من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وقول الله تعالى : ﴿ ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه ﴾ . التغابن ( 11 )
----------------
قال علقمة : ( هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم ) . هذا الأثر رواه ابن جرير وابن أبي حاتم . وعلقمة : من أكابر التابعين ، ولد في حياة النبي وسمع من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وابن مسعود وعائشة وغيرهم . وقريب من هذا التفسير تفسير سعيد بن جبير : ﴿ ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه ﴾ يعني يسترجع ويقول : إنا لله وإنا إليه راجعون .
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وفي صحيح مسلم أن رسول الله قال : ( اثنتان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب ، والنياحة على الميت ) . رواه مسلم ( 67 )
----------------
( بهم كفر ) أي هما بالناس ، أي فهم كفر . قال شيخ الإسلام : ” أي هاتان الخصلتان هما كفر قائم في الناس ، فنفس الخصلتن كفر ، حيث كانتا في أعمال الكفار ، وهما قائمتان بالناس ، لكن ليس من قام بشعبة من شعب الكفر يصير كافراً الكفر المطلق ، حتى تقوم حقيقة الكفر ، كما أنه ليس من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير مؤمناً حتى يقوم به أصل الإيمان “ . ( النياحة ) أي رفع الصوت بالندب بتعديد شمائله . قال ابن العربي : ” والنوح ما كانت الجاهلية تفعل ، كان النساء يقفن متقابلات يصحْن ، ويحثين التراب على رؤوسهن ، ويضربن وجوههن “ .
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن ابن مسعود مرفوعاً : ( ليس منّا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ) . رواه البخاري ( 1294 ) ومسلم ( 103 )
----------------
( ليس منّا ) هذا من نصوص الوعيد ، وقد جاء عن سفيان الثوري وأحمد كراهة تأويلهما ، ليكون أوقع في النفوس وأبلغ في الزجر . وليس المراد إخراجه من الإسلام ، بل المراد المبالغة في الردع عن الوقوع في ذلك . ( ضرب الخدود ) قال الحافظ : ” خص الخد بذلك لكون الغالب ، وإلا فضرب بقية الوجه مثله “ . ( وشق الجيوب ) جمع جيب ، وهو الذي يدخل فيه الرأس من الثوب ، وكانوا يشقونه حزناً على الميت . قال الحافظ : ” والمراد إكمال فتحه إلى آخره “ . ( ودعا بدعوى الجاهلية ) قال شيخ الإسلام : ” هو ندب الميت “ . وقال غيره : ” هو الدعاء بالويل والثبور “ . وقال ابن القيم : ” الدعاء بدعوى الجاهلية ، كالدعاء بالقبائل والعصبية ، ومثله التعصب إلى المذاهب والطوائف والمشايخ ، وتفضل بعضٌ على بعض ... “ .
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وعن أنس أن رسول الله قال : ( إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة ) . رواه الترمذي ( 2398 ) وحسنه
----------------
( إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا ) أي يصب البلاء والمصائب عليه ، جزاءً لما فرط من الذنوب منه ، فيخرج منها وليس عليه ذنب يوافي به يوم القيامة . ( وإذا اراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة ) أي أخر عنه العقوبة بذنبه ، فلا يجازيه في الدنيا ، وإنما يجازيه في الآخرة ، مستوفي الذنوب ، مستوفي ما يستحقه من العذاب .
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وقال النبي : ( إن عظم الجزاء من عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط ) . الترمذي ( 2398 )
----------------
( إن عظم الجزاء من عظم البلاء ) أي من كان ابتلاؤه أعظم فجزاؤه أعظم ، فعظمة الأجر وكثرة الثواب مع عظم البلاء كيفية وكمية ، جزاءً وفاقاً .