من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قول الله تعالى: ﴿ ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين ﴾
----------------
(ما لا ينفعك) إن عبدته. (ولا يضرك) إن لم تعبده. (فإن فعلت) أي دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. (من الظالمين) من المشركين، فإن الشرك أعظم الظلم. المعنى الإجمالي: قال أبو جعفر ابن جرير في هذه الآية: يقول تعالى ذكره: ولا تدع يا محمد من دن الله معبودك وخالقك شـيئاً لا ينفعك في الدنيا ولا في الآخـرة ولا يضـرك في دين ولا دنيا، يعني بذلك الآلهة (الأصنام)، يقول: لا تعبدها راجياً نفعها أو خائفاً ضرها، فإنها لا تنفع ولا تضر فإن فعلت فدعوتها من دون الله ﴿ فإنك إذاً من الظالمين ﴾ يقول: من المشركين.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قوله: ﴿ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ﴾
----------------
﴿ وإن يمسسك الله ﴾ وإن ينزل. ﴿ بضر ﴾ بفقر أو مرض، أو غير ذلك من أنواع الضر. ﴿ فلا كاشف له ﴾ فلا مزيل له. ﴿ وإن يردك بخير ﴾ يقدر لك خيراً. ﴿ فلا راد لفضله ﴾ فلا مانع لفضله. المعنى الإجمالي: يخبر الله نبيه في هذه الآية: أن الخير والشر كليهما من الله عز وجل، وأنه لا يملك أحد من الخلق كائن من كان كشف الضر عن أحد ولا دفع الخير عن أحد، وأن التصرف المطلق كله لله يحرم من يشاء بحكمته ويعطي من يشاء بحكمته وبفضله، وأنه كثير المغفرة لمن تاب حتى من الشرك كثير الرحمة لمن أناب.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قوله: ﴿ فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه ﴾ [العنكبوت 17]
----------------
قال ابن كثير: (﴿ فابتغوا ﴾ أي اطلبوا. ﴿ عند الله الرزق ﴾ أي لا عند غيره لأنه المالك له، وغيره لا يملك شيئاً من ذلك. ﴿ واعبدوه ﴾ أي أخلصوا له العبادة وحده لا شريك له. ﴿ واشكروا له ﴾ أي على ما أنعم عليكم. ﴿ إليه ترجعون ﴾ أي يوم القيامة يجازي كل عامل بعمله) أ. ﻫ المعنى الإجمالي: أمر الله تعالى بابتغاء الرزق عنده لا عند غيره، ممن لا يملك رزقاً من الأوثان وغيرها، لما قال تعالى في أول الآية: ﴿ إنما تعبدون من دون الله أوثاناً وتخلقون إفكاً ﴾.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قوله: ﴿ ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرون ﴾. [الأحقاف 5 ـ 6]
----------------
(من أضل) أي لا أحد أشد ضلالاً. (من دون الله) غير الله. (لا يستجيب له) لا يقدر على إجابته بإعطائه ما طلب منه. (وهم) أي المدعوون. (عن دعائهم) أي دعاء من دعاهم من المشركين. (وإذا حشر الناس) جمعوا ليوم القيامة. (كانوا) أي الآلهة التي يدعونها من دون الله. (لهم أعداء) أي يتبرؤون ممن دعاهم ويعادونهم. (كافرين) جاحدين لعبادة من عبدهم
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قوله: ﴿ أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون ﴾. [النمل 62]
----------------
(أمن) أي من هو؟ (المضطر) المكروب الذي مسه الضر. (خلفاء الأرض) أي يخلف كل قرن القرن الذي قبله في الأرض. المعنى الإجمالي: يبين سبحانه أن المشركين من العرب ونحوهم، قد علموا أنه لا يجيب المضطر ويكشف السوء إلا الله وحده، فذكر ذلك سبحانه محتجاً عليهم في اتخاذهم الشفعاء من دونه، ولهذا قال: ﴿ أءله مع الله ﴾ يعني يفعل ذلك، فإذا كانت آلهتهم لا تجيبهم في حال الاضطرار، فلا يصلح أن يجعلوها شركاء لله الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وروى الطبراني بإسناده: (أنه كان في زمن النبي منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق، فقال النبي : إنه لا يُستغاث بي، وإنما يستغاث بالله).
----------------
روى الحديث الصحابي عبادة بن الصامت. قوله (أنه كان في زمن النبي منافق يؤذي المؤمنين) المنافق: هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر. والمنافق هذا يحتمل أنه عبد الله بن أبي، كما في رواية ابن أبي حاتم، فإنه معروف بالأذى للمؤمنين بالكلام في أعراضهم ونحو ذلك. قوله (فقال بعضهم) أي بعض الصحابة، وهذا البعض القائل لذلك يحتمل أن يكون واحداً، وأن يكون جماعة، والظاهر أنه واحد، وقد جاء في بعض الروايات أنه أبو بكر الصديق. (نستغيث برسول الله ) أي نطلب الغوث وهو إزالة الشدة. ومرادهم: الاستغاثة به فيما يقدر عليه بكف المنافق عن أذاهم. قوله (لا يستغاث بي) قال بعضهم: فيه التصريح بأنه لا يستغاث برسول الله في الأمور وإنما يستغاث بالله. وقال بعض العلماء: الظاهر أن مراده إرشادهم إلى التأدب مع الله في الألفاظ، وهذا القول أصــح.