تصنيف الناس بين الظن واليقين - 1
حكمــــــة
لا تبتئس بما يقولون ، ولا تحزن بما يفعلون ، وخذ بوصية الله سبحانه لعبده ونبيه نوح - عليه السلام - (( وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون )) [ هود : 36 ] .
ومن بعد أوصى بها يوسف - عليه السلام - أخاه : (( قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون ))[ يوسف: 69 ].
حكمــــــة
من كانت وقيعته ظلماً فيمن عظم شأنه في المسلمين بحق ، فينبغي تغليظ عقوبة الواقع ، إضافة إلى الحجر على لسانه ، ولهذا نظائر في الشريعة ، كوقوع الظلم في الأشهر الأربعة الحرم ، والرفث والفسوق والجدال في الحج ، وتغليظ الدية في النفس وفي الجراح في الشهر الحرام ، وفي البلد الحرام ، وفي ذوي الرحم ، كما هو مذهب الشافعي ، فهذه وأمثالها محرمات على كل مسلم في كل زمان ومكان ، لكن لما عظم الجرم بتعدد جهات الانتهاك ، عظم الإثم ، والجزاء .
ولمثل هؤلاء - كما قال عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى - : ( تقشــر العصـي ) .
حكمــــــة
لما أكثر الحطيئة: جرول بن أوس العبسي من هجاء الزبرقان بن بدر التميمي - رضي الله عنه - فشكاه إلى عمر - رضي الله عنه - فسجنه عمر بالمدينة ، فاستعطفه بأبياته المشهورة ، فأخرجه ، ونهاه عن هجاء الناس ، فقال : إذاً تموت عيالي جوعاً ........ فاشترى عمر - رضي الله عنه - منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم .
حكمــــــة
قال أبي حازم :
" العلماء كانوا فيما مضى من الزمان إذا لقي العالم من هو فوقه في العلم كان ذلك يوم غنيمة ، وإذا لقي من هو مثله ذاكره ، وإذا لقي من هو دونه لم يزه عليه حتى كان هذا الزمان ، فصار الرجل يعيب من هو فوقه ابتغاء أن ينقطع منه حتى يرى الناس أنه ليس به حاجه إليه ، ولا يذاكر من هو مثله ، ويزهى على من هو دونه ، فهلك الناس " .
حكمــــــة
قال ابن القيم : ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام ، والظلم ، والزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم ، وغير ذلك .
ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى نرى الرجل يشار إليه بالدين ، والزهد ، والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا ، وينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ، بين المشرق والمغرب .
حكمــــــة
قال الحافظ ابن عساكر – رحمه الله تعالى - :
" واعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته ، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته ، أن لحوم العلماء – رحمة الله عليهم – مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ؛ لأن الوقيعة فيهم مرتع وخيم ، والاختلاف على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم .
حكمــــــة
لو نظرت إلى (( الكلام )) وما بني عليه من أحكام لوجدت من ذلك عجبا في : الطهارة , والصلوات , وسائر أركان الإسلام , والجهاد , و البيوع , والنكاح , والطلاق , والجنايات , والحدود , والقضاء , .. بل أفردت أبواب في الفقهيات كلها لما تلفظ به هذه الأداة : (( اللسان )) :
في أبواب : القذف , والردة , والأيمان , والنذور , والشهادات , والإقرار .