الشمائل المحمدية / الرسول كأنك تراه 1
نبذة مختصرة عن أملاكه - عليه الصلاة والسلام –
لما أعطى الله - سبحانه وتعالى- لرسوله المكانة الرفيعة والدرجة العالية، وهدى الناس إلى محبته -عليه الصلاة والسلام-، وجعل اتباعه من محبته فقال عز من قائل: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران. فكان هذا من الأسباب التي جعلت القلوب تهفو إلى محبته -عليه الصلاة والسلام-، وتتلمس الأسباب التي توثق الصلة فيما بينها وبينه -عليه الصلاة والسلام-، ومنذ بزوغ فجر الإسلام والمسلمون يتسابقون إلى إبراز محاسنه، من أقوال وأفعال وأعمال، وما زال المسلمون يهتمون اهتماماً كبيراً بذكر أخباره -عليه الصلاة والسلام-، وتتبع ثرواته وممتلكاته. وهذا إن دل فإنما يدل على اهتمام العلماء بالحفاظ على السنة المطهرة، وهذا مصداقاً لقول الله عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر. فحفظ السنة حفظاً للقرآن؛ لأنها جاءت مفسرة لمعانيه. وإننا في هذا المبحث سنذكر أملاكه -عليه الصلاة والسلام- لما لذلك من أهمية في ذكر أخبار نبينا وحبيبنا محمد -عليه الصلاة والسلام-.
نبذة مختصرة عن أملاكه - عليه الصلاة والسلام –
فوائد جمة لا يعرفها كثير من الناس، فمن هذه الفوائد ما يلي: 1. الدلالة الواضحة على حرص المسلمين والحفاظ على سنة إمامهم ونبيهم محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام، فإذا كانوا يذكرون مما يتعلق به من هذه الأشياء الصغيرة التي لا يضر المسلم الجهل بها، فإنهم من باب أولى وأحرى أن يهتموا بالجوانب الأخرى من ضبط مسائل الدين التي فيها العقائد والتشريعات والحلال والحرام التي في إتباعها سعادة حياتهم وأُخراهم، وإذا كان ذلك كذلك فقد اهتموا بسيرة الرسول أيما اهتمام فذكروا كل ما قاله وما فعله وما أقره، وهذا حفظ للسنة الغراء المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم. ومصداقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر. التعرف الصحيح على حياته وما كان يعيش عليه الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعيداً عن المغالاة والترف الذي اعتاد عليه المترفون والمنعمون، وبيان أنه-بأبي وأمي-لم تكن من عنايته واهتمامه أن يتملك وأن يتنعم وأن يتلذذ فقد كان لا يملك شيئاً من هذه الدنيا إلا شيئاً لا يكاد يُذكر، وأنه لم يهتم بشيء مما يهتم به القوم. فهذه صورة واضحة لمن أراد أن يعرف حقيقة أملاكه -عليه الصلاة والسلام-.
نبذة مختصرة عن أملاكه - عليه الصلاة والسلام –
2. القناعة بما عند الإنسان من متاع يسير في هذه الدنيا، إقتداء بما كان عليه سيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - وهو خير من وطأ الثرى. 3. شفاء قلوب المحبين، فإن الحبيب يحب أن يسمع كل شيء عن محبوبه، والأمة المحمدية كلها –إن شاء الله –محبة لرسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ولا نتصور مؤمناً يخلو قلبه من محبة المصطفى –صلى الله عليه وسلم- فلذلك جميع الأمة مشتاقة لسماع كل شيء عن حبيبهم -عليه الصلاة والسلام-، و هم مشتاقون لذكر أخباره.
نبذة مختصرة عن أملاكه - عليه الصلاة والسلام –
4. معرفة حقارة الدنيا عند الله وعند رسوله حيث أنه -عليه الصلاة والسلام- لم يشتغل بجمع الأثاث والعقارات والمراكب، وإنما اكتفى بما كان عليه من قلة في الأملاك موافقة عملية منه لقدر الدنيا عند الله فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافر منها شربة ماء) رواه الترمذي، كتاب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في هوان الدنيا على الله – عز وجل - رقم(2320). وذِكْرُ أملاكه -عليه الصلاة والسلام- يدل دلالة واضحة أنه لم يكن همه وعنايته الدنيا كغالب الناس وإنما كان همه الدعوة إلى الله والتبليغ للدين والجهاد في سبيل الله
لبسه لثيابه و عمامته وقلنسوته وتقنعه قميصه وسراويله
أولاً: بعض آدابه عند لباسه
----------------
1. البدء بميامنه: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لبس قميصاً بدأ بميامنه1. وعنه أيضا ًقال: كان إذا لبس قميصا بدأ بميامنه2. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعجبهالتيمن في تنعله وترجله وطهوره، وفي شأنه كله3. 2. دعائه إذا استجدَّ ثوباً: عن أبي سعيد قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استجدَّ ثوباً سمَّاه باسمه إزاراً كان أو قميصاً أو عمامة، ثم يقول: (اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسالك من خيره وخير ما صُنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صُنع له)4. 3. دعائه - صلى الله عليه وسلم - لمن رأى عليه ثوباً جديداً: عن ابن عمر- رضي الله عنه -: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رأى على عمر قميصاً أبيض فقال: " ثوبك هذا غَسيل أم جديد؟ " قال: لا بل غسيل، قال: (البس جديداً، وعِش حميداً، ومُت شهيداً)5.
