من أقوال السلف في الزنا
ظهور الزنى من أشراط الساعة ومن أمارات خراب العالم
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ظهور الزنى من أمارات خراب العالم، وهو من أشراط الساعة، كما في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا، ويقلّ الرجال، وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد)
النظر المحرم بوابة الوقوع في الزنى
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: إعلم وفقك الله، أن هذا الباب من أعظم أبواب الفتن..فإن الشيطان إنما يدخل على العبد من حيث يمكنه الدخول، إلى أن يُدرجه إلى غاية ما يمكنه من الفتن، فإنه لا يأتي إلى العابد فيحسن له الزنى في الأول، وإنما يزين له النظر، والعابد والعالم قد أغلقا على أنفسهما باب النظر إلى النساء الأجانب، لبعد مصاحبتهن وامتناع مخالطتهن، والصبي مخالط لهما، فليحذر من فتنته
اختلاط النساء بالرجال يؤذي إلى مفسدة الزنى
قال العلامة العثيمين رحمه الله: أعداؤنا وأعداء ديننا أعداء شريعة الله عز وجل يركزون اليوم على مسألة النساء واختلاطهن بالرجال ومشاركتهن للرجال في الأعمال، يريدون أن يقحموا المرأة في وظائف الرجال، أتدرون ماذا يحدث؟ يحدث مفسدة الاختلاط ومفسدة الزنا والفاحشة، سواء في زنا العين أو زنا اللسان أو زنا اليد أو زنا الفرج، كل ذلك محتمل إذا كانت المرأة مع الرجل في الوظيفة
الزنى من أسباب الموت والهلاك ونزول البلاء وظهور الأوبئة ووقوع العقوبات
قال كعب الأحبار رضي الله عنه: إذا رأيت الوباء قد فشا فاعلم أن الزنا قد فشا
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الزنا...من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: المعاصي..من أسباب جلب البلاء وخصّ منها الزنا لأنه أعظمها في ذلك
الزنى من أسباب الموت والهلاك ونزول البلاء وظهور الأوبئة ووقوع العقوبات
قال العلامة السعدي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: (يا أمة محمد ! والله ما من أحدٍ أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أمته.) ففي هذا: بيان أن سبب العقوبات في الدنيا والآخرة هي الذنوب، فبين غيرة الله تعالى إذا انتهكت محارمه التي من أعظمها الزنا، فإنه غالباً لا يمهل صاحبه، والله تعالى غيور
حكمــــــة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: الزنى يجمع خلال الشر كلها، من: قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة،
وقلة الغيرة، فلا تجد زانياً معه ورع، ولا وفاء بعهدٍ، ولا صدق في الحديث، ولا محافظة على صديق، ولا غيرة تامة على أهله، فالغدر، والكذب، والخيانة، وقلة الحياء، وعدم المراقبة، وعدم الأنفة للحرم، وذهاب الغيرة من القلب
من شعبه وموجباته
غض البصر مانع للوقوع في الزنى
قال ابن القيم رحمه الله: أمر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يُعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم، مطلع عليها ﴿يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ﴾ [غافر:19] ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدمًا على حفظ الفرج، فإن الحوادث مبدأها من النظر كما أن معظم النار من مستصغر الشرر فتكون نظرة ثم خطرة ثم خطوة ثم خطيئة
خُصّ حدّ الزنى من بين الحدود بثلاث خصائص
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: خصّ سبحانه حد الزنى من بين الحدود بثلاث خصائص:
أحدها: القتل فيه أشنع القتلات، وحيث خففه فجمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد، وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة.
