استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين لنبيل أحمد بابكر
يقول الشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله: " فالله العليم الحكيم قصَّ لنا القصص وأجرى خوارق العادات ليس ليدلل على وجوده وعظيم قدرته فقط، ولا لتصديق أنبيائه فقط، وإنما هو فوق ذلك لتقوية معنوية عباده تقوية روحية جبارة، يعظم فيها توكلهم واعتمادهم عليه وثقتهم بنصره، مستيقنين أنَّه سبحانه يجعل الحزن سهلا والمستحيل واقعا، وأنه لن يعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض، وأنه يخلق أعظم شيء من لا شيء، وأنه يخلق بلا سبب، وأن الأكوان العلوية والسفلية لا يتعسر عليه منها شيء أو يتحكم في قدرته منها شيء، بل هو الذي يجريها على خلاف سيرها وسننهما العادية، فيفلق البحر شطرين، يشق بينهما طريقاً في البحر يبسا، كأن الماء لم يمر عليه أبداً، كما فعل ذلك لموسى وقومه، ويشق القمر نصفين أياماً لقريش وتصديقاً لمحمد صلى الله عليه وسلم، ويوقف سير الشمس ليوشع بن نون خليفة موسى، ويجمد نهر دجلة لجيش سعد بن أبي وقاص فيعبرونه لم تبتل أقدامهم، ويذلل البحر لخيل أبي العلاء الحضرمي، ويسيل الماء لهم في رمال الدهناء لما عطشوا
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين لنبيل أحمد بابكر
عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأنصار، فلما دنا من منزله سمعه يتكلم في الداخل، فلما استأذن عليه فلم ير أحداً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمعتك تكلم غيرك؟ قال: يا رسول الله! لقد دخلت الداخل اغتماماً بكلام الناس مما بي من الحمى، فدخل علي داخل ما رأيت رجلاً قط بعدك أكرم مجلساً ولا أحسن حديثاً منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك جبريل عليه السلام، وإنَّ منكم لرجالاً لو أنَّ أحدَهم يُقسم على اللهِ لأبرَّه ".
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين لنبيل أحمد بابكر
أخبرنا الله عز وجل عن رؤية جميع بني آدم للملائكة عند الموت ، فإذا نزل الموت بالعبد المؤمن نزلت عليه ملائكة بيض الوجوه تبشره برحمة الله، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ.نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ [فصلت:30-31].
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين لنبيل أحمد بابكر
عن مطرِّف بن عبد الله، أن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: " اعلم يا مطرف أنه كان تسلم الملائكة عليَ عند رأسي وعند البيت وعند باب الحجر، فلما اكتويت ذهب ذلك، فلما برئ كلّمه قال: اعلم يا مطرف أنه عاد إلي الذي كنت أفقد؛ اكتم علي يا مطرف حتى أموت " ().وقال الحافظ ابن كثير: " كانت الملائكة تسلم عليه فلما اكتوى انقطع عنه سلامهم عليه ثم عادوا قبل موته بقليل فكانوا يسلمون عليه رضي الله عنه وعن أبيه "
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين لنبيل أحمد بابكر
عن ابن عباس رضي الله عنهما: " بينا رجل من المسلمين يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول: " أقدم حيزوم "، إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا قال: فنظر إليه فإذا هو قد حطم وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة ".فسمع ضربة السوط ثم رأى أثرها على وجه المشرك وسمع صوت الفارس وهو يقول أقدم حيزوم "
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين لنبيل أحمد بابكر
أخبرنا الله عز وجل أن السامري رأى شيئا لم يره غيره فقال سبحانه: قَالَ فَمَا خَطبُكَ يَاسَامِرِيُّ.قَالَ بَصُرتُ بِمَا لَم يَبصُرُوا بِهِ فَقَبَضتُ قَبضَةً مِن أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَت لِي نَفسِي[طه:95-96]. كان ذلك عندما أخذ قبضة من تراب مسه حافر فرس جبريل عليه السلام كما ذكر ذلك الشنقيطي صاحب أضواء البيان رحمه الله.