لبسه لثيابه و عمامته وقلنسوته وتقنعه قميصه وسراويله
ثانياً: عمامته - صلى الله عليه وسلم
----------------
كانت له عمامة تُسمَّى: السحاب، كساها علياً، وكان يلبسها ويلبس تحتها القلنسوة. وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة، ويلبس العمامة بغير قلنسوة. وكان إذا اعتم، أرخى عمامته بين كتفيه6. وعن عمرو بن حُريث قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه7. وفي مسلم أيضاً، عن جابر بن عبد الله أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل مكة وعليه عمامة سوداء)8. وعن ابن عمر - صلى الله عليه وسلم - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا اعتم سدل عمامته بين كتفيه9. وعن ابن عباس قال: خرج رسولُ - صلى الله عليه وسلم - وعليه مِلْحفة متعطفاً بها على منكبيه وعليه عصابة دسماء10. وعن أنس - صلى الله عليه وسلم - قال: رأيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يتوضأ وعليه عمامة قِطْريَّة11. قال القسطلاني في " المواهب اللدنية ": فقد كانت سيرته - صلى الله عليه وسلم - في ملبسه أتم وأنفع للبدن، وأخفه عليه، فإنه لم تكن عمامته بالكبيرة التي يُؤذي حملها، ويضعفه، ويجعله عرضة للآفات، كما يُشاهد من حال أصحابها، ولا بالصغيرة التي تقصر عن وقاية الرأس من الحر والبرد، بل وسطاً بين ذلك، وكان يُدخلها تحت حنكه، فإنها تقي العنق من الحر والبرد، وهو أثبت لها عند ركوب الخيل والإبل، والكر والفر، وكذلك الأردية والأزر أخف على البدن من غيره12. والعمامة كل ما يلف على الرأس. وعن عبد الرحمن بن عوف يسأل بلالاً عن وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كان يخرج يقضي حاجته، فآتيه بالماء، فيتوضأ ويمسح على عمامته وموقيه13.
لبسه لثيابه و عمامته وقلنسوته وتقنعه قميصه وسراويله
ثالثاً: قلنسوته - صلى الله عليه وسلم
----------------
(القَلَنْسُوَة) بفتح القاف واللاَّّم وسكون النون وضم المهلة وفتح الواو: غشاءٌ مبطَّن يستر الرأس، فهي من ملابس الرأس، كالبرنس الذي تغطى به العمامة من نحو شمس ومطر. قال ابن العربي: القلنسوة من لباس الأنبياء والصالحين السالكين، تصون الرأس، وتمكن العمامة14. وقال في الإحياء: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبس القلانيس بالعمامة، وبغير عمامة، وربما نزع قلنسوة من رأسه، فيجعلها سترة بين يدية، ثم يصلي إليه15. وقال ابن القيم - رحمه الله-: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يلبس القلنسوة بغير عمامة ويلبس العمامة بغير قلنسوة16. وعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يلبس قلنسوة بيضاء17. وعن ابن عباس قال: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاث قلانس، قلنسوة بيضاء مضربة، وقلنسوة برد حبرة، وقلنسوة ذات آذان في السفر، وربما وضعها بين يديه إذا صلَّى18.
لبسه لثيابه و عمامته وقلنسوته وتقنعه قميصه وسراويله
رابعاً: تقنعه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن ابن عمر - رضي الله عنهما- قال: لما مَرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالحِجْر قال: (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يُصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين). ثم قنَّع رأسه، وأسرع حتى أجاز الوادي19. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: بينا نحن جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة، فقال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلاً متقنع20. وعن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر تسريح لحيته ورأسه بالماء ثم تقنع كأن ثَوب زيًّات21. وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنه -قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أدخل عليَّ أصحابي). فدخلوا عليه، فكشف القِنَاع، ثم قال: (لعن الله اليهود النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)22. وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُتَقَنِّعاً بثوبه فقال: (يا أيها الناس، إن الناس يكثرون، وإن الأنصار يقلُّون. فمن ولي منكم أمراً ينفع فيه أحداً، فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم)23. قال الحافظ - رحمه الله تعالى-: (متقنعاً) أي مغطياً رأسه، وفي رواية موسى بن عقبة عن ابن شهاب: قالت عائشة: وليس عند أبي بكر إلا أنا وأسماء " قيل فيه جواز لبس الطيلسان، وجزم ابن القيم بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يلبسه ولا أحد من أصحابه، وأجاب عن الحديث بأن التقنع يخالف التطليس، قال: ولم يكن يفعل التقنع عادة بل للحاجة، وتعقب بأن في حديث أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر التقنع. وفي طبقات ابن سعد مرسلا ذكر الطيلسان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (هذا ثوب لا يُؤدي شكره)24. وقال التُّوربشتي في قول ابن عمر- رضي الله عنه – (تَقَنَّع): أي لبس قناعاً على رأسه وهو شبه الطيلسان25.
