باب حرمة مكة
باب حرمة مكة
كتاب عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلى الله عليه وسلم [عبد الغني المقدسي]
عن أبي شريح - خويلد بن عمرو - الخزاعي العدوي رضي الله عنه: أنه قال لعمرو بن سعيد بن العاص - وهو يبعث البعوث إلى مكة - ائذن لي أيها الأمير أن أحدثك قولا قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغد من يوم الفتح. فسمعته أذناي، ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي، حين تكلم به: (أنه حمد الله وأثنى عليه. ثم قال: ⦗١٥٤⦘ إن مكة حرمها الله تعالى، ولم يحرمها الناس. فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر: أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرة. فإن أحد ترخص بقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقولوا: إن الله قد أذن لرسوله، ولم يأذن لكم. وإنما أذن لي ساعة من نهار. وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس. فليبلغ الشاهد الغائب. فقيل لأبي شريح: ما قال لك؟ قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إن الحرم لا يعيذ عاصيا، ولا فارا بدم ولا فارا بخربة). ⦗١٥٥⦘
الخربة: بالخاء المعجمة والراء المهملة. قيل: الخيانة، وقيل: البلية، وقيل: التهمة.