من أقوال الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
حكمــــــة
(1) [يونس:62-63]
التـعـلـق بالله سبحانه وتعالى هو الغنى الذي ليس بعده غنـى، والتـعـلـق بالله سبحانه وتعالى هو الأمن الذي لا يصحبه خوف، والتـعـلـق بالله سبحانه وتعالى هو النصر الذي لا يكون معه كسر، والتـعـلـق بالله سبحانه وتعالى هو الطمأنـينـة والراحة التي لا يشوبها قلق، {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون} (1)
حكمــــــة
للتـعـلـق بالله دلائل: فإنك تجد الإنسان منذ أن يصـبح أول ما يفـكر، كيف يرضي الله سبحانه وتعالى، وتجده إذا أراد أن ينام أول ما يفـكر كيف حاله مع الله في يومه كـله، وتجده إذا شغـل بشيء في مستقـبله جاءت الآخـرة أمام عيـنـيه فأنسـته هما غيرها، فأصبح يـفـكر كيف القـدوم على الله سبحانه وتعالى، وهل حاله اليوم أحسن وأصلح من حاله بالأمس، المتعـلق بالله جـبر الله كسره، وأصلح الله أمره، ورفع الله قـدره حينـما أعطاه أعظـم عطيـة وهي: التـعـلـق بالله سبحانه وتعالى..
حكمــــــة
الشاب الذي يقول لك: والله هناك فتن، وأحس بالفتن، نعم، كف بصرك، واخرج وأنت لا تنظر إلى حرمات الله، وادخل وأنت لا تنظر إلى حرمات الله عز وجل، واسمع ما يرضي الله، واقرأ ما يرضي الله، واشغل وقتك بما يرضي الله، لن ترى فتنة أبدا، ولن تشعر بفتنة لا في نفسك، ولا أهلك، ولا ولدك، لأن الله يتولى جميع أمرك...
حكمــــــة
كان الرجل يسافر إلى أي صقع من أصقاع بلاد الإسلام، ما كان يعرفون، هذا مشرقي، ولا مغربي، ولا شمالي، ولا جنوبي، أينما نزل في بلاد الإسلام فهم أهله وذووه، ما كان يقال للمسلم في دار الإسلام: غـريبا، وإذا جـاء زوجوه وأكرموه، لأنهم ما كان يشعرون بأن هناك فرقا بينهم وبين المسلم، كانوا يعرفون ما هو الإسلام..
حكمــــــة
ألا تعلم أنك لو طلبت هذا العلـم، وأعطيته حقه، ونبذت الكسل والخمول، وأقبلت على ربك بصدق وجد واجتهـاد، وأظهرت لله أنك تعظمه وتعظم هذا العـلم الذي تطلبه، أن الله يفتح عليك باب سعادة لا تشقى بعدها أبدا، وأن الله يفتح عليك بهذا العـلـم باب رحمة لا تعذب بعدها أبدا، لقـد طلب أقوام العـلم فصدقـوا مع ربهم فصدق الله معهـم.
حكمــــــة
الكبر داء وبلاء، ولا يبتلى الإنسان به إلا لمرض في قلبه، فإن الذنوب المتعلقة بالـقلوب أمراض، فمن ابتلاه الله بها فلا عافية له إلا أن يسأل ربه أن يعافيه، ولا شفاء له إلا أن يـدعو ربه أن يشفيه، فإذا سأل العبد ربه خالصا من قلبه، كارها لبلائه ودائه استجاب الله دعاءه، وفرج كربه، وأزال همه وغمه.
حكمــــــة
إذا طلبت العلـم لا تلتـفت إلى شيء سواه؛ كما قال عبد الله بن دينار رحمه الله: ألا ليت شعري من أدرك العلـم أي شيء فاته! ومن فاته العلـم أي شيء أدركه! ألا ليت شعري من أدرك العلـم أي شيء فاته؛ ما دمت أنت في سوق الآخرة؛ الملائكة تغشاك، وتغشى المجلس الذي أنت فيه، وتغشاه السكينة، وتضع أجنحتها رضا لك بما صنعت ما دمت تطلب العلـم، ويسهل لك الطـريق إلى الجنة أي شيء.. ما الذي فاتـك؟!!
حكمــــــة
(1) [الفرقان:58]
على طالب العلـم أن يتسلح بتقوى الله عز وجل وخشيته والاستعانة بالله، الله تعالى أمر نبيه أن يتوكل عليه: {وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده} (1) فتوكل على الله في ضبط العلـم، وتوكل على الله أن يعينك على العمل بهذا العلـم، وتوكل على الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العلـم حجة لك لا حجة عليك.
