تصنيف الناس بين الظن واليقين - 1
حكمــــــة
من كانت وقيعته ظلماً فيمن عظم شأنه في المسلمين بحق، فينبغي تغليظ عقوبة الواقع، إضافة إلى الحجر على لسانه، ولهذا نظائر في الشريعة، كوقوع الظلم في الأشهر الأربعة الحرم، والرفث والفسوق والجدال في الحج، وتغليظ الدية في النفس وفي الجراح في الشهر الحرام، وفي البلد الحرام، وفي ذوي الرحم، كما هو مذهب الشافعي، فهذه وأمثالها محرمات على كل مسلم في كل زمان ومكان، لكن لما عظم الجرم بتعدد جهات الانتهاك، عظم الإثم، والجزاء.
ولمثل هؤلاء - كما قال عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى -: (تقشــر العصـي).
حكمــــــة
لما أكثر الحطيئة: جرول بن أوس العبسي من هجاء الزبرقان بن بدر التميمي - رضي الله عنه - فشكاه إلى عمر - رضي الله عنه - فسجنه عمر بالمدينة، فاستعطفه بأبياته المشهورة، فأخرجه، ونهاه عن هجاء الناس، فقال: إذاً تموت عيالي جوعاً........ فاشترى عمر - رضي الله عنه - منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم.
حكمــــــة
قال أبي حازم:
" العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله ذاكره، وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه حتى كان هذا الزمان، فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجه إليه، ولا يذاكر من هو مثله، ويزهى على من هو دونه، فهلك الناس ".
حكمــــــة
قال ابن القيم: ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم، وغير ذلك.
ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى نرى الرجل يشار إليه بالدين، والزهد، والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا، وينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد، بين المشرق والمغرب.
حكمــــــة
لو نظرت إلى (الكلام) وما بني عليه من أحكام لوجدت من ذلك عجبا في: الطهارة، والصلوات، وسائر أركان الإسلام، والجهاد، و البيوع، والنكاح، والطلاق، والجنايات، والحدود، والقضاء،.. بل أفردت أبواب في الفقهيات كلها لما تلفظ به هذه الأداة: (اللسان):
في أبواب: القذف، والردة، والأيمان، والنذور، والشهادات، والإقرار.