من أقوال السلف عن العلماء وحقوقهم
من أقوال السلف عن العلماء وحقوقهم
قال الإمام ابن الجوزي:
كنتُ في بداية الصبوة، قد ألهمت طريق الزهاد، بإدامة الصوم والصلاة، وحببت إلى الخلوة، فكنتُ أجدُ قلباً طيباً، وكانت عين بصيرتي قوية الحدة، تتأسف على لحظة تمضي في غير طاعة، وتبادر الوقت في اغتنام الطاعات، ولي نوع أنس وحلاوة ومناجاة، فانتهى الأمر بي أن صار بعض ولاة الأمور يستحسن كلامي، فأمالني إليه، فمال الطبع، ففقدت تلك الحلاوة.
ثم استمالني آخر فكنت اتقي مخالطته ومطاعمه، لخوف الشبهات....ثم جاء التأويل فانبسطت فيما يباح، فانعدم ما كنت أجد من استنارة وسكينة، وصارت المخالطة توجب ظلمة في القلب إلى أن عدم النور كله.
وكثر ضجيجي من مرضي، وعجزت عن طب نفسي...فاجتذبني لطف مولاي إلى الخلوة على كراهة مني، وردَّ قلبي عليَّ على بعد نفور عني...فأفقت من مرض غفلتي
ينبغي للعالم أن يصون علمه، ولا يبذله ولا يحمله إلى الناس، وخصوصاً الأمراء.