حكمــــــة
أعظم الناس في العلـم خيرا وبركة: من انتفع بعلـمه أولا، ثم نفع الناس ثانيا، والأمر لا يتوقف على عالم في درسه، وشيخ مع طلابه، ولا يتوقف على الإمام في مسجده، بل إنك مع أولادك ومع بناتك وزوجتك في بيتك وأسرتك، إذا جلست معهم ساعة في اليوم أو نصف ساعة تذكرهم بنعم الله وتذكرهم بآيات الله وبمنن الله، وتذكرهم بحقوق الله أن يحفظوها، ومحارم الله أن يجتنبوها. فأنت معلم للخير وأنت هـاد للخير.
حكمــــــة
الأصل أن المسلم متعلق بربه، ملتجىء إلى خالقه، يبث إليه أحزانه، ويشتكي إليه أشجانه، ويعلم أنه أرحم به من نفسه التي بين جنبيه، وأنه أحلم وأكرم وألطف سبحانه وتعالى، وهو أرأف من ملك، وأرحم من استـعطف سبحانه وتعالى، فهو الرحيم بعباده، اللطيف بخلقه، فليست هناك مشاكل نفسية لمن رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
حكمــــــة
إذا علم العبد ما عند الله من المثوبة، وما عند الله من حسن العاقبة، هانت عليه فجائع الدنيا، وهانت عليه قوارعها، وأصبح في قوة من الله سبحانه وتعالى ورباط، هؤلاء هم أولياء الله وصفوة الله من خلقه، الذين إذا نزل بهم البلاء زادهم من الله قربا، ومن الله رضا وحبا، لا تسمع تسخطا ولا جزعا ولا قلقا، ولا تسمع إنكارا للقضاء والقدر،بل تسمع انشراحا وفرحا وطمأنينة بما عند الله، وثقة بما عند الله، والله لا يخلف الميعاد.
حكمــــــة
هنيئا ثم هنيئا لعبد ابتلاه الله ببلية فآمن بقضاء الله وقدره، ورضي بالله ربا، ولم يحمل في قلبه شيئا إلا الرضا عن الله، فرضي الله عنه وأرضاه، هنيئا لعبد احتقره الناس وهو عند الله جليل، هنيئا لعبد آذاه الناس وقد صبر لله الصبر الجميل، هنيئا لعبد لا تسمع منه إلا طيب القيل، هنيئا لذلك العبد الذي سدد في قوله، وربط على قلبه.
حكمــــــة
لذة هذه الدنيا أن تعلم أنك عبد لله، وأن الله إذا أعطاك عزا لن يذلك أحد سواه، وأن الله إذا أكـرمك فلن يهينك أحد عداه، أما كلام الناس وأذية الجنة والناس فما فيها من بأس لمن اتقى وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده، اعلم عـلم اليقـين أن الله تولى أولياؤه، وأنه نعـم المولى ونعم النصير، ومن ولاية الله: أنه تولى المظلوم، ووعده ولا يخلف الله وعده أنه ينصره ولو بعـد حين، المظـلوم منصور..
حكمــــــة
لذة هذه الدنيا أن تعلم أنك عبد لله، وأن الله إذا أعطاك عزا لن يذلك أحد سواه، وأن الله إذا أكـرمك فلن يهينك أحد عداه،أما كلام الناس وأذية الجنة والناس فما فيها من بأس لمن اتقى وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده،اعلم عـلم اليقـين أن الله تولى أولياؤه، وأنه نعـم المولى ونعم النصير، ومن ولاية الله: أنه تولى المظلوم، ووعده ولا يخلف الله وعده أنه ينصره ولو بعـد حين، المظـلوم منصور..
حكمــــــة
مما يعينك على الثبات على الطاعة بعـد رمضان: أن تتفكر وتتدبر في زوال الدنيا، وأنك مهما عشت فإنك ميت، وأنك إلى الله صائر، وإلى الله منقلب، وكما بدأ الشهر وانقضى فإنك بدأت وستنقضي، وكما بدأ وانتهى فإنك بدأت وعن قريب عاجلا أو آجلا تنتهي، فكل شيء إلى فناء، ولا يدوم للعبـد البقاء، إنـا مـن الـدنـيا على طـريــق إما إلى الغساق أو إلى الرحيق من علـم أنه إلى الله صائر هانت عليه الدنيا...
حكمــــــة
المؤمن من سرته حسنته وساءته سيئته، ومن تاب تاب الله عليه، فإذا تبت إلى الله ووجدت أنك صادق في التوبة، واستجمع القـلب الندم واعتصر من شدة الألم، وتمنيت أنه لم تكن منك تلك الإساءة، وأنك لم تصب ذلك الذنب، أو تلك الخطيئة فهذا فضل من الله ورحمة من الله، فإن الله لا يسكن في القـلب ندما ولا ألما إلا وهو يريد بصاحبه خيرا، ولذلك ما دحر الشيطان ولا أصابه غـيظ مثل الساعة التي يجد فيها قـلب العبد قد أصابه الندم والألم من التفريط في جنب الله عز وجل...