الثاني: أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه بحيث تمنعهم من إقامة الحد عليهم
الثالث: أنه سبحانه أمر أن يكون حدهما بمشهد من المؤمنين، فلا يكون خلوة حيث لا يراهما أحد، وذلك أبلغ في مصلحة الحد وحكمة الزجر
الزنى بحليلة الجار وزوجة المجاهد
قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: السيئة قد تعظم أحياناً لأسباب خاصة، منها: أولا: شرف الزمان. ثانياً: شرف المكان. ثالثاً: نوع السيئة، فالكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على غيره، وغيبة العلماء ليست كغيبة غيرهم، والزنا بحليلة الجار، وزوجة المجاهد أعظم من الزنا بغيرهن، إلى غير ذلك
الزنى بالمرأة المتزوجة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ومفسدة الزنا مناقضة لصلاح العالم، فإن المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها وزوجها وأقاربها، ونكست رؤوسهم بين الناس، وإن حملت من الزنى، فإن قتلت ولدها جمعت بين الزنى والقتل، وإن حملته الزوج أدخلت على أهله وأهلها أجنبيًا ليس منهم فورثهم وليس منهم، ورآهم، وخلا بهم، وانتسب إليهم، وليس منهم، إلى غير ذلك من مفاسد زناها
فليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدته، ولهذا شرع فيه القتل على أشنع الوجوه، وأفحشها وأصعبها، ولو بلغ العبد أن امرأته أو حرمته قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت.
الحكمة في ذكر الزّنى في موعظة الكسوف
قال العلامة عبدالله بن محمد ابن حميد رحمه الله: ما هي الحكمة في ذكر الزنا في موعظة الكسوف؟ لم يذكر قتل النفس، ولم يذكر الربا، ولم يذكر شرب الخمر، ولم يذكر الكفر والشرك، وإنما ذكر الزّنا. قالوا: لأن القلب كالشمس مشرق بالإيمان، فالشمس حصل عليها هذا الكسوف فغيرها، وأحدث فيها نكتة سوداء، فالزاني عندما يزني يحصلُ في قلبه الذي هو كوكب من نور نكتة سوداء، إن تاب ورجع ذهبت تلك النكتة السوداء، وإن استمر في المعاصي انطمس هذا النور
العذاب المضاعف للزاني ما لم يرفع موجب ذلك بالتوبة
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قد أكد سبحانه حرمته بقوله: ﴿ والذين لا يدعون مع الله إلهًا أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثامًا * يُضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا *إلا من تاب ﴾ [الفرقان:68-70] فقرن الزنى بالشرك وقتل النفس، وجعل جزاء ذلك الخلود في العذاب المضاعف ما لم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة والإيمان والعمل الصالح
عذاب الزناة والزواني في البرزخ
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ينعم المؤمن في البرزخ على حسب أعماله، ويُعذب الفاجر فيه على حسب أعماله، ويختص كل عضو بعذاب يليق بجناية ذلك العضو؛...فتُعلق النساء الزواني بثديهن، وتحبس الزناة والزواني في التنور المحمى عليه، فيعذب محل المعصية منهم وهو الأسافل
وقال رحمه الله: فأما سبيل الزنى، فأسوأُ سبيل، ومقيلُ أهلها في الجحيم شرُّ مقيل، ومستقر أرواحهم في البرزح في تنور من نار، يأتيهم لهيبها من تحتهم، فإذا أتاهم اللهب، ضجوا، وارتفعوا، ثم يعودون إلى موضعهم، فهم هكذا إلى يوم القيامة، كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، ورؤيا الأنبياء وحي لا شكَّ فيه
عقوبة الشيخ الزاني يوم القيامة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر الله إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر) [أخرجه مسلم]
قال الإمام المناوي رحمه الله: (شيخ زان) لاستخفافه..وقلة مبالاته به، ورذالات طبعه، إذ داعيته قد ضعفت، وهمته قد فترت، فزناه عناد ومراغمة
عدم دخول الجنة للديوث الذي يقرً فاحشة الزنا في أهله
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مُدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يُقرُّ في أهله الخبث) أخرجه الإمام أحمد
قال الإمام المناوي رحمه الله: (الديوث) الذي يقر في أهله، أي: في زوجته أو سريته، وقد يشمل الأقارب أيضًا.
(الخبث) يعني: الزنا، بأن لا يغار عليهم