ما حُكْم زيارة أهل البدع؟
في بعض البلاد يوجد بعض المبتدعة الذين تقع منهم أفعال وأقوال تخالف منهج النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه البدع تختلف في درجاتها فمنها مالايخرج صاحبه من الدين ويُسمّيها العلماء البدع غير المكفرة، ومنها الكبير الذي قد يخرج صاحبه من الدين كالطواف حول القبور تعبداً للميت ودعاء الأموات وغيرها، وقد يعيش بين أولئك المتبدعة بعض أهل السنة، فهل تجوز زيارة أصحاب البدع والجلوس معهم ؟
الجواب: اختلف أهل العلم في ذلك على قولين:
القول الأول: تحرم زيارتهم وهذا رأي جمهور الفقهاء ومن أدلتهم:
1- قوله تعالى " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ".
2- قوله تعالى " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ".
3- حديث " المدينة حرم، من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " رواه البخاري ومسلم، فإذا كان من آوى محدثاً يأثم فكيف بمن زارهم ؟
4- قوله تعالى عن موسى في قصة السامري " قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس " قال القرطبي: هذه الآية أصلٌ في نفي أهل البدع والمعاصي وهجرانهم.
5- أن في زيارة المبتدع تعظيماً له، وفي تعظيمهم خطر على الإسلام من وجهين:
الأول: أن في ذلك إغراء للعامة في سلوك مسلكه، واعتقاد صحة ما هو عليه.
الثاني: أن فيه تشجيع له على توسيع دائرة ابتداعه مما يؤدي إلى إحياء البدع.
القول الثاني: تكره زيارتهم، واستدلوا بأن حملوا الآيات التي تحرم ذلك على الكراهة.
والقول الصحيح هو حسب حالة الزائر واعتبار المصلحة في الزيارة، فإذا كان الزائر من أهل العلم وقصد من زيارتهم الدعوة لا التعظيم لصاحب البدعة فإن هذه الزيارة مستحبة كما فعل ابن عباس مع الخوارج لما حاورهم ورجع منهم ألفين.
أما إذا كان الزائر ليس بصاحب علم وليس له هدف من ذلك فلا تجوز، وعليه يُحمل كلام السلف ومواقفهم في النهي عن الجلوس مع أهل البدع، حتى لايغتر الزائر بأفعالهم ومنهجهم، وحتى يسلم له دينه من الشبهات التي قد يثيرونها عليه.
مختارات