فوائد من رسالة اختيار الأولى شرح حديث اختصام الملأ الأعلى .
A
حكمــــــة
وكان بعض العباد قد حج ثمانين حجة عَلَى قدميه، فبينما هو في الطواف وهو يقول: يا حبيبي ! يا حبيبي !
فهتف به هاتف: ليس ترضى أن تكون مسكينًا حتى تكون حبيبًا ! فغشي عليه فكان بعد ذلك يقول: مسكينك مسكينك.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
أنا الفقير إِلَى رب السماوات... أنا المسكين في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي... والخير إن جاءنا من عنده يأتي
فهتف به هاتف: ليس ترضى أن تكون مسكينًا حتى تكون حبيبًا ! فغشي عليه فكان بعد ذلك يقول: مسكينك مسكينك.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
أنا الفقير إِلَى رب السماوات... أنا المسكين في مجموع حالاتي
أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي... والخير إن جاءنا من عنده يأتي
حكمــــــة
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأن تغفر لي وترحمني": المغفرة والرحمة يجمعان خير الآخرة كله؛ لأنّ المغفرة (ستر) الذنب مع وقاية شره، وقد قيل: إنه لا تجتمع المغفرة مع عقوبة الذنب، حيث كانت المغفرة وقاية لشر الذنب، وهذا لا يكون مع عقوبة عليه، ولذلك سمي المِغفر مغفرًا ؛ لأنّه يستر الرأس ويقيه الأذى، وهذا بخلاف العفو، فإنَّه يكون تارة قبل العقوبة وتارة بعدها.
وأما الرحمة فهي دخول الجنة وعلوّ درجاتها، وجميعُ ما في الجنة من (النعيم) بالمخلوقات، ومن رضى الله وقربه ومشاهدته وزيارته فإنَّه من رحمة الله،
وأما الرحمة فهي دخول الجنة وعلوّ درجاتها، وجميعُ ما في الجنة من (النعيم) بالمخلوقات، ومن رضى الله وقربه ومشاهدته وزيارته فإنَّه من رحمة الله،
حكمــــــة
واعلم أن الإنسان لا يخلوا من فتنة، قال ابن مسعود: لا يقل أحدكم: أعوذ بالله من الفتن، ولكن ليقل: أعوذ بالله من مضلات الفتن. ثم تلا قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} .
يشير إِلَى أنَّه لا يستعاذ من المال والولد وهما فتنة.
وفي المسند أن النبي صلّى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن تقول: "اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن ما أبقيتني" .
وقد جعل النبي، النساء والأموال فتنة، ففي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر عَلَى الرجال من النساء" .
وفيه أيضاً أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تُبسط عليكم الدُّنْيَا كما بُسطت عَلَى من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم".
يشير إِلَى أنَّه لا يستعاذ من المال والولد وهما فتنة.
وفي المسند أن النبي صلّى الله عليه وسلم أمر أم سلمة أن تقول: "اللهم رب النبي محمد اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن ما أبقيتني" .
وقد جعل النبي، النساء والأموال فتنة، ففي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر عَلَى الرجال من النساء" .
وفيه أيضاً أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تُبسط عليكم الدُّنْيَا كما بُسطت عَلَى من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم".
حكمــــــة
ومحبة الله عَلَى درجتين:
إحداهما: واجبة، وهي المحبة التي توجب للعبد محبة ما يحبه الله من الواجبات، وكراهة ما يكرهه من المحرمات، فإن المحبة التامة تقتضي الموافقة، (لمن يحبه) في محبة ما يحبه، وكراهة ما يكرهه خصوصًا فيما يحبه ويكرهه من المحب نفسه فلا تصح المحبة بدون فعل ما يحبه المحبوب من محبه ، وكراهة ما يكرهه المحبوب من محبه .
وسُئل بعض العارفين عن المحبة، فَقَالَ: الموافقة في جميع الأحوال.
وأنشد:
ولو قلت لي مت مت سمعًا وطاعة... وقلت لداعي الموت أهلاً ومرحبًا
وأنشد آخر منهم:
تعصي الإله وأنت تزعم حبه... هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقًا لأطعته... إن المحب لمن يحب مطيع
إحداهما: واجبة، وهي المحبة التي توجب للعبد محبة ما يحبه الله من الواجبات، وكراهة ما يكرهه من المحرمات، فإن المحبة التامة تقتضي الموافقة، (لمن يحبه) في محبة ما يحبه، وكراهة ما يكرهه خصوصًا فيما يحبه ويكرهه من المحب نفسه فلا تصح المحبة بدون فعل ما يحبه المحبوب من محبه ، وكراهة ما يكرهه المحبوب من محبه .
وسُئل بعض العارفين عن المحبة، فَقَالَ: الموافقة في جميع الأحوال.
