من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
قول الله تعالى: ﴿ قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هنَّ كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هنّ ممسـكات رحمتـه، قل حسـبي الله عليه يتوكل المتوكلون ﴾
----------------
﴿أفرأيتم ﴾ أخبروني ﴿ ما تدعون ﴾ تعبدون وتسألون. ﴿ ضر ﴾ مرض أو فقر أو بلاء. ﴿ كاشفات ﴾ مزيلات. أمر الله نبيه أن يقول للمشركين: أرأيتم أي أخبروني عما تدعون من دون الله، أي تعبدونهم وتسألونهم من الأنداد والأضداد والآلهة. ﴿ إن أرادني الله بضر ﴾ أي بمرض أو فقر أو بلاء أو شدة. ﴿ هل هنّ كاشفات ضره ﴾ أي لا يقدرون على ذلك أصلاً. ﴿ أو أرادني برحمة ﴾ أي صحة وعافية وخير وكشف بلاء. ﴿ هل هنّ ممسكات رحمته ﴾ قال مقاتل: فسألهم النبي فسكتوا، أي لأنهم لا يعتقدون ذلك فيها، وإنما كانوا يدعونها على معنى أنها وسائط وشـفعاء عند الله، لا لأنهم يكشـفون الضـر ويجيبون دعاء المضطر، فهم يعلمون أن ذلك لله وحده، كما قال تعالى: ﴿ ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون، ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ﴾ وقد دخل في ذلك كل من دعي من دون الله، من الملائكة والأنبياء والصالحين فضلاً عن غيرهم. فلا يقدر على كشف ضر ولا إمساك رحمة، كما قال تعالى: ﴿ ما يفتح الله من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ﴾.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وعن عمـران بن حصـين أن النبي رأى رجـلاً وفي يـده حلقة من صُفْر، فقال: (ما هذا؟) قال: من الواهنة، فقال: (انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مُتَّ وهي عليك ما أفلحت أبداً). رواه أحمد بسند لا بأس به
----------------
(فإنها من الواهنة) قال أبو السعادات: الواهنة عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيرقى منها. وقيل: هو مرضٌ يأخذ في العضد، وهي تأخذ الرجال دون النساء. وإنما نهاه عنها لأنه اتخذها على معنى أنها تعصمه من الألم. (انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً) النزع: هو الجذب بقوة، أخبر أنها لا تنفعه بل تضره وتزيده ضعفاً، وكذلك كل أمر نهي عنه فإنه لا ينفع غالباً، وإن نفع بعضه فضره أكبر من نفعه. (فإنك لو مُت وهي عليك ما أفلحت أبداً) لأنه شرك في هذه الحال، والفلاح هو الفوز والظفر والسعادة لبس الحلقة وغيرها للاعتصام بها من الأمراض من الشرك
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
عن عقبة بن عامر مرفوعاً: (من تعلّق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودَعة فلا ودَع الله له). وفي رواية: (من تعلق تميمة فقد أشرك "
----------------
التمائم: قال أبو السعادات: التمائم جمع تميمة، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم، يتقون بها العين في زعمهم. (فلا أتم الله له) دعاء عليه بأن الله لا يتم أموره. (ودعة) هو شيء يستخرجونه من البحر يشبه الصدف، يعتقدون أنه يشفي من العين. (فلا ودَع الله له) أي لا جعله في دَعة وسكون. (من تعلق تميمة فقد أشرك) قال أبو السعادات: إنما جعلها شركاً لأنهم أرادوا دفع المقادير المكتوبة عليهم، وطلبوا دفع الأذى من غير الله الذي هو دافعه.
حديث شريف
شرح كتاب التوحيد للهيميد
ولابن أبي حاتم عن حذيفة: (أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمَّى فقطعه وتلا قوله: ﴿ وما يؤمن أكثـــرهم إلا وهم مشركون ﴾
----------------
(رجلاً في يده خيطاً من الحمَّى) أي من أجل الحمَّى لدفعها، وكان الجهال يعلقون لذلك التمائم والخيوط ونحوها. وروى وكيع عن حذيفة (أنه دخل على مريض يعوده، فلمس عضده فإذا فيه خيط، فقال: ما هذا؟ قال: شيء رُقي لي فيه، فقطعه وقال: لو مت وهو عليك ما صليت عليك). (فقطعه) أي قطع الخيط ثم تلا قوله: ﴿ وما يؤمن أكثرهم إلا وهم مشركون ﴾.