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
تعريف الولي: لقد تكفل الله عز وجل بتعريف الولي فقال سبحانه: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ.الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ [يونس:62-63]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فكل من آمن بالله ورسوله واتقى الله فهو من أولياء الله. وقال رحمه الله في وصف أولياء الله أنهم: " هم الذين آمنوا به ووالوه، فأحبوا ما يحب وأبغضوا ما يبغض، ورضوا بما يرضى، وسخطوا بما يسخط، وأمروا بما يأمر ونهوا عما نهى، وأعطوا لمن يحب أن يعطى، ومنعوا من يحب أن يمنع
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
شروط الولي: ذكر السفاريني عن بعض المحققين أن للولي أربعة شروط ملخصها مايلي: الأول: أن يكون عارفاً بأصول الدين حتى يفرق بين الخلق والخالق وبين النبي والمتنبىء. الثاني: أن يكون عالماً بأحكام الشريعة نقلاً وفهماً. الثالث: أن يتخلق بالأخلاق المحمودة التي دل عليها الشرع والعقل من الورع عن المحرمات بل والمكروهات وامتثال المأمورات وإخلاص العمل وحسن المتابعة والاقتداء. الرابع: أن يلازمه الخوف أبداً واحتقار النفس سرمداً وأن ينظر إلى الخلق بعين الرحمة والنصيحة وأن يبذل جهده في مراقبة محاسن الشريعة ومطالعة عيوب النفس وآفاتها والخوف بملاحظة السابقة والخاتمة
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
ليس من شروط الولاية عدم الوقوع في الخطأ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وليس من شرط ولي الله أن يكون معصوماً لا يغلط ولا يخطئ بل يجوز أن يخفي عليه بعض علم الشريعة، ويجوز أن يشتبه عليه بعض أمور الدين حتى يحسب بعض الأمور مما أمر الله به ومما نهى الله عنه، ويجوز أن يظن في بعض الخوارق أنها من كرامات أولياء الله تعالى وتكون من الشيطان لبَسها عليه لنقص درجته ولا يعرف أنها من الشيطان، وإن لم يخرج بذلك عن ولاية الله تعالى، فإن الله تعالى تجاوز لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه "
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فمن يؤتى من الكشف والتأثير الكوني ما يؤيد به الكشف والتأثير الشرعي. وهو علم الدين والعمل به، والأمر به، ويؤتى من علم الدين والعمل به، ما يستعمل به الكشف والتأثير الكوني؛ بحيث تقع الخوارق الكونية تابعة للأوامر الدينية، أو أن تخرق له العادة في الأمور الدينية؛ بحيث ينال من العلوم الدينية، ومن العمل بها، ومن الأمر بها، ومن طاعه الخلق فيها، مالم ينله غيره في مطرد العادة، فهذه أعظم الكرامات والمعجزات وهو حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
أسباب خرق العادة: " إن عادة الله في المسببات أن تكون على وزن الأسباب في الاستقامة والاعوجاج، والاعتدال والانحراف، فالخوارق مسببات عن الأسباب التكليفية، فبقدر اتباع السنة في الأعمال، وتصفيتها من شوائب الأكدار، وغيوم الأهواء، تكون الخارقة المترتبة. فكما يعرف من نتائج الأعمال العادية صواب تلك الأعمال أو عدم صوابها، كذلك ما نحن فيه. "
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
عن ابن عمر رضى الله عنه قال: وجه عمر رضى الله عنه جيشاً وولَّى عليهم رجلا يدعى سارية، فبينما عمر يخطب جعل ينادي ”يا سارية، الجبل!” ثلاثا. ثم قدم رسول الجيش، فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، هُزِمْـنا فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي ”يا سارية الجبل”، ثلاثا، فأسندنا ظهرنا إلى الجبل، فهزمهم الله. قال فقيل لعمر: إنك كنت تصيح هكذا وهكذا. وفي رواية " بينما عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو يخطب يوم الجمعة وقع في خاطره أن الجيش الذي أرسله مع سارية إلى نهاوند بفارس لاقى العدو وهم في بطن وادٍ وقد هموا بالهزيمة وبالقرب منهم جبل، فقال ذلك في أثناء خطبته ورفع به صوته فألقاه الله في سمع سارية فانحاز بالناس إلى الجبل وقاتلوا العدو من جانب واحد ففتح الله عليهم.
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
محمد بن المنكدر رحمه الله: كان في غزاة فقال له رجل من رفاقه: أشتهي جبنا رطبا، فقال بن المنكدر: استطعموا الله يطعمكم فإنه القادر، فدعا القوم فلم يسيروا إلا قليلا حتى رأوا مكتلا مخيطا فإذا هو جبن رطب، فقال بعض القوم لو كان عسلا، فقال بن المنكدر: إن الذي أطعمكم جبناً هاهنا قادر على أن يطعمكم عسلاً فاستطعموه فدعوه فساروا قليلاً فوجدوا ظرف عسل على الطريق فنزلوا فأكلوا
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
نباتة بن يزيد: عن أبي سبرة النخعي قال: " أقبل رجل من اليمن فلما كان في بعض الطريق نفق حماره، فتوضأ وصلى ركعتين ثم قال: " اللهم إني جئت من الدثينة مجاهدا في سبيلك ابتغاء مرضاتك وأنا أشهد بأنك تحيي الموتى وتبعث من في القبور لا تجعل لأحد علي اليوم مِنَّة أطلب إليك أن تبعث لي حماري: قال: فقام الحمار ينفض أذنيه ". خرجه البيهقي في دلائل النبوة وصحح إسناده الإمام أبو القاسم القشيري في رسالته
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
ابن أبي عبيد: رُوي أنه غزا سنة من السنين فخرج في السرية فمات المهر الذي كان تحته وهو في السرية فقال: يارب أعرنا حتى نرجع إلى بسرى - قريته - فإذا المهر قائم فلما غزا ورجع إلى بسرى قال: يابني خذ السرج عن المهر، فقلت: إنه عرق فإن أخذت السرج داخلته الريح. فقال: يابني إنه عارية قال: فلما أخذت السرج وقع المهر ميتا.
