الفوائد من المعين على تفهم الأربعين لابن الملقن
حكمــــــة
(والإثم ما حاك في نفسك) ومعناه: الشيء الذي يؤثر نفرة وحرارة في القلب، وإنما أحالنا الشارع على هذا الإدراك القلبي، لما علم من جودة فهمه، وحسن قريحته، وتنوير قلبه، وأنه يدرك ذلك من نفسه
ولاشك أن النفس لها شعور من أصل الفطرة بما تحمد عاقبته، وبما لا تحمد، ولكن الشهوة غلبتها بحيث توجب لها الإقدام على ما يضرها، كاللص تغلبه الشهوة على السرقة، وهو خائف من الحد، والزاني ونحوه كذلك
حكمــــــة
وقول معاذ رضي الله عنه :
" وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟" هو استفهام استثبات وتعجب، لا يقال: كيف خفي ذلك منه ؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حقه: إنه اعلمكم بالحلال والحرام " والكلام المؤاخذ به حرام، لأن ظاهر الحلال والحرام في المعاملات الظاهرة بين الناس، لا في معاملات العبد مع ربه، أو حصلت له هذه المرتبة بعد .
حكمــــــة
وهذا الباب يقصد - الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر- قد ضيع أكثره في أزمان متطاولة، ولم يبق إلا الرسوم، وهو باب عظيم، به قوام الأمر وملاكه، وإذا كثر الخبث ؛ عم العقاب الصالح والطالح، وإذا لم يأخذوا على أيدي الظالم، أوشك الله أن يعمهم بعقاب، فينبغي للطالب والساعي في تحصيل رضا الشريعة بذلك فإن نفعه عام، ولا يهاب أحدا فإن الرب وعده بالنصرة .