من أقوال السلف في تلقى العلم عن العلماء
حكمــــــة
قال العلامة ابن باز رحمه الله: المعروف: أن من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه، هذه هي العبارة التي نعرف، وهذا صحيح: أن من لم يدرس على أهل العلم، ولم يأخذ عنهم، ولا عرف الطرق التي سلكوها في طلب العلم، فإنه يخطئ كثيرًا، ويلتبس عليه الحق بالباطل، لعدم معرفته بالأدلة الشرعية، والأحوال المرعية التي درج عليها أهل العلم، وحقَّقوها وعملوا بها.
حكمــــــة
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: لقيت مشايخ أحوالهم مختلفة، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم، وكان أنفعهم لي في صحبته: العامل منهم بعلمه، وإن كان غيره أعلم منه.
لقيت عبدالوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف، لم يسمع في مجلسه غيبة، ولا كان يطلب أجراً على سماع الحديث.
وكنتُ إذا قرأتُ عليه أحاديث الرقائق بكى واتصل بكاؤه، فكان – وأنا صغير السن حينئذ – يعمل بكاؤه في قلبي.
ولقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي فكان كثير الصمت، شديد التحري فيما يقول، متقناً محققاً، وربما سئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه فيتوقف فيها حتى يتيقن، وكان كثير الصوم والصمت، فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما. ففهمت من هذه الحالة أن الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول.
ورأيت مشايخ كانت لهم خلوات في انبساط ومزاح، فراحوا عن القلوب، وبدد تفريطهم ما جمعوا من العلم، فقل الانتفاع بهم في حياتهم، ونُسُوا بعد مماتهم، فلا يكاد أحد أن يلتفت إلى مصنفاتهم.
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: سمعت شيخنا أبا العباس ابن تيمية يقول: يستحيل دخول " لام العاقبة " في فعل الله، فإنها حيث وردت في الكلام، فهي لجهل الفاعل بعاقبة فعله، كالتقاط آل فرعون لموسى، فإنهم لم يعلموا عاقبته، أو لعجز الفاعل عن دفع العاقبة نحو: لِدُوا للموت وابنُوا للخَرَاب. فأما في فعل من لا يعزبُ عنه مثقال ذرة، ومن هو على كل شيءٍ قدير، فلا يكون قط إلا " لام كي " وهي لام التعليل.
ولمثل هذه الفوائد التي لا تكادُ توجد في الكتب يُحتاج إلى مجالسة الشيوخ والعلماء
حكمــــــة
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: أصحاب الضلال في الغالب عندهم تزويق للعبارات، وتنميق في خطبهم، وفي محاضراتهم، وفي كتبهم، فإذا سمعها أو قرأها الإنسان الجاهل انطلت عليه وتمكنت من القلب، فلذلك يحذر من مطالعة كتب أهل البدع، والاستماع إليهم في دروسهم أو محاضراتهم أو برامجهم، يحذر الإنسان من الاستماع إليهم إلا على وجه يريد الانكار عليهم وهو يقدر على ذلك، ويعرف الحق من الباطل.
حكمــــــة
سُئِل الشيخَ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن الأخذ عن شيخ عنده بِدَعٌ؟ فأجاب: ما يصح، المبتدع ما تتحمل عنه، ولا كرامة لستَ بحاجةٍ إليه، تجد غيرَه، ثم مسائل الإسناد والإجازات في القرآن أو في السنة، في الحديث فيها نوعُ تلذُّذٍ، وفيها نوع ممن يعتني بها نوع تكاثر، وليست كلها عن حاجة شرعية، فتجلس معه وتأخذ منه، ثم يقع في قلبك محبتُه، وما من معلم يُفيدك إلا وسيقع في قلبك محبتُه، تُعرِّض نفسك للخطر، إذا ما وجدت من يُعلمك الواجب إلا هو، فهذا أمرٌ آخرُ.