ما جاء في الذبح لغير الله
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قول الله تعالى: ﴿ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ﴾
----------------
﴿ قل ﴾ الخطاب للنبي. ﴿ نسكي ﴾ ذبحي، كما روي عن مجاهد وسعيد بن جبير. ﴿ محياي ومماتي ﴾ أي وما آتيه في حياتي وما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح. قال ابن كثير: (يأمره تعالى أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغير اسمه بأنه خالصٌ لله صلاته وذبيحته، لأن المشركين يعبدون الأصنام ويذبحون لها، فأمره تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه). أ.ﻫ ﴿ لله رب العالمين ﴾ خالصاً لوجهه. ﴿ لا شريك له ﴾ الإخلاص. ﴿ وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ﴾ أي من هذه الأمة، لأن إسلام كل نبي متقدم إسلام أمته. قال ابن كثير: (وهو كما قال، فإن جميع الأنبياء قبله كانت دعوتهم إلى الإسلام، وهو عبادة الله وحده لا شريك له
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن علي قال: حدثني رسول الله بأربع كلمات: (لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثاً، لعن الله من غيّر منار الأرض). رواه مسلم
----------------
(لعن الله) اللعن من الله: الطرد والإبعاد عن رحمة الله. (من ذبح لغير الله) أراق الدم متقرباً به إلى غير الله، سواء أذكر اسم الله عليه أم لم يذكر. (من ذبح...) عام يشمل من ذبح بعيراً أو بقرة أو دجاجة أو غيرها. (لغير الله) يشمل كل من سوى الله، حتى لو ذبح لنبيّ أو ملك أو جنيّ أو غيرهم. (من لعن والديه) يعني أباه وأمه وإن عليَا، أي سبهما وشتمهما. ومن هذا أن يلعن غيره فيلعن الآخر والديه، فيكون سـبباً في لعن والديه، كما في الصحيحين أن النبي قال: (من الكبائر شتم الرجل والديه، قالوا: يا رسول الله، وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه) (من آوى محدثاً) آوى: أي ضم إليه وحمى. المحدث: يشمل الإحداث في الدين كالبدع، كالجهمية والمعتزلة وغيرهم، ويشمل الإحداث في شؤون الأمة كالجرائم وشبهها ممن آوى محدثاً وكذا من ناصرهم، ويشمل كذلك من يمنع إقامة الحد عليهم. (من غير منار الأرض) قال النووي: منار الأرض علامات حدودها، وقيل: تغييرها أن يقدمها أو يؤخرها، فيكون هذا من ظلم الأرض الذي قال فيه: (من ظلم شبراً من الأرض طوقه من سبع أراضين). رواه مسلم من حديث سعيد بن زيد
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن طارق بن شهاب أن رسول الله قال: (دخل الجنة رجلٌ في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب، قالوا: وكيف يا رسول الله؟ قال: مرَّ رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحدٌ حتى يقرِّب له شيئاً، فقالوا لأحدهما: قرِّب، قال: ليس عندي شيء أقرِّب، قالوا له: قرّب ولو ذباباً فقرَّب ذباباً فخلوا سبيله، وقالوا للآخر: قرِّب، فقال: ما كنت لأقرّب لأحد شيئاً دون الله عز وجل فضربوا عنقه فدخل الجنة). رواه أحمد وأبو نعيم
----------------
يخبر النبي عن خطورة الشرك وشنعاته حيث بين أنه دخل الجنة رجل بسبب ذباب ودخل النار رجل في ذباب، وذلك أنهما أرادا العبور من مكان فيه صنم فطلب عباد الصنم من الرجلين أن يذبحا له تقرباً إليه وتعظيماً فأما أحدهما فاعتذر بالعدم فقنعوا منه بأيسر شيء فذبح للصنم ذباباً فتركوه يمر فدخل بسبب فعله هذا نار جهنم لأنه فعل الشرك ووافقهم عليه، وطلب من الآخر أن يقرب للصنم فاعتذر بأن هذا شرك ولا يمكن أن يفعله فقتلوه فدخل الجنة لامتناعه من الشرك.