لبسه لثيابه و عمامته وقلنسوته وتقنعه قميصه وسراويله
خامساً: قميصه - صلى الله عليه وسلم
----------------
القميص: هو اسم لما يُلبسُ من المخيطِ الذي له كُمَّانِ وجَيْبُ، يُلبس تحت الثياب ولا يكون من صوفٍ ؛ كذا في " القاموس "، مأخوذ من التقمُّصِ، بمعنى: التَّقلّب لتَّقلَّّب الإنسان فيه، وقيل سمي باسم الجلدة التي هي غلاف القلب، فإن اسمها القميص26. قال ابن القيم - رحمة الله-: ولبس القميص، وكان أحبَّ الثياب إليه، وكان كُمُّه إلى الرُّسغ27. عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال: لما كان يوم بدر، أتي بالعباس، ولم يكن عليه ثوب، فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - له قميصاً، فوجدوا قميص عبد الله بن أبي يُقدر عليه، فكساه النبي - صلى الله عليه وسلم - إياه، فلذلك نزع النبي - صلى الله عليه وسلم - قميصه الذي ألبسه، قال ابن عيينة: كانت له عند النبي - صلى الله عليه وسلم - يد، فأحب أن يكافئه28. وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- قال: أتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عبدَ الله بن أُبي بعد ما أُدخل قبره، فأُمر به فأُخرج، ووُضِع على ركبتيه، ونفث عليه من ريقه، وألبسه قميصه29.
لبسه لثيابه و عمامته وقلنسوته وتقنعه قميصه وسراويله
قميصه - صلى الله عليه وسلم
----------------
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: لما تُوفي عبد الله بن أبي، جاء ابنُه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أُكفِّنه فيه، وصلِّ عليه، واستغفر له. فأعطاه قميصه، وقال: (إذا فرغت منه فآذنا). فلما فرغ آذنه به، فجاء ليُصلِّي عليه، فجذبه عمرُ فقال: أليس قد نهاك الله أن تُصلِّي على المنافقين؟، فقال: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ} سورة التوبة(80). فنزلت: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ} سورة التوبة(84). فترك الصلاة عليهم30. وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أُبي بعد ما أُدخل حفرته، فأمر به فأُخرج، فوضعه على ركبتيه،ونفث عليه من ريقه، وألبسه قميصه، فالله أعلم، وكان كسا عباسا قميصا. قال سفيان: وقال أبو هارون: وكان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قميصان، فقال له ابن عبد الله: يا رسول الله، ألبس أبي قميصك الذي يلي جلدك. قال سفيان: فيرون أن النبي - صلى الله عليه وسلم- ألبس عبدالله قميصه، مكافأة لما صنع31.
لبسه لثيابه و عمامته وقلنسوته وتقنعه قميصه وسراويله
قميصه - صلى الله عليه وسلم
----------------
وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: كان أحب الثياب إلى رسول الله يلبسهالقميص32. وعن معاوية بن قرة عن أبيه قال: أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في رَهْطٍ فبايعناه، وإنَّ قميصه لمطلقٌ، ثم أدخلت يدي في جيب القميص، فنسيت الخاتم. فقال عروة: فما رأيت معاوية ولا ابنه إلا مُطلقي إزارهما في شتاء ولا حر33. وعن أنس - رضي الله عنه - قال: كان لرسول الله قميصٌ من قطن، قصير الطول، قصير الكمين34. وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يلبس قميصاً فوق الكعبين مستوى الكُميَّن بأطراف أصابعه35. وعن أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج وهو يتوكأ على أسامة بن زيد متوشحاً في ثوب قِطْري، فصلَّى بهم36. وعن أبي جُحيفة عن أبيه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وهو في قبة حمراء من أدم، فخرج بلال فأذن، فكنت أتتبع فمه هاهنا وهاهنا، قال ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه حلة حمراء، برود يمانية قطري37.
لبسه لثيابه و عمامته وقلنسوته وتقنعه قميصه وسراويله
سادساً: سراويله - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن سُويد بن قيس قال: جلبت أنا ومخرمة العبدي بزاً من هجر فأتينا به مكة، فجاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي، فساومنا بسراويل فبعناه، وثَمَّ رجل يزن بالأجر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زِن وأرجح38. وعن سماك بن حرب قال: سمعت مالكاً أبا صفوان بن عميرة قال: بعتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رِجْلَ سراويل قبل الهجرة فوزن لي فأرجح لي39. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: (من لم يجد إزاراً فليلبس سراويل، ومن لم يجد نعلين فليلبس خفين)40.
حربته وعنزته ومنائحه و لقاحه (صلى الله عليه وسلم )
ذكر حربته (صلى الله عليه وسلم) وعنزته
----------------
عن ابن عمر- رضي الله عنه-: (أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كانت تركز له الحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها. والنَّاس وراءه وكان يفعل ذلك في السفر فمن ثم اتخذها الأمراء). البخاري – الفتح (1/ 685) رقم (498) – كتاب الصلاة – باب الصلاة إلى الحربة. وعن الحكم سمعت أبا جُحيفة-رضي الله عنه – قال: (خرج رسول الله(صلى الله عليه وسلم)بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلّى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة). البخاري – الفتح (1/ 3) رقم (187) – كتاب الوضوء – باب استعمال فضل وضوء الناس.
