ما جاء في الرقى والتمائم
ما جاء في الرقى والتمائم
شرح كتاب التوحيد للهيميد
وروى أحمد عن رويفع قال : قال لي رسول الله : ( يا رُويفع ، لعل الحياة تطول بك فأخبر الناس أن من عقد لحيته أو تقلد وتراً أو استنجى برجيع دابة أو عظم ، فإن محمداً بريء منه )
----------------
( لعل الحياة تطول بك ) فيه علم من أعلام النبوة ، فإن رويفعاً طالت حياته إلى سنة ست وخمسين ، فمات ببرقة من أعمال مصر أميراً عليها ، وهو من الأنصار . ( فأخبر الناس ) دليل على وجوب إخبار الناس بذلك على رويفع ، وليس هذا مختصاً به ، بل كل من كان عنده مما ليس عند غيره مما يحتاج الناس إليه ، وجب عليه تبليغه للناس ، وإعلامهم به . ( من عقد لحيته ) قال الخطابي : وأما نهيه عن عقد اللحية فإن ذلك يُفسَّر على وجهين : أحدهما / ما كانوا يفعلونه من ذلك في الحروب ، كانوا في الجاهلية يعقدون لحاهم ، وذلك زي بعض الأعاجم يفتلونها ويعقدونها . ثانيها / أن معناه معالجة الشعر ليتعقد ويتجمد ، وذلك من فعل أهل الوضيع والتأنيث . ( تقلد وتراً ) أي جعله قلادة في عنقه أو عنق دابته ، يزعمون أنه يبعد العين . قال في فتح المجيد : ( فإذا كان هذا فيمن تقلد وتراً فكيف بمن تعلق بالأموات وسألهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات ، وما يترتب على ذلك من العبادة التي لا يستحقها إلا رب الأرض والسماوات الذي جاء النهي عنه وتغليظه في الآيات المحكمات ) . أ . ﻫ ( واستنجى برجيع دابة أو عظم ) استنجى : إزالة أثر الخارج من السبيلين . رجيع دابة : روثها . ( فإن محمداً بريء منه ) فيه وعيد شديد وليس معناه أنه مشرك .