فرق المرجئة وفساد مذهبهم
فرق المرجئة وفساد مذهبهم
تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي
عن سعيد بن جبير، قال: بلغه أن الحسين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزني مؤمن، ولا يسرق مؤمن، ولا يشرب الخمر مؤمن» قال سعيد بن جبير: رحم الله الحسين سمع، وليس هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزنين مؤمن ولا يسرقن مؤمن، ولا يشربن الخمر مؤمن» قال أبو عبد الله: فغلت الخوارج، والمعتزلة، والرافضة في تأويل هذه الأخبار، وكفرت بها المرجئة شكا منهم في قول الرسول صلى الله عليه وسلم أو تكذيبا منهم لمن رواها من الأئمة الذين لا يجوز اتهامهم ولا الطعن عليهم، جهلا منهم بما يجب عليهم، وهكذا عامة أهل الأهواء والبدع إنما هم بين أمرين غلوا في دين الله وشدة ذهاب فيه حتى يمرقوا منه بمجاوزتهم الحدود التي حدها الله ورسوله أو إحفاء وجحودا به حتى يقصروا عن حدود الله التي حدها، ودين الله موضوع فوق التقصير، ودون الغلو، فهو أن يكون المؤمن المذنب خائفا لما وعد الله من العقاب على المعاصي راجيا لما وعد، يخاف أن تكون المعاصي التي ارتكبها قد أحبطت أعماله الحسنة فلا يتقبلها الله منه عقوبة له على ما ارتكب من معاصيه، ونرجو أن يتفضل الله عليه بطوله فيعفو له عما أتى به من سيئة، ويتقبل منه حسناته التي تقرب بها إليه فيدخله الجنة فلا يزال على ذلك حتى يلقى الله وهو بين رجاء وخوف.