فوائد من تفسير العثيمين
فوائد من تفسير العثيمين
قال تعالى : ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين ) . ( حصوراً ) فعول بمعنى فاعل أي حاصراً نفسه عن أراذل الأخلاق ، فيكون هذا المبشر به موصوفاً بصفات الكمال الدال عليها قوله : ( سيداً ) ومبرأً من النقص وسوء الأخلاق الدال عليه قوله : ( حصوراً ) فيكون جمع له بين النفي والإثبات ، وذلك لأن الإنسان لا يكمل إلا بوجود صفات الكمال وانتفاء صفات النقص ، وهو أمر نسبي . وأما من قال من المفسرين : إن الحصور هو الممنوع عن إتيان النساء يعني لا يستطيع على النساء ؛ فإن في هذا نظراً واضحاً ؛ لأن عدم قدرة الإنسان على النساء ليس كمالاً إذ أن ذلك ليس منه بتخلق ولكنه عيب .وفيها قول آخر : أنه لا يأتي من النساء من لا تحل له فيكون وصفاً له بكمال العفة ، وهذا يمدح عليه الإنسان . لكن ما قلناه أشمل من هذا القول . ومعلوم أنه إذا وجد معنى أشمل فهو مقدم على المعنى الأقل ؛ لأن الأقل داخل في الأشمل لا العكس .