حربته وعنزته ومنائحه و لقاحه (صلى الله عليه وسلم )
قال الصالحي الشامي: وعدد الحراب خمس: الأولى: حربة يقال لها النبعة. روى الطبراني عن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال: (كان لرسول(صلى الله عليه وسلم)حربة تسمى النَّبعاء) الطبراني في المعجم الكبير، (11/111). الثانية: البيضاء، وهي أكبر من الأولى. الثالثة: العَنَزة، وهي صغيرة شبه العُكازة يمشي بها بين يديه في الأعياد، حتى تركز أمامه، فتتخذ سترة يصلي إليها وكان يمشي بها أحياناً. وروى بن أبي شيبة عن ابن عمر - رضي الله عنهما- قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تغرز له العنزة ويصلي إليها). قال عبد الله: وهي الحربة.
حربته وعنزته ومنائحه و لقاحه (صلى الله عليه وسلم )
ذكر منائحه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
عن لقيط بن صبرة - رضي الله عنه - قال: (كنت وافد بني المنتفق أو في وفد بني المنتفق، فأتينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم نصادفه في منزله وصادفنا عائشة، فأوتينا بقناع فيه تمر، والقناع الطّبق، وأمرت لنا بخزيرة فصنعت لنا، ثم أكلنا، فلم نلبث أن جاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: (هل أكلتم شيئاً؟ هل أمر لكم بشيء؟) فقلنا: نعم، فلم نلبث أن دفع الراعي غنمه إلى المراح فإذا شاة تيعر، فقال: هيه يا فلان ما وَلَّدت؟) قال: بَهْمَة قال: (فاذبح لنا مكانها شاة) ثم انحرف إلي فقال: (لا تحسبن أن من أجلك ذبحناها، لنا غنم مائة، لا نريد أن تزيد، فإذا وَلَّّد الراعي بَهْمة ذبحنا مكانها شاة). سنن أبي داود، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1/ 29) رقم (129) - كتاب الطهارة -في الاستنثار.
حربته وعنزته ومنائحه و لقاحه (صلى الله عليه وسلم )
وروى ابن سعد عن إبراهيم بن عبد، قال: (كانت منائح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الغنم عشراً. الأولى: عَجْوة. الثانية: زَمْزم. الثالثة: سُقيا. الرابعة: بَرَكة. الخامسة: وَرْسَة. السادسة: إطْلال. السابعة: إطْراق. الثامنة: قُمْرة. التاسعة: غَوثَة أو غَوْثيّة. قال ابن الأثير: كانت له(صلى الله عليه وسلم)شاة تسمى غَوْثة، وقيل غيثة، وعنَزْ تسمى اليُمن.
حربته وعنزته ومنائحه و لقاحه (صلى الله عليه وسلم )
وروى ابن سعد عن ابن عباس-رضي الله عنهما- قال: كانت لرسول الله(صلى الله عليه وسلم)أعنُزُ صنائح ترعاهن أم أيمن.راجع سبل الهدى والرشاد (7/412-413). وروى أيضاً عن محمد بن عبد الله الحصين قال: (كانت ترعى منائح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأحد وتروح كل ليلة على البيت الذي يدور فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منها شاة تسمى قمراً، ففقدها يوماً، فقال: (ما فعلت؟) فقالوا: ماتت يا رسول الله، قال: (ما فعلتم بإهابها؟) قالوا: ميتة، قال: (دباغها طَهورها) أخرجه ابن سعد في طبقاته (1/496).
حربته وعنزته ومنائحه و لقاحه (صلى الله عليه وسلم )
ذكر لقاحه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
روى ابن مسعود عن معاوية بن عبد الله بن أبي رافع قال: (كانت لرسول الله(صلى الله عليه وسلم)لِقاح وهي التي أغار عليها القوم بالغابة وهي عشرون لقحة، وكانت التي يعيش بها أهل محمد(صلى الله عليه وسلم)يراح إليه كل ليلة بقربتين من لبن
حربته وعنزته ومنائحه و لقاحه (صلى الله عليه وسلم )
كان فيها لقائح لها غرز كما في الهدى خمس وأربعون، لكن المحفوظ من أسمائهن سنذكره. الأولى: الحناء. الثانية: السَّمراء. الثالثة: العرِيس. الرابعة: السَعْدية. الخامسة: البَعوم، بالباء الموحدة، والعين المعجمة. يراح إليه لبنهن كل ليلة، وكان فيها غلام لرسول الله(صلى الله عليه وسلم)يسمى يساراً، فاستاقها العرنيون وقتلوا يساراً ونحروا الحِناء. السادسة: الرِّياء. السابعة: بَرْدة كانت تحلب كما تحلب لِقْحتان غزيرتان، أهداها له الضحاك بن سُفيان الكلابي.
