فوائد من كتاب إيقاظ أولي الهمم العالية
فوائد من كتاب إيقاظ أولي الهمم العالية
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: إن الذي يحسمُ مادة رجاءِ المخلوقين من قلْبِكَ هو الرضا بحكْم الله عز وجل وقسمهِ لك. فمن رضي بحُكْمِ الله وقسْمِهِ لم يبق لرجاء الخلقِ في قلبه موضِع. والذي يحسمُ مادة الخوف هو التسليمُ لله، فإنَّ من سلَّمَ لله واستسلم لهُ وعلم أنَّ ما أصابهُ لم يكنْ ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وعلم أنه لن يُصيبه إلا ما كتب الله له لم يبق لخوف المخلوقين في قلبه موضع أيضًا. فإن نفسه التي يخاف عليها قد سلمّها إلى وليّها ومولاها وعلم أنه لا يصيبها إلا ما كتب لها، وأن ما كتب لها لابد أن يصيبها فلا معنى للخوف من غير الله. والذي يحسمُ مادة المبالات بالناس شهود الحقيقة، وهو رؤية الأشياء كلها من الله، وبالله وفي قبضته وتحت قهره وسُلطانه لا يتحرك منها شيء إلا بحوله وقوته، ولا ينفع ولا يضر شيءٌ إلا بإذنه ومشيئته، فما وجه المبالات بالخلق!