فوائد من كتاب مآلات الخطاب المدني
ولقد كرّمنا بني آدم
مآلات الخطاب المدني
لقد بيّن كتاب الله بشكل واضح أن الإنسان إذا أعرض عن الإسلام والوحي فقَدَ تكريمه الفطري الكوني الذي ذكرهﷻ في قوله:﴿ ولقد كرّمنا بني آدم ﴾، وأصبح مهانًا منحطًا في نظر الله ونظر أهل الإيمان، ولذلك لم تأتِ الشريعة بالمدح والتعظيم المطلق لـ الإنسان، كما يتوهم بعض غُلاة المدنية، بل إن القرآن بيّن في مواضع كثيرة ذم الإنسان إذا فقَدَ شرف الإيمان، ومن ذلك قولهﷻ:﴿ قُتل الإنسان ما أكفره ﴾
الوحي لا يحتاج لفهمه مناهج غربية!
مآلات الخطاب المدني
حقيقة الإسلام لا تخرج عن دواوين الإسلام المشهورة المعروفة، ولا يحتاج الوحي لفهمه مناهج غربية محدثة تعلِّم المسلمين فهم دينهم ونصوص ربهم بما لم يفهمه سلفهم، بل يحتاج في الحقيقة إلى تشمير سواعد البحث في تحقيق منهج القرون المفضلة، ودعوة الناس إليه للنال الأجر والثواب من الله، والنصر والتوفيق في مشروعنا الإسلامي
منهج الصحابة أكمل وأعلم!
مآلات الخطاب المدني
" صحابة رسول الله " فقهوا " معاني الوحي، واهتدوا إلى " دلالاته "، وكانوا على بصيرة من دينهم، بصورة أكمل من كل من جاء بعدهم، وقد شهد لهم الشارع شهادة عامة بالبصيرة، وشهادة خاصة لبعض أعيانهم بكمال العلم، وبالتالي: فإن " منهج قراءة النص " عند صحابة رسول الله ومن سار على هديهم هو أكمل المناهج، والشرف كل الشرف في الاجتهاد في تحقيقه وتتبعه، لا في مناهضته ومجافاته "
العاقل لا ينحرف عن الشرع انتقامًا من أخطاء بعض المنتسبين له
مآلات الخطاب المدني
العاقل لا ينحرف عن الشرع انتقامًا من أخطاء بعض المنتسبين له؛ فإنَّه ما ضرَّ إلَّا نفسَه، وإنَّما كمال الإيمان أن ينظر العاقل في النصيحة، ويستغفر لمن أخطأ عليه، ويراجع علاقته بربه، فإن كان على صواب مضى، وإن كان على خطأ أناب
منهج جديد
مآلات الخطاب المدني
" وكثير من الكتَّاب اليوم حين يتحدث عن " التجديد " يتكلم عن حاجتنا إلى " منهج جديد " لقراءة النص، وللأسف فإن كثيراً من هذه الدعوات تعني بقراءة النص (اختراع مضامين جديدة يمكن إدراجها تحت ألفاظ النصوص)، فغاية ما في هذا المنهج الحفاظ على " لفظ النص " فقط دون فحواه ومضمونه، فهو تفريغ لوعاء النص من مضمونه الأصلي، وصبُّ مضمون جديد فيه، وهذا مسخ لدين الله ليس من التجديد المحمود في شيء "
قانون الانحراف في التاريخ
مآلات الخطاب المدني
يكشف الوحي في مواضع متعددة عن قانون الانحراف في التاريخ، حيث يكاد القرآن أن يربط كل مظهر من مظاهر الخلل العقدي والأخلاقي به، ألا وهو الانبهار بالمظاهر المادية، وتعظيمها وامتلاء القلب بالتعلق بها، وتأمل في واقع الناس اليوم وستجد دقة هذا الناموس القرآني، حيث تكاد أن تجد كل ضلال فكري أو انحراف سلوكي إنما منشؤه تعظيم الدنيا، كما في قولهﷻ:﴿ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ. وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ ﴾
غلاة المدنية يتوهمون
مآلات الخطاب المدني
غلاة المدنية يتوهمون أن هناك تلازم بين الانتفاع والانبهار، وأنه لكي نستفيد من الحضارة الغربية يجب أن تمتلئ أشداقنا بتأوهات التعجب، وأن نفغر أفواهنا ونحن نسوق فلسفتهم، وأن نحوط أسماءهم وأعلامهم بهالة التعبيرات الخارقة، ولذلك يطلق بعضهم عبارة " المعجزة الغربية " أو " معجزة الحداثة " ونحوها.
النماذج التفسيرية للظاهرة
مآلات الخطاب المدني
الواقع أن المراقبين والنقاد طرحوا تفسيرات كثيرة لظاهرة الانقلاب المعياري هذه التي أشرنا إليها، ومحاولات متعددة لاستكشاف النواة الجوهرية التي انبثقت عنها تطبيقات ومواقف وإحداثيات هذا الخطاب المدني المتطرف، فبعض النقاد يرى أن السبب هو " الانبهار بالغرب "، والواقع أن الانبهار بالغرب أحد النتائج وليس العامل الحاسم كما سيأتي توضيح ذلك.
غائية الحضارة و مركزية المدنية
مآلات الخطاب المدني
في تقديري أن النواة الخفية التي انطلقت منها كل هذه التحولات الجذرية والحادة في المواقف والرؤى هي " المغالاة في قيمة المدنية والحضارة "، فالغلو في الحضارة والمدنية الدنيوية وتحويلها إلى القضية الأولوية وغاية الغايات، هو الجذر الرئيسي التي ابتدأت منه كل هذه الانقلابات المفاهيمية، بمعنى أن النموذج التفسيري الذي يقدم إجابة دقيقة حول تطبيقات هذه الظاهرة هو ما يمكن تسميته " غائية الحضارة " و " مركزية المدنية ".