حربته وعنزته ومنائحه و لقاحه (صلى الله عليه وسلم )
الثامنة: الحُفْدة. التاسعة: صُهْرة أرسل بها سعد بن عُبادة من نَعَم بن عقيل. العاشرة: الشقراء أو الرَّياء ابتاعها بسوق النَّبط من بني عامر، وقيل: كانت له لقحة تدعى سورة. وروى ابن سعد عن أم سلمة-رضي الله عنها- قالت: (كان عيشنا مع رسول الله(صلى الله عليه وسلم)لَقَائح بالغابة، كان قد فرقها على نسائه، فكانت لي منها لقمة تسمى العريس فكان لنا منها ما شئنا من اللبن، وكانت لعائشة لقيحة تسمى السَّمراء غزيرة، ولم تكن كلقحتي، فقرب راعيهن اللَّقاح إلى مرعى الغابة تصيب من أثلها وطِرْفائها فكانت تروح على أبياتنا، فتؤتى بها فيْحلبان فيأخذ لقحة يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أغزر منها بمثل لبنها أو أكثر). انظر سبل الهدى و الرشاد (7/7/408).
الرسول المبارك -صلى الله عليه و سلم- بِوَصفٍ شامل
وصف أم معبد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم (رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلَجَ الوجهِ (أي مُشرِقَ الوجه)،لم تَعِبه نُحلَة (أي نُحول الجسم) ولم تُزرِ به صُقلَة (أنه ليس بِناحِلٍ ولا سمين)، وسيمٌ قسيم (أي حسن وضيء)، في عينيه دَعَج (أي سواد)، وفي أشفاره وَطَف (طويل شعر العين)، وفي صوته صحَل (بحَّة و حُسن)، و في عنقه سَطع (طول)، وفي لحيته كثاثة (كثرة شعر)، أزَجُّ أقرَن (حاجباه طويلان و مقوَّسان و مُتَّصِلان)، إن صَمَتَ فعليه الوقار، و إن تَكلم سما و علاهُ البهاء، أجمل الناس و أبهاهم من بعيد، وأجلاهم و أحسنهم من قريب، حلوُ المنطق، فصل لا تذْر ولا هذَر (كلامه بَيِّن وسط ليس بالقليل ولا بالكثير)، كأنَّ منطقه خرزات نظم يتحَدَّرن، رَبعة (ليس بالطويل البائن ولا بالقصير)، لا يأس من طول، ولا تقتَحِمُه عين من قِصر، غُصن بين غصين، فهو أنضَرُ الثلاثة منظراً، وأحسنهم قَدراً، له رُفَقاء يَحُفون به، إن قال أنصَتوا لقوله، وإن أمَرَ تبادروا لأمره، محشود محفود (أي عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)، لا عابس ولا مُفَنَّد (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخُرافة).
الرسول المبارك -صلى الله عليه و سلم- بِوَصفٍ شامل
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليلة إضْحِيانٍ، وعليه حُلَّة حمراء، فجعلتُ أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى القمر، فإذا هو عندي أحسنُ من القمر). الترمذي-كتاب الأدب عن رسول الله –باب ماجاء في الرخصة في لبس الحمرة للرجال (5/109) برقم (2811).(إضحِيان هي الليلة المقمرة من أولها إلى آخرها).
الرسول المبارك -صلى الله عليه و سلم- بِوَصفٍ شامل
ومما جاء في اعتدال خَلقِه-صلى الله عليه وسلم -: قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر)، " مجمع الزوائد " للهيثمي (8/273). وقال البراء بن عازب -رضي الله عنه-: (كان رسول الله أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خَلقاً). البخاري، الفتح-كتاب المناقب-باب صفة النبي- (6/652) برقم (3549).
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
درعه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
عن عامر قال: (أخرج إلينا علي بن الحسين - رضي الله عنه - دِرْع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فإذا هي يمانية رقيقة، ذات زرافين، فإذا علقت بزرافيها شمرت، وإذا أرسلت مست الأرض). أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم) 150. وابن سعد في الطبقات(1/488). الأنوار (2/588).
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
درعه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- قال: (كانت في درْع رسول الله(صلى الله عليه وسلم) حلقتان من فضَّة، عند موضع الثنيِّ، وفي ظهره حلقتان من فضة أيضا، وقال: لبستها فخطت الأرض). أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي(صلى الله عليه وسلم)(150، 151)، وابن سعد في الطبقات (1/488).
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
درعه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
قيل في كتاب سبل الهدى والرشاد كانت دروعه سبعاً. الأولى: السُعديّة: وهي درع داود التي لبسها حين قَتل جالوت. الثانية: فضة. روى ابن سعد عن مروان بن أبي سعد بن المعلّى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصابها والتي قبلها من سلاح بني قينقاع. الثالثة: ذات الفضول: سميت بذلك لطولها، أرسل بها إليه سعد بن عبادة حين سار إلى بدر، وكانت من حديد، وهي التي رهنها عند أبي الشحْم اليهودي على شعير، وكان ثلاثين صاعاً، وكان الدين إلى سنة. وروى الطبراني عن ابن عباس - رضى الله عنهما-: أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)كان له دِرْع موشحة بنحاس، تسمى ذات الفضول. الرابعة: ذات الوشاح.
