باب النهي عن تعذيب العبد
باب النهي عن تعذيب العبد
تطريز رياض الصالحين
قال الله تعالى: {وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا} [النساء الآية (36)].
----------------
قال ابن كثير: أي مختالا في نفسه، معجبا متكبرا فخورا على الناس، يرى أنه خير منهم، فهو في نفسه كبير، وهو عند الله حقير، وعند الناس بغيض. قال مجاهد: يفخر على الناس بما أعطاه الله من نعمة وهو قليل الشكر لله.
باب النهي عن تعذيب العبد
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا. متفق عليه. «الغرض» بفتح الغين المعجمة والراء وهو الهدف والشيء الذي يرمى إليه. فيه: أن تعذيب الحيوان من غير سبب شرعي من الكبائر. أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض». متفق عليه.
----------------
«خشاش الأرض» بفتح الخاء المعجمة وبالشين المعجمة المكررة، وهي: هوامها وحشراتها. في هذا الحديث: تحريم حبس الحيوان وإجاعته.
باب النهي عن تعذيب العبد
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه مر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا. متفق عليه.
----------------
«الغرض» بفتح الغين المعجمة والراء وهو الهدف والشيء الذي يرمى إليه. فيه: أن تعذيب الحيوان من غير سبب شرعي من الكبائر.
باب النهي عن تعذيب العبد
تطريز رياض الصالحين
عن أبي علي سويد بن مقرن - رضي الله عنه - قال: لقد رأيتني سابع سبعة من بني مقرن ما لنا خادم إلا واحدة لطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نعتقها. رواه مسلم.
----------------
وفي رواية: «سابع إخوة لي». حكمة الأمر بعتقها، ليكون كفارة لضربها. ففيه: غلظ تعذيب المملوك والاعتداء عليه.
باب النهي عن تعذيب العبد
تطريز رياض الصالحين
عن أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - قال: كنت أضرب غلاما لي بالسوط، فسمعت صوتا من خلفي: «اعلم أبا مسعود» فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا مني إذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يقول: «اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام». فقلت: لا أضرب مملوكا بعده أبدا. وفي رواية: فسقط من يدي السوط من هيبته. وفي رواية: فقلت: يا رسول الله، هو حر لوجه الله تعالى، فقال: «أما لو لم تفعل، للفحتك النار، أو لمستك النار». رواه مسلم بهذه الروايات.
----------------
فيه: تحريم ضرب المملوك من غير موجب شرعي.
باب النهي عن تعذيب العبد
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من ضرب غلاما له حدا لم يأته، أو لطمه، فإن كفارته أن يعتقه». رواه مسلم.
----------------
قال القاضي عياض: أجمعوا على أن الإعتاق غير واجب، وإنما هو مندوب. وفي الحديث: الرفق بالمماليك إذا لم يذنبوا، أما إذا أذنبوا، فقد رخص - صلى الله عليه وسلم - بتأديبهم بقدر إثمهم، ومتى زاد يؤخذ بقدر الزيادة.
باب النهي عن تعذيب العبد
تطريز رياض الصالحين
عن هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنهما: أنه مر بالشام على أناس من الأنباط، وقد أقيموا في الشمس، وصب على رؤوسهم الزيت! فقال: ما هذا؟ قيل: يعذبون في الخراج - وفي رواية: حبسوا في الجزية - فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا». فدخل على الأمير، فحدثه، فأمر بهم فخلوا. رواه مسلم.
----------------
«الأنباط» الفلاحون من العجم. فيه: تحريم تعذيب الناس حتى الكفار بغير موجب شرعي.
باب النهي عن تعذيب العبد
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمارا موسوم الوجه، فأنكر ذلك؟ فقال: «والله لا أسمه إلا أقصى شيء من الوجه» وأمر بحماره فكوي في جاعرتيه، فهو أول من كوى الجاعرتين. رواه مسلم.
----------------
«الجاعرتان»: ناحية الوركين حول الدبر. في هذا الحديث: تحريم الوسم في الوجه.
باب النهي عن تعذيب العبد
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر عليه حمار قد وسم في وجهه، فقال: «لعن الله الذي وسمه». رواه مسلم.
----------------
وفي رواية لمسلم أيضا: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه. في هذا الحديث: تحريم وسم الوجه، وضرب الوجه من البهائم والآدميين.