الخلاف والجدال والمراء المؤدي إلى الفرقة والشحناء والبغضاء
الخلاف والجدال والمراء المؤدي إلى الفرقة والشحناء والبغضاء
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: يحرص طالب العلم على تحري الحق...ولا يجعل تحريه للحق سبباً في فرقة العباد، ولا سبباً في وقوع البغضاء والشحناء بينهم، بل يتودد في ذلك كثيراً، ولا يجادل مجادلة الذي يريد الانتصار والقوة، بل يتكلم في ذلك بسكينة وهدوء، وما أجمل قول الإمام مالك رحمه الله في نحو هذا لما قيل له: الرجل تكون عنده السنة أيجادل عنها؟...قال: " لا، يخبر بالسنة، فإن قبلت منه وإلا سكت. " لأن الشيطان يأتي، فيجعل الإنسان ينتصر لنفسه لا للسنة، وهذا مسلك شائك في النفوس، وينافي الإخلاص، وينافي ما يجب.
لهذا يُعود طالب العلم نفسه على الحلم والصبر وعلى أن لا ينتصر لنفسه في المسائل العلمية، حتى لو جاء المقابل، وطعن فيه وفي علمه، وطعن في طريقته في الإيراد لا يتأثر بهذا، ويجعل الكلام على العلم، لأنه مُبلغ للعلم، وليس منتصراً لنفسه، والمنتصر لنفسه يحرم نفسه انتصار الله عز وجل له.