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
درعه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
الخامسة: ذات الحَوَاشي. السادسة: البتراء سميت بذلك لقصرها. السابعة: الخِرْنق. وروى ابن سعد عن محمد بن مسلمة-رضي الله عنه -قال: (رأيت على رسول الله(صلى الله عليه وسلم)يوم أُحُد درعين إحداهما ذات الفضول، ورأيت عليه يوم حنين درعين: ذات الفضول والسعدية. وروى أيضاً عن عائشة - رضي الله عنهما- قالت: قبض رسول الله(صلى الله عليه وسلم)وإن درعه لمرهونة في ثلاثين صاعاً، وفي رواية بستين صاعاً من شعير رزقاً لعياله). البخاري- الفتح(6/ 116) رقم (2916).- كتاب الجهاد - ما قيل في درع النبي (صلى الله عليه وسلم) والقميص في الحرب. راجع:سبل الهدى والرشاد (7/368-369). وذكر صاحب عيون الأثر أن (دروعه كان عددها سبعاً) عيون الأثر (2/416).
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
مغفره (صلى الله عليه وسلم)
----------------
عن أنس بن مالك- رضي الله عنه-: (أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخل مكة (عام الفتح) وعليه مغفر، فلما نزعه قيل له: هذا ابن خَطَل متعلق بأستار الكعبة. فقال: (اقتلوه). صحيح مسلم (2/ 990) رقم (1357) / كتاب الحج/ دخول الحرم ومكة بغير إحرام.
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
ذكر خيله وسرجه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة). البخاري – الفتح (6/ 64) رقم (2849)كتاب الجهاد والسير- باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. وعن أنس - رضى الله عنه - قال: (لم يكن شيء أحبَّ إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) بَعْدَ النساء من الخيل).النسائي (6/ 527) رقم (3566)- كتاب الخيل - باب حب الخيل.
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
ذكر خيله وسرجه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
عن أُبي بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده - رضي الله عنه -، قال: (كان للنبي (صلى الله عليه وسلم) في حائطنا فرسُ يقال له: اللَّحيف. قال أبو عبد الله ويروى اللخيف). البخاري- الفتح (6/ 68-69) رقم (2855) كتاب الجهاد - باب اسم الفرس والحمار. وعن علي - رضى الله عنه - قال: (كان اسم فرس النبي(صلى الله عليه وسلم)وسلّم المُرْتَجز، واسم بغلته البيضاء دلدل، واسم حِمَاره عُفير، واسم درعه ذات الفضول) سنن البيهقي(10/26) والحاكم في المستدرك (2/665).
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
ذكر خيله وسرجه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
عن عبد الله بن عمر - رضى الله عنهما-: (أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)سابق بين الخيل التي قد أضمرت، من الحيفاء إلى ثنية الوداع، وكان أمدها ثنية الوداع. وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق وكان عبد الله فيمن سابق بها).صحيح مسلم- (3/ 1491) رقم (870) كتاب الإمارة – باب المسابقة بين الخيل وتضميرها. وعن أبي عبد الرحمن الفهري - رضي الله عنه – قال: (شهدتُ مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومَ خيبر، في يومٍ صائف شديد الحرّ، فقال: (يا بلالُ أسرج لي فرسي)، فأخرج سرجاً رقيقاً من لبد، ليس فيها أشر ولا بطر)، أحمد في مسنده (5/286).
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
ذكر خيله وسرجه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
قال ابن الجوزي: أول فرس مَلكه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرس يقال له: السَّكب (أي) كثير الجري، كأنما يصب جريه صبا، وكان له المرتجز (سمي به لحسن صوته). انظر المواهب(3/384) وهو الفرس الذي اشتراه من الأعرابي وشهد فيه خزيمة بن ثابت وفرس يقال له اللِّزار (سمي به لشدة تلززه، أو لاجتماع خلقه، وفرس يقال له الطِّرف (الطرف الكريم الطرفين)، وفرس يقال له الورد، وفرس يقال له النحيف). راجع: الوفاء بأحوال المصطفى (2/265).
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
ذكر خيله وسرجه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
وعن أبي لبيد قال: أرسلت الخيل زمان الحكم بن أيوب، فلّما رجعنا قلنا: لو مررنا بأنس بن مالك فسألناه فأتيناه فقلنا: يا أبا حمزة: هل كنتم تراهنون على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: نعم. لقد سابق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فرس يقال لها سبخة فجاءت سابقة، فهش لذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم – وأعجبه). راجع/ تركة النبي- صلى الله عليه وسلم- ص(98). وقال في عيون الأثر ذكر خيله (صلى الله عليه وسلم).
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
ذكر خيله وسرجه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
السَّكْب: وكان اسمه قبل أن يشتريه: الضرس، اشتراه بعشر أواقٍ، أوّل ما غزا عليه(صلى الله عليه وسلم) أحداً، ليس للمسلمين غيره. وكان له فرس يقال له المرتجز: سمي بذلك لحسن صهيله، كأنه يُنشد رَجَزاً، وكان أبيض، وهو الذي شهد له فيه خزيمة بن ثابت، فجعل شهادته شهادة رجلين، وقيل: هو الطَّرف، وقيل هو النجيب، والطِّرف والنجيب: الكريم من الخيل.
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
ذكر خيله وسرجه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
وكان له: اللَّحيف: أهداه له ربيعة بن أبي البراء، وكأنه يُلحف الأرض بذنبه، ولِزار: من قولهم: لاززته، أي لاصقته، كأنه يلتصق بمطلوبه لسرعته، وقيل لاجتماع خَلْقه، والملزز: المجتمع الخلق. والظَّرب: واحد الظَّراب، وهي الروابي الصغار، سمي به لكبره وسمنه، وقيل: لقوته وصلابته. وفرس يقال له الورد: أهداه له تميم الداري، فأعطاه عمر بن الخطاب، فحمل عليه في سبيل الله، ثم وجده يباع برخص، فقال له: لا تشتره. والورد: لون بين الكميت والأشقر.
