فوائد من كتاب الصمت 2
حكمــــــة
أسر معاوية رضي الله عنه إلى الوليد بن عتبة حديثا فقال لأبيه: يا أبت إن أمير المؤمنين أسر إلي حديثا وما أراه يطوي عنك ما بسطه إلى غيرك؟ قال: فلا تحدثني به فإن من كتم سره كان الخيار له ومن أفشاه كان الخيار عليه قال: قلت: يا أبت وإن هذا ليدخل بين الرجل وبين أبيه؟ قال: لا والله يا بني ولكن أحب أن لا تذلل لسانك بأحاديث السر فأتيت معاوية رضي الله عنه فحدثته فقال: يا وليد أعتقك أخي من رق الخطأ.
حكمــــــة
عن ثابت البناني قال: قال شداد بن أوس لغلامه إيتينا بسفرتنا فنعبث ببعض ما فيها فقال له رجل من أصحابه: ما سمعت منك كلمة منذ صاحبتك أرى أن يكون فيها شيء من هذه؟ قال: صدقت ما تكلمت بكلمة مذ بايعت رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أزمها وأخطمها إلا هذه وأيم الله لا تذهب مني هكذا فجعل يسبح ويكبر ويحمد الله عز و جل.
حكمــــــة
قال أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة: كان يقال: إن ربعي بن حراش رضى الله عنه لم يكذب كذبا قط فأقبل ابناه من خراسان قد تأجلا فجاء العريف إلى الحجاج فقال: أيها الأمير إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب قط وقد قام ابناه من خراسان وهما عاصيان فقال الحجاج: علي به فما جاء قال: أيها الشيخ ! قال ما تشاء؟ قال: ما فعل ابناك؟ قال: المستعان الله خلفتهما في البيت قال: لا جرم والله لا أسوؤك فيهما هما لك.
حكمــــــة
عن عبد ربه القصاب قال: واعدت محمد بن سيرين رحمه الله أن أشتري له أضاحي فنسيت وعده بشغل ثم ذكرت بعد فأتيته قريبا من نصف النهار وإذا محمد ينتظرني فسلمت عليه ورفع رأسه فقال: أما إنه قد يقبل أهون ذنب منك فقلت: شغلت وعنفني أصحابي في المجيء إليك وقالوا: قد ذهب ولم يقعد إلى الساعة فقال: لو لم تجيء حتى تغرب الشمس ما قمت من مقعدي هذا إلا للصلاة أو حاجة لابد منها.
حكمــــــة
عن سعيد عن قتادة رضي الله عنه في قوله عز و جل: { ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين } قال: ذكر لنا أن رجلا من الأنصار أتى على مجلس للأنصار فقال: لئن أتاه الله مالا ليؤتين كل ذي حق حقه فآتاه الله مالا فصنع ما فيه ما يسمعون { لئن آتانا من فضله } إلى قوله: { وبما كانوا يكذبون }.
حكمــــــة
عن داود العطار قال: أقفل: قتيبة بن مسلم بكر بن ماعز من خراسان فصحبه رجل فقال له: يا بكر كذبت قط؟ فسكت عنه ثم قال: يا بكر كذبت قط؟ فسكت عنه ثم قال: يا بكر: كذبت قط؟ فسكت عنه حتى انتهى إلى حمام عمر أو حمام أعين فقال: يا بكر كذبت قط؟ فقال: إنك قد أكثرت علي وإني لم أكذب قط إلا كذبة واحدة فإن قتيبة أخذنا بالسلاح فاستعرت رمحا فلما مررت به قال: يا بكر هذا السلاح لك؟ قلت: نعم وكان الرمح ليس لي.
حكمــــــة
عن محارب بن دثار: أن امرأة قالت لشتير بن شكل: يا بني قال: كذبت لم تلدني. عن مسروق: أنه رخص في الكذب في إصلاح بين الناس؟ فقال: ما كانوا يرخصون في الكذب في جد ولا هزل. قال ابن عون: فغزوت فخطبنا معاوية بن هشام فقال: اللهم انصرنا على عمورية وهو يريد غيرها فلما قدمت ذكرت ذلك لمحمد فقال: أما هذا فلا بأس به.
حكمــــــة
عن ميمون بن أبي شبيب قال: قعدت أكتب كتابا فمررت بحرف إن أن أنا كتبته زينت الكتاب وكنت قد كذبت فعزمت على تركه فناداني مناد من جانب البيت: { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } [سورة إبراهيم: 27] فقال: وتهيأت للجمعة في زمن الحجاج فجعلت أقول: أذهب لا أذهب فناداني مناد من جانب البيت: { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله } [سورة الجمعة: 9] قال: فذهبت.
حكمــــــة
عن أبي الأحوص عن عبدالله رضي الله عنه أنه قال: ألا إن شر الروايا روايا الكذب ألا وإن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل ولا أن يعد الرجل ولده شيئا ولا ينجزه ألا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ألا وإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإنه يقال للصادق: صدق وبر ويقال للكاذب: كذب وفجر ألا وإن محمدا صلى الله عليه و سلم حدثنا: إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ويكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
حكمــــــة
عن ميمون بن مهران قال: جاء رجل إلى سلمان رضي الله عنه فقال: يا أبا عبد الله أوصني؟ قال: لا تكلم؟ ! ! قال: ما يستطيع من عاش في النار أن لا يتكلم قال: فإن تكلمت فتكلم بحق أو اسكت قال: زدني؟ قال: لا تغضب قال: أمرتني ألا أغضب وأنه ليغشاني ما لا أملك؟ قال: فإن غضبت فاملك لسانك ويدك قال: زدني؟ قال: لا تلابس الناس قال: ما يستطيع من عاش في الناس أن لا يلابسهم قال: فإن لابستهم فاصدق الحديث وأد الأمانة.