﴿ أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ﴾
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
﴿ أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ﴾
----------------
أن الله تبارك وتعالى لما ذكر حال أهل القرى المكذبين للرسل، بين أن الذي حملهم على ذلك هو الأمن من عذاب الله، وعدم الخوف منه، كما قال تعالى: ﴿ أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون. أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحىً وهم يلعبون ﴾. ثم بين أن ذلك بسبب الجهل والغرة في الله، فأمنوا مكرهم في ما ابتلاهم به من السراء والضراء بأن يكون استدراجاً فقال: ﴿ أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ﴾. أي الهالكون. وفي الحديث: (إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج). رواه أحمد والترمذي
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قوله: ﴿ ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ﴾. الحجر (56)
----------------
القنوط: استبعاد الفرج واليأس منه، وهو يقابل الأمن من مكر الله، وكلاهما ذنب عظيم. ونبه المصنف رحمه الله بهذه الآية على أنه لا يجوز لمن خاف أن يقنط من رحمة الله، بل يكون خائفاً راجياً، يخاف ذنبه ويعمل بطاعته ويرجو رحمته، كما قال تعالى: ﴿ أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ﴾.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن ابن عباس: (أن رسول الله سئل عن الكبائر؟ فقال: الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله). أخرجه البزار كما في الكشف (106)
----------------
(الكبائر) جمع كبيرة، والمراد بها كبائر الذنوب. (الشرك بالله) هذا أكبر الكبائر، إذ مضمونه تنقيص رب العالمين، وإلههم ومالكهم وخالقهم الذي لا إله إلا هو، وعدل غيره به، كما قال تعالى: ﴿ ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ﴾ فهو أظلم الظلم وأقبح القبح. (واليأس من روح الله) أي قطع الرجاء والأمل من الله فيما يقصده، وذلك إساءة ظنٍّ بكرم الله ورحمته وجوده ومغفرته. (والأمن من مكر الله) أي من استدراجه للعبد، وسلبه ما أعطاه من الإيمان ـ نعوذ بالله من غضبه ـ وذلك جهل بالله وبقدرته.