درعه ومغفره وخيله (صلى الله عليه وسلم)
ذكر خيله وسرجه (صلى الله عليه وسلم)
----------------
وفرس يُدعى سبحة: من قولهم: فرس سابح؛ إذا كان حسن مد اليدين في الجري، وسبح الفرس: جريُه. قال الشيخ الحافظ أبو محمد الدمياطي -رحمه الله- فهذه سبعة متفق عليها. وقيل كانت له أفراس أخر غيرها: وهي: الأبلق: حمل عليه بعض أصحابه، وذو العُقال، وذو اللَّمة، والمرتجل، والمرواح، والسَّرحان، واليعسوب، واليعبوب والبحر – وهو كميت- والأدهم والشحَّا، والسَّجل، وملاوح، والطرف، والنحيب، هذه خمسة عشر مختلف فيها. وذكر السهيلي في خيله - صلى الله عليه وسلم -: الضْريس، وذكر ابن عساكر فيها: مندوباً. انظر عيون الأثر (2/420-421).
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
أولاً: فراشه
----------------
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان وسادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي يتكئ عليها من أدَمٍ حشوها ليف1. وعن عبد الله بن مسعود - صلى الله عليه وسلم - قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم على حصير، قد أثَّر بجنبه فبكيت، فقال: (ما يُبكيك يا عبد الله؟). قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كسرى وقيصر قد يطؤون على الخز والديباج والحرير، وأنت نائم على هذا الحصير قد أثَّر في جنبك!. فقال: (لا تبكِ يا عبد الله، فإن لهم الدنيا و لنا الآخرة)2. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إنما كان فراش رسول الله الذي ينام عليه أدَمٍ حشوه ليف3.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
ثانياً: لحافه - عليه الصلاة والسلام
----------------
عن هشام عن أبيه قال: قال كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة فمري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: فأعرض عني فلما عاد إلى ذكرت له ذاك فأعرض عني فلما كان في الثالثة ذكرت له فقال يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل على الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيره4. وعن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوبان مصبوغان بالزعفران رداء وعمامة5.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
ثالثاً: كرسيه وسريره - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن أبي رفاعة - صلى الله عليه وسلم - قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو جالس على كرسي خلت قوائمه حديد6. وعن عائشة - صلى الله عليه وسلم - قالت: أعدلتمونا بالكلب والحمار لقد، رأيتني مضطجعة على السرير فيجيء النبي - صلى الله عليه وسلم - فيتوسط السرير فيصلي فأكره أن أسنحه فأنسل من قبل رجلي السرير حتى أنسل من لحاف7.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
رابعاً: قطيفته - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن ابن عباس- رضي الله عنهما - قال: لما دُفن النبي - صلى الله عليه وسلم - وضع بينه وبين اللحد قطيفة بيضاء بعلبكيَّة8. وعن أنس بن مالك قال: حج النبي - صلى الله عليه وسلم - على رحل رث وقطيفة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي ثم قال: " اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة)9. وعن زينب عن أمها، قالت: بينما أنا مضطجعة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الخميلة...10
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
خامساً: حصيره - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن أنس بن مالك يقول: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نُضِحَ له طرف حصير فصلى ركعتين11. وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان لنا حصير نبسطها بالنهار ونحتجرُها علينا بالليل12. وعن المغيرة بن شعبة: أن النبي- صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على الحصير والفروة المدبوغة13.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
سادساً: عيشه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن مالك بن دينار قال: ما شبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خبزٍ قطّ، ولا لحمٍ إلا على ضففٍ14. وعن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يقول:ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وما يجد منالدقل، ما يملأ به بطنه15. والدقل: رديء التمر. وذكر عمر - صلى الله عليه وسلم - ما أصاب الناس من الدنيا. فقال: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يظل اليوم يلتوي، ما يجد دقلاً يملأ به بطنه16. وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت: إن كنا، لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نار..17
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
عيشه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن مالك بن دينار قال: ما شبع آل محمد - - صلى الله عليه وسلم -- منذ قدم المدينة، من طعام بر ثلاث ليال تباعاً، حتى قُبض18. وعن محمد بن سيرين قال: كنا عند أبي هريرة، وعليه ثوبان ممشقان من كتان، فتمخط، فقال: بخ ٍبخٍ، أبو هريرة يتمخط في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حجرة عائشة مغشياً عليَّ، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي، ويرى أني مجنون، وما بي من جنون، ما بي إلا الجوع19.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
