باب قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة
قبض الله سبحانه الأرض وطي السماء بيمينه
البخاري الرقاق (6154) ، مسلم صفة القيامة والجنة والنار (2787) ،
عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه- قال : سمعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم يقول : يقْبِض اللَّه الأرض ، ويطوي السماء بيمينِهِ ثم يقول : أنا الملك ؛ أين ملوك الأرضِ ؟
----------------
يثبت هذا الحديث أن اللَّه سبحانه وتعالى يقبض الأرض بإحدى يديه وطيه السماء بالأخرى تعالى ربنا عن صفات المخلوقين علوا كبيرا .
ما هو أول هذا الأمر
البخاري التوحيد (6982) ، أحمد (4/432)
عن عِمران بن حصينٍ - رضي اللَّه عنه - قال : قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم : . اقْبلوا البشْرى يا بني تميمٍ " . قالوا : قد بشرتنا فأعطِنا . قال : " اقبلوا البشرى يا أهل اليمنِ " . قالوا : قد قبِلنا فأخْبِرنا عن أول هذا الأمر . قال : " كان اللَّه قبل كلِّ شيءٍ وكان عرشه على الماءِ وكتب في اللوحِ المحفوظِ ذِكر كل شيء " . قال : فأتاني آتٍ فقال : يا عِمران ! انْحلتْ ناقتك من عِقالِها . قال : فخرجت في أثرِها فلا أدري ما كان بعدي .
----------------
اقبلوا البشرى : أي : اقبلوا مني ما يقتضي أن تبشروا إذا أخذتم به الجَنَّة كالفقه في الدين والعمل به . . " الفتح" (6 / 288 ) . وفي الحديث دلالة على أنه لم يكن شيء غيره لا الماء ولا العرش ولا غيرهما ؛ لأن كل ذلك غير اللَّه سبحانه وتعالى
لا يستشفع بالله على أحد
البخاري الأدب (5742) ، مسلم صلاة الاستسقاء (897) ،
عن جبيرِ بنِ محمّد بن جبير بن مطْعِمٍ عن أبيه عن جدِّه قال : جاء أعرابي إِلى رسولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم فقال : يا رسول اللَّهِ جهِدتِ الأنفس ، وضاعت العيال ، ونهِكتِ الأموال ، وهلكتِ الأنعام ، فاسْتسقِ لنا ربك فإِنّا نستشْفِع بك على اللَّهِ وباللَّهِ عليك . فقال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم : " ويْحك أتدري ما تقول ؟ " ، وسبّح رسول اللَّهِ فما زال يسبح حتى عرفِ ذلك في وجوهِ أصحابِهِ ، ثم قال : " ويحك إِنه لا يستشْفع باللَّهِ على أحدٍ من خلْقِهِ شأْن اللَّهِ أعظم من ذلك ، ويحك أتدري ما اللَّه ؟ إِن عرشه على سماواتِهِ لهكذا وقال بأصابِعِهِ مثل القبةِ عليه وِإنه ليئِطّ به أطِيط الرحلِ بالراكبِ .
----------------
اثبات عظم العرش وانه لايستشفع بالمخلوقين على الله سبحانه
صبر الله عز وجل على تكذيب ابن آدم
البخاري تفسير القرآن (4690) ،
عن أبي هريرة - رضى اللَّه عنه- قال : قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم : قال اللَّه عز وجل : كذّبني ابن آدم ولم يكنْ له ذلك وشتمني ولم يكنْ له ذلك ؛ أما تكْذِيبه إِياي فقوله : لنْ يعيدني كما بدأني ، وليس أوّل الخلْقِ بِأهون علي منْ إِعادتِهِ ، وأما شتْمه إِياي فقوله : اتخذ اللَّه ولدا وأنا الأحد الصمد الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكنْ له كفوا أحد .
----------------
وقال الحافظ (8 / 740 ) : ولما كان الرب سبحانه واجب الوجود لذاته قديما موجودا قبل وجود الأشياء(فهو سبحانه اول بلا ابتداء اخر بلا انتهاء) ، وكان كل مولود محدثا انتفت عنه الوالدية ، ولما كان لا يشبهه أحد من خلقه ولا يجالسه حتى يكون له من جنسه صاحبة فتتوالد ، انتفت عنه الولدية ، ومن هذا قوله تعالى : أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ
تحريم سب الدهر
البخاري تفسير القرآن (4549) ، مسلم الألفاظ من الأدب وغيرها (2246) ،
عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه- قال : قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسَلَّم : قال اللَّه تعالى : يؤذْيني ابن آدم يسبّ الدهر ، وأنا الدهر بِيدِي الأمر أقلِّب الليل والنهار "
----------------
قال الحافظ في "الفتح " (8 / 575 ) : قال الخطابي : أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إِلى الدهر فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور عاد سبه إِلى ربه الذي هو فاعلها . قال النووي (15 / 3 ) : كانت العرب تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من مرت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك ، فيقولون : يا خيبة الدهر ونحو هذا ، أي : لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السبّ على اللَّه تعالى لأنّه هو فاعلها ومنزلها ، وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق اللَّه تعالى . ومعنى : " فإن اللَّه هو الدهر " أي : فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات واللَّه أعلم .