فوائد من كتاب الصمت 2
حكمــــــة
عن قيس بن رافع رحمه الله قال: اجتمع ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ابن عباس رضي الله عنهما فتذاكروا الخير فرقوا و واقد بن الحارث ساكت فقالوا: يا أبا الحارث ألا تتكلم؟ قال: قد تكلمتم وكفيتم قالوا: تكلم فلعمري ما أنت بأصغرنا سنا فقال: أسمع القول: فالقول قول خائف وأنظر الفعل فالفعل فعل آمن.
حكمــــــة
عن الحسن قال: اعتبروا الناس بأعمالهم ودعوا قولهم فإن الله لم يدع قولا إلا جعل عليه دليلا من عمل يصدقه أو يكذبه فإذا سمعت قولا حسنا فرويدا بصحابه فإن وافق قوله عملا (فنعم ونعمة عين آخه وأحببه وإن خالف قول عمل) فماذا يشبه عليك منه؟ أم ماذا يخفى عليك منه؟ إياك وإياه لايخدعنك كما خدع ابن آدم إن لك قولا وعملا فعملك أحق (بك من قولك وإن لك سريرة وعلانية فسريرتك أحق) بك من علانيتك ولذلك عاجلة وعاقبة فعاقبتك أحق من عاجلتك.
حكمــــــة
كتب زيد بن ثابت رضي الله عنه إلى أبي بن كعب رضي الله عنه: أما بعد فإن الله جعل اللسان ترجمانا للقلب وجعل القلب وعاء وراعيا ينقاد له اللسان لما هدى له القلب وإذا كان القلب على طرف اللسان كل الكلام واختلف القول فإذا كان اللسان من وراء القلب استقام القول واعتدل ولم يكن للسان عثرة ولا زلة ولا حلم لمن لم يكن قلبه من بين يدي لسانه فإذا بدل الرجل كلامه بلسانه وخالف على ذلك قلبه خدع بذلك نفسه وإذا وزن الرجل كلامه بفعله صدق ذلك مواقع حديثه تذكر هل وجدت بخيلا إلا وهو يجود بالقول ويضن بالفعل وذلك لأن لسانه بين يدي قلبه تذكر هل تجد عند أحد شرفا أومروءة إذ لم يحفظ ما قال ولم يتبعه بالفعل ويقول ماقال وهو يعلم أنه حق عليه واجب حين يتكلم به لا تكونن بصيرا بعيوب الناس فإن الذي يبصر عيوب الناس ويهون عليه عيبه كمن يتكلف ما لم يؤمر به والسلام.
حكمــــــة
عن أبي عبد الله الحربي قال: سمعت بعض العلماء ممن قدم على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يقول الصامت: على علم كالمتكلم على علم فقال عمر: إني لأرجو أن يكون المتكلم على علم أفضلهما يوم القيامة حالا وذلك أن منفعته للناس وهذا صمته لنفسه قالوا: يا أمير المؤمنين فكيف بفتنة المنطق؟ قال: فبكى عمر رضي الله عنه بكاء شديدا.
حكمــــــة
كان يحضر مجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتى فيستمع فيحسن الاستماع ثم يقوم من قبل أن يتكلم قال: ففطن إلى ذلك عمر رضي الله عنه فقال له: أراك تحضر المجلس فتحسن الإستماع ثم تقوم من قبل أن تتكلم مع القوم ولا تدخل في حديثهم فعم ذاك؟ قال له الفتى: إني والله أحب أن أحضر فاستمع فأحسن الاستماع ثم أتنقى وأتوقى وأصمت لعلي أسلم قال: يقول له عمر رضي الله عنه: يرحمك الله وإينا يفعل هذا.
حكمــــــة
قال مكي بن إبراهيم: كنا عند ابن عون فذكروا بلال بن أبي بردة فجعلوا يلعنونه ويقعون فيه و ابن عون ساكت فقالوابه: يا أبا عون أما تذكره لما ارتكب منك؟ فقال ابن عون: إنما هما كلمتان تخرجان من صحيفتي يوم القيامة: لا إله إلا الله ولعن الله فلان يخرج من صفيحتي لا إله إلا الله أحب إلي من أن يخرج لعنه الله.
حكمــــــة
عن إدريس قال سمعت وهب بن منبه يقول: كان في بني إسرائيل رجلان بلغت بهما عبادتهماأن يمشيا على الماء فبينما هما يمشيان في البحر إذا هما برجل يمشي في الهواء فقالا له: يا عبد الله بأي شيء أدركت هذه المنزلة؟ قال: بشيئين من الدنيا: فطمت نفسي عن الشهوات؟ وكففت لساني عما لا يعنيني ورغبت فيما دعاني إليه ولزمت الصمت فإن أقسمت على الله أبر قسمي وإن سألته أعطاني.