16. حياة السلف بين القول والعمل
حكمــــــة
أهمية الدعاء والتضرع إلى الله والتذلل له وما قيل في ذلك: وقال ثابت البناني رحمه الله: ما دعا الله - عزَّ وجلَّ - المؤمنُ بدعوة، إلاّ وكّل بحاجته جبرائيل - عليه السلام - فيقول: لا تُعجِل بإجابته، فإني أحب أن أسمع صوت عبدي المؤمن، وإن الفاجر يدعو الله - عزَّ وجلَّ - فيوكّل جبرائيل بحاجته، فيقول يا جبرائيل أعجِل إجابة دعوته فإني أحب أن لا أسمع صوت عبدي الفاجر. [صفة الصفوة 3/187].
حكمــــــة
أهمية الدعاء والتضرع إلى الله والتذلل له وما قيل في ذلك: قال وهب بن منبه رحمه الله: تعبّد رجل زمانًا، ثم بدت له إلى الله حاجة، فصام سبعين سبتًا، يأكل في كلّ سبت إحدى عشرة تمرة، ثم سأل الله حاجته فلم يعطها، فرجع إلى نفسه فقال: منك أتيت، لو كان فيك خير أُعطيت حاجتك، فنزل إليه عند ذلك ملك فقال: يا ابن آدم ساعتك هذه خير من عبادتك التي مضت، وقد قضى الله حاجتك. [الزهد للإمام أحمد / 621].
حكمــــــة
أهمية الدعاء والتضرع إلى الله والتذلل له وما قيل في ذلك: قال وهب بن منبه رحمه الله: أن رجلاً سائحًا عبد الله سبعين سنة ثم خرج يومًا يقلل عمله وشكا إلى الله - عزَّ وجلَّ - بثه واعترف بذنبه فأتاه آتٍ من الله - عزَّ وجلَّ - فقال: إن مجلسك هذا أحب إلى الله - عزَّ وجلَّ - من عملك فيما مضى من عمرك. [الزهد للإمام أحمد / 132].
حكمــــــة
أهمية الدعاء والتضرع إلى الله والتذلل له وما قيل في ذلك: قال الفضيل بن عياض رحمه الله: إن المؤمن إذا استبطأ الفرج وأنس منه بعد كثرة دعائه وتضرّعه، ولم يظهر عليه أثر الإِجابة يرجع إلى نفسه باللائمة، وقال لها: إنما أتيت من قبلك، ولو كان فيك خير لأجبت. [جامع العلوم والحكم / 265]. قال ابن رجب رحمه الله: وهذا اللوم أحبّ إلى الله من كثير من الطاعات، فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنه أهل لما نزل من البلاء، وأنه ليس بأهل لإِجابة الدعاء، فلذلك تسرع إليه حينئذٍ إجابة الدعاء وتفريج الكرب، فإِنه تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله. جامع العلوم والحكم / 265.
حكمــــــة
أهمية الدعاء والتضرع إلى الله والتذلل له وما قيل في ذلك: قال إسحاق بن إبراهيم: وقفت مع الفضيل رحمه الله بعرفات فلم أسمع من دعائه شيئًا إلا أنه واضعًا يده اليمنى على خده وواضعا رأسه يبكي بكاء خفيًا، فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام فرفع رأسه إلى السماء فقال: واسوأتاه والله منك وإن عفوت ثلاث مرات. [الحلية (تهذيبه) 3 / 8].
حكمــــــة
أهمية الدعاء والتضرع إلى الله والتذلل له وما قيل في ذلك: عن بشر بن الحارث قال: بلغني أن بنتًا لفتح الموصلي رحمه الله عريت، فقيل له: ألا تطلب من يكسوها؟ فقال: لا، أدعها حتى يرى الله - عزَّ وجلَّ - عريها وصبري عليها، قال: وكان إذا كان ليالي الشتاء جمع عياله وقام بكسائه عليهم، ثم قال: اللهم أفقرتني وأفقرت عيالي، وجوعتني وجوعت عيالي، وأعريتني وأعريت عيالي، بأي وسيلة توسلتها إليك، وإنما تفعل هذا بأوليائك وأحبابك، فهل أنا منهم حتى أفرح؟ [الحلية (تهذيبه) 3 / 75].
حكمــــــة
الحذر من دعاء المظلوم: عن هشام بن عروة، عن أبيه أنَّ أروى بنت أويس ادَّعت أنَّ سعيد بن زيد رضى الله عنه أخذ شيئًا من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم، فقال سعيد: أَنا كنت آخذ من أَرضها شيئًا بعد الذي سمعتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال سمعته يقول: " من أخذ شيئًا من الأرض طُوِّقَه إلى سبع أرضين " قال مروان: لا أسألك بيِّنةً بعد هذا، فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبةً، فأعم بصرها، واقتلها في أرضها، قال: فما ماتت حتى عميت، وبينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت. [رواه مسلم: 3022].
حكمــــــة
بعض الآداب في الدعاء، وبعض الأخطاء فيه: عن مالك قال: كان الربيع بن خثيم يأتي علقمة يوم الجمعة فيتحدث إليه فأتاه ذات يوم فقال: ألا تعجب دخل علي رجل من أهل الكتاب فقال: ألا ترى إلى كثرة دعاء الناس وقلة الإجابة لهم وهل يدرون مم ذلك؟ وما ذاك إلا أن الله - عزَّ وجلَّ - لا يقبل إلا الفاضل من الدعاء، فقال عبد الرحمن بن يزيد ـ وكان جالسًا معهم ـ: لئن قال ذاك لقد قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: إن الله لا يسمع من مسمع ولا من مراء ولا من لاعب ولا من داع إلا داع دعاء ثبتًا من قلبه. [الزهد للإمام أحمد / 294].
حكمــــــة
بعض الآداب في الدعاء، وبعض الأخطاء فيه: عن شقيق بن إبراهيم قال: مر إبراهيم بن أدهم رحمه الله في أسواق البصرة فاجتمع الناس إليه فقالوا له: يا أبا إسحاق إن الله تعالى يقول في كتابه: " ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ " ونحن ندعوه منذ دهر فلا يستجيب لنا.قال: فقال إبراهيم: يا أهل البصرة ماتت قلوبكم في عشرة أشياء:أولها: عرفتم الله ولم تؤدوا حقه.الثاني: قرأتم كتاب الله ولم تعملوا به.الثالث: ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته.الرابع: ادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه.والخامس: قلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها.والسادس: قلتم نخاف النار ورهنتم أنفسكم بها.والسابع: قلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له.الثامن: اشتغلتم بعيوب إخوانكم ونبذتم عيوبكم.التاسع: أكلتم نعمة ربكم ولم تشكروها.العاشر: دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم. [الحلية (تهذيبه) 2 / 482].