وأنشد:
ولو قلت لي مت مت سمعًا وطاعة... وقلت لداعي الموت أهلاً ومرحبًا
وأنشد آخر منهم:
تعصي الإله وأنت تزعم حبه... هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقًا لأطعته... إن المحب لمن يحب مطيع
حكمــــــة
ومتى أخلَّ العبد ببعض الواجبات، أو ارتكب بعض المحرمات فمحبته لربه غير تامة، فالواجب عليه المبادرة بالتوبة، والاجتهاد في تكميل المحبة المُفضية لفعل الواجبات كلها واجتناب المحرمات كلها، وهذا معنى قول النبي صلّى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" .
حكمــــــة
الدرجة الثانية من المحبة:
درجة المقربين، وهي أن يمتلئ القلبُ بمحبة الله حتى توجب له محبة النوافل، والاجتهاد فيها، وكراهة المكروهات، والانكفاف عنها، والرضا بالأقضية والأقدار المؤلمة للنفوس لصدورها عن المحبوب، كما قال عامر بن قيس: أحببت الله حبًّا هوَّن عَلَيَّ كلَّ مصيبة، ورضَاني بكل بلية، فلا أبالي مع حبي إياه عَلَى ما أصبحت ولا عَلَى ما أمسيت.
درجة المقربين، وهي أن يمتلئ القلبُ بمحبة الله حتى توجب له محبة النوافل، والاجتهاد فيها، وكراهة المكروهات، والانكفاف عنها، والرضا بالأقضية والأقدار المؤلمة للنفوس لصدورها عن المحبوب، كما قال عامر بن قيس: أحببت الله حبًّا هوَّن عَلَيَّ كلَّ مصيبة، ورضَاني بكل بلية، فلا أبالي مع حبي إياه عَلَى ما أصبحت ولا عَلَى ما أمسيت.
حكمــــــة
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله لما مات ولده الصالح:
إن الله أَحَبّ قبضه، وإني أعوذ بالله أن يكون لي محبة في شيء من الأمور يخالف محبة الله.
كان يقول: إذا أصبحت فمالي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر.
وأنشد بعضهم:
يا من يعز علينا أن نفارقهم... وجداننا كل شيء بعدكم عدم
إن كان سركم ما قد بليت به... فما لجرح إذا أرضاكم ألم
وحسب سلطان الهوى... أن يلذ فيه كل ما يؤلم
إن الله أَحَبّ قبضه، وإني أعوذ بالله أن يكون لي محبة في شيء من الأمور يخالف محبة الله.
كان يقول: إذا أصبحت فمالي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر.
وأنشد بعضهم:
يا من يعز علينا أن نفارقهم... وجداننا كل شيء بعدكم عدم
إن كان سركم ما قد بليت به... فما لجرح إذا أرضاكم ألم
وحسب سلطان الهوى... أن يلذ فيه كل ما يؤلم
حكمــــــة
كان عمار بن ياسر رضي الله عنه يقول: اللهم لو أعلم أنَّه أرضى لك عني أن أرمي بنفسي من هذا الجبل فأتردى فأسقط فعلت، ولو أعلم أنَّه أرضى لك أن أوقد نارًا عظيمة فأقع فيها فعلت، ولو أعلم أنَّه أرضى لك عني أن ألقي نفسى في الماء فأُغرق نفسي فعلت، وإني لا أقول هذا إلا أريد وجهك، وأنا أرجو أن لا تخيّبني وأنا أريد وجهك .
حكمــــــة
ولما كانت محبة الله عز وجل لها لوازم، وهي محبة ما يحبه الله عز وجل من الأشخاص والأعمال، وكراهة ما يكرهه من ذلك، سأل النبي صلّى الله عليه وسلم الله مع محبته محبة شيئين آخرين.
أحدهما: محبة من يحب ما يحبه الله تعالى.
فإن من أحبَّ الله أحبَّ أحبَّاءه فيه ووالاهم، وأبغض أعداءه وعاداهم كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله " .
أحدهما: محبة من يحب ما يحبه الله تعالى.
فإن من أحبَّ الله أحبَّ أحبَّاءه فيه ووالاهم، وأبغض أعداءه وعاداهم كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله " .
حكمــــــة
ثم بعد ذلك الاجتهاد في نوافل الطاعات ، وتركُ دقائق المكروهات والمشتبهات.
ومن أعظم ما تحصل به محبة الله من النوافل: تلاوة القرآن، وخصوصًا مع التدبر، قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن، فمن أَحَبّ القرآن فهو يحب الله ورسوله.
ولهذا قال النبي صلّى الله عليه وسلم لمن قال: إني أَحَبّ سورة (قل هو الله أحد) لأنها صفة الرحمن. فَقَالَ: "أخبروه أن الله يحبه" .
ومن أعظم ما تحصل به محبة الله من النوافل: تلاوة القرآن، وخصوصًا مع التدبر، قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن، فمن أَحَبّ القرآن فهو يحب الله ورسوله.
ولهذا قال النبي صلّى الله عليه وسلم لمن قال: إني أَحَبّ سورة (قل هو الله أحد) لأنها صفة الرحمن. فَقَالَ: "أخبروه أن الله يحبه" .
حكمــــــة
وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة خطب، فَقَالَ في خطبته:
"إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره عَلَى ما سواه من الأحاديث، إنه أحسن الحديث وأبلغه، أحبوا من أَحَبّ الله، أحبوا الله من كل قلوبكم" .
"إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، واختاره عَلَى ما سواه من الأحاديث، إنه أحسن الحديث وأبلغه، أحبوا من أَحَبّ الله، أحبوا الله من كل قلوبكم" .
حكمــــــة
ومن الأعمال التي توصل إِلَى محبة الله تعالى وهي من أعظم علامات المحبين:
كثرة ذكر الله عز وجل بالقلب واللسان.
قال بعضهم: ما أدمن أحد ذكر الله إلا وأفاد منه محبة الله.
وقال ذو النون: من أدمن ذكر الله قذف الله في قلبه نور الاشتياق إِلَيْهِ.
وقال بعض التابعين: علامة حب الله كثرة ذكره، فإنك لن تحب شيئًا إلا أكثرت ذكره.
وقال فتح الموصلي: المحب لله لا يجد مع حب الله للدنيا لذة، ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين.
كثرة ذكر الله عز وجل بالقلب واللسان.
قال بعضهم: ما أدمن أحد ذكر الله إلا وأفاد منه محبة الله.
وقال ذو النون: من أدمن ذكر الله قذف الله في قلبه نور الاشتياق إِلَيْهِ.
وقال بعض التابعين: علامة حب الله كثرة ذكره، فإنك لن تحب شيئًا إلا أكثرت ذكره.
وقال فتح الموصلي: المحب لله لا يجد مع حب الله للدنيا لذة، ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين.
حكمــــــة
أين رجال الليل؟! أين ابن أدهم والفضيل؟! ذهب الأبطال وبقي كل بطال،
يا من رضي من الزهد بالزي، ومن الفقر بالاسم، ومن التصوف بالصوف، ومن التسبيح بالسبح، أين فضل الفضيل ؟! أين جد الجنيد ؟! أين سر السري ؟! أين بشر بشر ؟! أين همة ابن أدهم ؟! ويحك إن لم تقدر عَلَى معرفة معروف فاندب عَلَى ربع رابعة
هاتيك ربوعهم وفيها كانوا... بانوا عنها فليتهم ما بانوا
ناديتُ وفي حشاشتي نيران... يا دار متى تحوَّل السكان؟!
يا من رضي من الزهد بالزي، ومن الفقر بالاسم، ومن التصوف بالصوف، ومن التسبيح بالسبح، أين فضل الفضيل ؟! أين جد الجنيد ؟! أين سر السري ؟! أين بشر بشر ؟! أين همة ابن أدهم ؟! ويحك إن لم تقدر عَلَى معرفة معروف فاندب عَلَى ربع رابعة
هاتيك ربوعهم وفيها كانوا... بانوا عنها فليتهم ما بانوا
ناديتُ وفي حشاشتي نيران... يا دار متى تحوَّل السكان؟!
حكمــــــة
يا من كان له قلب فانقلب، يا من كان له وقت مع الله فذهب، قيام الأسحار يستوحش لك، صيام النهار يسأل عنك، ليالي الوصال تعاتبك عَلَى انقطاعك:
تشاغلتم عنا بصحبة غيرنا... وأظهرتم الهجران ما هكذا كنا
وأقسمتم أن لا تحولوا عن الهوى... فقد وحياة الحبِّ حلتم وما حلنا
ليالي كنا نجتني من ثماركم... فقلبي إِلَى تلك الليالي لقد حنّا
تشاغلتم عنا بصحبة غيرنا... وأظهرتم الهجران ما هكذا كنا
وأقسمتم أن لا تحولوا عن الهوى... فقد وحياة الحبِّ حلتم وما حلنا
ليالي كنا نجتني من ثماركم... فقلبي إِلَى تلك الليالي لقد حنّا
حكمــــــة
هل يرجع صفو ما مضى من عمري... أدري ما كان ليتني لا أدري
كأني أرى الخلع خُلعت عَلَى المقبولين، كأني أرى الملائكة تصافح التائبين، تعالوا نبكي عَلَى المطردوين:
ما زالت دهرًا (للقلى) (...) متعرضا... ولطالما قد كنت عنا معرضا
جانبتنا دهرًا فلما لم تجد... عوضًا سوانا صرت تبكي ما مضى
لو كنت لازمت الوقوف ببابنا... للبست من إحساننا خلع الرضا
لكن تركت حقوقنا وهجرتنا... فلذاك ضاق عليك متسع الفضا
تم الكتاب بحمد الله
كأني أرى الخلع خُلعت عَلَى المقبولين، كأني أرى الملائكة تصافح التائبين، تعالوا نبكي عَلَى المطردوين:
ما زالت دهرًا (للقلى) (...) متعرضا... ولطالما قد كنت عنا معرضا
جانبتنا دهرًا فلما لم تجد... عوضًا سوانا صرت تبكي ما مضى
لو كنت لازمت الوقوف ببابنا... للبست من إحساننا خلع الرضا
لكن تركت حقوقنا وهجرتنا... فلذاك ضاق عليك متسع الفضا
تم الكتاب بحمد الله