.. والنور المهيب..
مختارات