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
قصة رجل مع زياد بن أبي سفيان: وعن حصين بن عامر قال: " كنت جالسا مع زياد بن أبي سفيان، فأتي برجل يحمل ما نشك في قتله، قال: فرأيته حرك شفتيه بشيء ما ندري ما هو، فخلي سبيله فأقبل إليه بعض القوم فقال: لقد جيء بك وما نشك في قتلك فرأيتك حركت شفتيك بشيء ما ندري ما هو فخلي سبيلك، قال قلت: اللهم رب إبراهيم ورب إسحاق ورب يعقوب ورب جبريل وميكائيل واسرافيل ومنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم أدرأ عني شر زياد "
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
الثقة بالله وحفظه لأوليائه: إذا وثق العبد بربه، واطمأن لوعده، واستجاب لأمره، فإن الله يكون معه بنصره وحفظه وتوفيقه وإحسان العاقبة له، وهذا مقتضى ما وصف الله به نفسه، كما بين ذلك ابن رجب الحنبلي رحمه الله عند كلامه على معرفة الله لعبده فقال: " ومعرفة الله لعبده نوعان: معرفة عامة وهي علمه سبحانه بعباده، وإطلاعه على ما أسروه وما أعلنوه.والثاني معرفة خاصة، وهي تقتضي محبته لعبده، وتقربه إليه، وإجابة دعائه، وإنجاءه من الشدائد، وهي المشار إليها بقوله فيما يحكي عن ربه " ولا يزال عبدي يتقرب إليَ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فلئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فالإنسان إذا أصابته المصائب بذنوبه وخطاياه كان هو الظالم لنفسه، فإذا تاب واستغفر جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب، والذنوب مثل أكل السُّم، فهو إذا أكلَ السم مرض أو مات فهو الذي يمرض ويتألم ويتعذب ويموت، والله خالق ذلك كله، وإنما مرض بسبب أكله، وهو الذي ظلم نفسه بأكل السم. فإن شرب الترياق النافع عافاه الله، فالذنوب كأكل السم، والترياق النافع كالتوبة النافعة
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " والعبد له في المقدور حالان حال قبل القدر وحال بعده، فعليه قبل المقدور أن يستعين بالله ويتوكل عليه ويدعوه، فإذا قدر المقدور بغير فعله فعليه أن يصبر عليه أو يرضى به، وإن كان بفعله وهو نعمة حمد الله على ذلك وإن كان ذنباً استغفر إليه من ذلك ".. ويقول رحمه الله تعالى: " والصبر واجب باتفاق العلماء، وأعلى من ذلك الرضا بحكم الله، والرضا قد قيل إنه واجب وقيل هو مستحب، وهو الصحيح، وأعلى من ذلك أن يشكر الله على المصيبة لما يرى من إنعام الله عليه بها، حيث جعلها سببا لتكفير خطاياه ورفع درجاته وإنابته وتضرعه إليه، وإخلاصه له في التوكل عليه ورجائه دون المخلوقين " وليتذكر قول الله عز وجل:فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا.إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا [الشرح: 5-6].
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
قال الفضيل: " والله لو يئست من الخلق حتى لا ترى منهم شيئا لأعطاك مولاك كل ما تريد، وأيضا فإن المؤمن إذا استبطأ الفرج، وأيس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم تظهر عليه الإجابة يرجع إلى نفسه باللائمة ويقول لها: إنما أتيت من قبلك ولو كان فيك خير لأجبت، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه واعترافه له بأنه أهل لما نزل به من البلاء وأنه ليس بأهل لإجابة الدعاء
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " كان عمر رضى الله عنه يُشاور الصحابة رضي الله عنهم ويُناظرهم ويرجع إليهم في بعض الأمور، وينازعونه في أشياء فيحتج عليهم ويحتجون عليه بالكتاب والسنة، ويُقِرُّهُم على منازعته، ولا يقول لهم: أنا مُحَدَّث مُلهم مخاطَب فينبغي لكم أن تقبلوا منِّي ولا تعارضوني، فأي أحد ادعى أو ادعى له أصحابه أنَّه وليّ لله وأنه مخاطب يجب على أتباعه أن يقبلوا منه كل ما يقوله ولا يعارضوه، ويسلموا له حاله من غير اعتبار بالكتاب والسنة فهو وهم مخطئون، ومثل هذا من أضل الناس
فائدة
استتار المضطرين واحتجاب أولياء الله المتقين
لقي أبو جعفر المنصور سفيانَ الثوريَّ رحمه الله وهو يطوف، فقال له: ما يمنعك أن تأتينا؟. قال: إن الله نهى عنكم قال تعالى:وَلا تَرْكَنُوۤا إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ[هود:113]. فالتفت أبو جعفر المنصور إلى أصحابه وقال: ألقينا الحَبَّ إلى العلماء فلقطوا إلا ما كان من سفيان، فإنه أعيانا فرارا، قال سفيان رحمه الله: " ما أخاف من إهانتهم لي، وإنما أخاف من إكرامهم فيميل قلبي إليهم " وقال رحمه الله: " ما وضع رجل يده في قصعة رجل إلا ذلَّ له ".