فوائد من كتاب الصمت 2
فوائد من كتاب الصمت 2
كتب زيد بن ثابت رضي الله عنه إلى أبي بن كعب رضي الله عنه: أما بعد فإن الله جعل اللسان ترجمانا للقلب وجعل القلب وعاء وراعيا ينقاد له اللسان لما هدى له القلب وإذا كان القلب على طرف اللسان كل الكلام واختلف القول فإذا كان اللسان من وراء القلب استقام القول واعتدل ولم يكن للسان عثرة ولا زلة ولا حلم لمن لم يكن قلبه من بين يدي لسانه فإذا بدل الرجل كلامه بلسانه وخالف على ذلك قلبه خدع بذلك نفسه وإذا وزن الرجل كلامه بفعله صدق ذلك مواقع حديثه تذكر هل وجدت بخيلا إلا وهو يجود بالقول ويضن بالفعل وذلك لأن لسانه بين يدي قلبه تذكر هل تجد عند أحد شرفا أومروءة إذ لم يحفظ ما قال ولم يتبعه بالفعل ويقول ماقال وهو يعلم أنه حق عليه واجب حين يتكلم به لا تكونن بصيرا بعيوب الناس فإن الذي يبصر عيوب الناس ويهون عليه عيبه كمن يتكلف ما لم يؤمر به والسلام.