باب جواز البكاء على الميت بغير ندب ولا نياحة
باب جواز البكاء على الميت بغير ندب ولا نياحة
تطريز رياض الصالحين
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد سعد بن عبادة ومعه عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهم - فبكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رأى القوم بكاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكوا، فقال: «ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا أو يرحم» وأشار إلى لسانه. متفق عليه.
----------------
فيه: دليل على جواز البكاء، والحزن، وتحريم الندب، والنياحة والتسخط.
باب جواز البكاء على الميت بغير ندب ولا نياحة
تطريز رياض الصالحين
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع إليه ابن ابنته وهو في الموت، ففاضت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟! قال: «هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب... عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء». متفق عليه.
----------------
سعد هذا هو ابن عبادة كما تقدم في الحديث في باب الصبر.
باب جواز البكاء على الميت بغير ندب ولا نياحة
تطريز رياض الصالحين
عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على ابنه إبراهيم - رضي الله عنه - وهو يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تذرفان. فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟! فقال: «يا ابن عوف إنها رحمة». ثم أتبعها بأخرى، فقال: «إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون». رواه البخاري، وروى مسلم بعضه.
----------------
قوله: «فقال: يا ابن عوف، إنها رحمة». وفي رواية: فقلت: يا رسول الله، تبكي أو لم تنه عن البكاء! فقال: «إنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت نغمة لهو ولعب. ومزامير الشيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه، وشق جيوب. ورنة شيطان؛ إنما هذه رحمة، ومن لا يرحم لا يرحم». قال ابن المنير: فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - بين أن مثل هذا لا يدخل تحت القدرة، ولا يكلف العبد الانكفاف عنه.