2. فوائد من كتاب أسعـد امـرأة في العـالـم
2. فوائد من كتاب أسعـد امـرأة في العـالـم
المرجانة السابعة:ارحمي من في الأرض يرحمك من في السماء: تظهر رحمة الأم ببنيها في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحةً جليةً، فهي مثال العطف والحنان، ونبع الشفقة والرأفة، خلقها الله سبحانه وتعالى ينبوعاً يفيض على أبنائها بالحب، ويؤثرهم بالرفد والعطاء، فقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم صورة حية، ينفذ منها إلى توضيح رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده، فقد روى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم: بسبْي، فإذا امرأة من السبي تسعى، إذ وجدت صبياً في السبي، فألزقته ببطنها، فأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟)، قلنا: لا والله، فقال (لله أرحم بعباده من هذه بولدها) فهذه امرأة وقعت في ذل الأسر، حزينة كاسفة البال، كانت سيدة في أهلها وعشيرتها، حرة في كنف رجال قبيلتها، مطاعة في بيت زوجها، فجعلها الأسر أمَةً مملوكةً وجاريةً مأمورةً، حالة نفسية صعبة يذهل الإنسان بها عما حوله، ويعتصر الألم قلبه، ولكن هذا كله لم يُلهها عن ابنها وفلذة كبدها، فقد بحثت عنه جاهدة حتى رأته، فاحتضنته راغبة، وألقمته ثديها حانية، وضمته إلى صدرها بين ذراعيها مشفقة، امرأة كهذه لا تسلِّم ابنها إلى مكروه مهما صغُر، وتدفع عنه الأذى مهما حقر، وتفديه بنفسها من كل ضر.