من الشرك الاستعاذة بغير الله
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قول الله تعالى: ﴿ وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقاً)
----------------
نزلت هذه الآية في أناس كانوا يعوذون بسادات الجن، وكانت العرب في الجاهلية إذا نزلوا منزلاً قالوا: نعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه، فهذا كان من عمل الجاهلية. قوله ﴿ فزادوهم ﴾ الواو للجن، والهاء للإنس، أي زاد الجن الإنس رهقاً، وهو الخوف والذعر. وقال بعض السلف: الواو للإنس، والهاء للجن، أي زاد الإنس الجن رهقاً، ويكون معنى الرهق الطغيان والاستكبار. المعنى الإجمالي للآية: أن الله يخبر أن بعض الإنس يلجأون إلى بعض الجن لتأمنهم مما يخافون، وأن الملتجئ بهم زادوا الملتجئين خوفاً بدلاً من أن يؤمنوهم وهذا معاملة لهم بنقيض قصدهم.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله يقول: (من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك). رواه مسلم
----------------
(من نزل منزلاً) يشمل من منزله على سبيل الإقامة الدائمة أو الطارئة، بدليل أنه نكرة في سياق الشرط فتعم. (أعوذ) أعتصم وألتجئ. (بكلمات الله) قال القرطبي: قيل: الكلمات هنا القرآن، فإن الله أخبر عنه بأنه ﴿ هدىً وشفاء ﴾. (التامات) تمام الكلام بأمرين: الأول: الصدق بالإخبار. الثاني: العدل في الأحكام. كما قال تعالى: ﴿ وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً ﴾. (من شر) أي من كل شر في أي مخلوق قام به الشر من حيوان وغيره، إنسياً كان أو جنياً، أو هامة أو دابة، أو ريحاً أو صاعقة. (لم يضره شيء) نكرة في سياق النفي، فتعم كل شيء. لا يضـره شيء لا من شـياطين الإنس ولا من شـياطين الجن، لا من الظاهر ولا من الخفي، حتى يرتحل من منزله.