جماع تفسير النصيحة
جماع تفسير النصيحة
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزى
قال أبو عبد الله: فالحياء خير كله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم غير أنه أمر يدعيه الصادق والكاذب، وأصله فعل من الطبيعة الكريمة غريزة خير يختص الله تعالى به من يشاء من خلقه، ينفع العاصي والمطيع، أما المطيع فقد زال كل خلق دني، وأما الفاسق فلم يجمع مع فسقه تهتكا، وإذا هاج الحياء من المطيع وجد العدو سبيلا إلى الدعاء إلى الرياء فإن أطاعه العبد اعتقد الرياء، واعتل بالحياء وصدق هاجه أولا الحياء، ثم أخطر العدو بالرياء، ولم يفطن له بقلبه فصار مرائيا وقد يهيجه الحياء على أن يريد الله تعالى فيضم الإخلاص إلى الحياء، فإن فعل الفعل للحياء وتركه لغير ذكر إخلاص ولا رياء فهو دين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما لم يكن شيء الحياء من الله أولى به فيه».