عيشه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن أبي هريرة - صلى الله عليه وسلم - قال: خرج رسول الله في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر؟ قال: خرجت ألقى رسول الله أنظر في وجهه، وأُسلم عليه. فلم يلبث أن جاء عمر، فقال: (ما جاء بك يا عمر؟). قال: الجوع يا رسول الله! قال: (وأنا قد وجدت بعض ذلك). فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري، وكان رجلاً كثير النخل والشاء، ولم يكن له خدم، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحبك؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء. فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها، ثم جاء يلتزم النبي ويُفِّديه بأبيه وأمه، ثم انطلق بهم إلى حديقته، فبسط لهم بساطاً، ثم انطلق إلى نخله، فجاء بقنو فوضعه، فقال النبي: (أفلا تنقيت لنا من رطبه؟). فقال: يا رسول الله إني أردت أن تختاروا، أو تخيروا من رطبه وبسره، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال: (هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة؛ ظل بارد، ورطب طيب، وماء بارد). فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاماً، فقال النبي: (لا تذبحن لنا ذات در). فذبح لهم عناقاً أو جدياً، فأتاهم بها، فأكلوا، فقال: (هل لك خادم؟). قال: لا. قال: (فإذا أتانا سبي فأتنا). فأُتي برأسين ليس معهما ثالث. فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي: (اختر منهما). فقال: يا رسول الله! اختر لي. فقال النبي: (إن المستشار مؤتمن، خُذ هذا، فإني رأيته يصلي، واستوص به معروفاً). فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته، فأخبرها بقول رسول، فقالت امرأته: ما أنت ببالغ حق ما قال فيه النبي إلا بأن تعتقه، قال: فهو عتيق، فقال: (إن الله لم يبعث نبياً ولا خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالاً، ومن يوق بطانة السوء فقد وقي)20.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
عيشه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لقد أُخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يُؤذى أحد، ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين ليلة ويوم، وما لي و لبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال)22. وعن أنس بن مالك - صلى الله عليه وسلم -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجتمع عنده غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلا على ضفف23.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
ثامناً: خبزه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: ما شبع آل محمد - صلى الله عليه وسلم - من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -26. وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت: تُوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد شبعنا من الأسودين: الماء والتمر27. وعن عائشة أيضاً قالت: لما فُتحت خيبر قلنا: الآن نشبع من التمر28. وعن أبي أمامة الباهلي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما كان يفضل عن أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبز الشعير29.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
خبزه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله؛ لا يجدون عشاء، و كان أكثر خبزهم الشعير30. وعن أبي حازم عن سعد أنه قيل له: هل أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النقي؟ فقال سهل: ما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النقي، من حين ابتعثهالله حتى قبضه الله. قال: فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناخل؟ قال: ما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منخلاً، من حين ابتعثه الله حتى قبضه. قال: قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه، فيطير ما طار، وما بقي ثريناه فأكلناه31.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
تاسعا: ما جاء في إدامه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن عائشة-رضي الله عنها- قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (نِعْمَ الأدم، أو الإدام، الخل). وفي رواية: بهذا الإسناد، وقال: (نعم الأدم). ولم يشك32. وعن زهدم الجرمي قال: كنا عند أبي موسى الأشعري فأُتي بلحم دجاج، فتنحى رجل من القوم، فقال: مالك؟ فقال: إني رأيتها تأكل شيئاً فحلفت أن لا آكلها، قال: ادن فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل لحم الدجاج33. وعن أبي أسيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كلوا الزيت، وادهنوا به؛ فإنه من شجرة مباركة)34.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
ما جاء في إدامه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن عمر بن الخطاب - صلى الله عليه وسلم - قال: قال: رسول الله -- صلى الله عليه وسلم - -: " كلوا الزيت وادهنوا به؛ فإنه من شجرة مباركة)35. وعن أنس بن مالك قال: إن خياطاً دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطعام صنعه قال أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذلك الطعام، فقرّب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبزاً ومرقاً فيه دباء وقديد، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتتبع الدباء من حوالي القصعة قال: فلم أزل أحب الدباء من يومئذٍ36. وعن أنس أيضاً قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الدباء، فأتي بطعام، أو دعي له، فجعلت أتتبعه، فأضعه بين يديه، لما أعلم أنه يحبه37.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
ما جاء في إدامه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن أنس بن مالك - صلى الله عليه وسلم - الله عنه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتتبع في الصحفة يعني الدباء فلا أزال أحبه38. وعن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب الحلواء والعسل39. وعن عطاء بن يسار أن أم سلمة أخبرته: أنها قربت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنباً مشوياً، فأكل منه ثم قام إلى الصلاة وما توض40.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
ما جاء في إدامه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن ابن مسعود - صلى الله عليه وسلم - قال: كان النبي يعجبه الذراع. قال:وسم فيالذراع، وكان يرى أن اليهود سموه41. وعن أم هاني - رضي الله عنها - قالت: دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (أعندك شيء؟). فقلت: لا، إلا كسرة يابسة وخل، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (قربيه فما أقفر بيت من أدم فيه خل)42. وعن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أولم على صفية بسويق وتمر43. وعن جابر قال: خرج رسول الله وأنا معه، فدخل على امرأة من الأنصار، فذبحت له شاة، فأكل منها، وأتته بقناع من رطب فأكل منه، ثم توضأ للظهر وصلَّى، ثم انصرف، فأتته بعلالة من علالة الشاة، فأكل، ثم صلى العصر، ولم يتوض44.
مسكنه - صلى الله عليه وسلم
الحادى عشر: فاكهته - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن عبد الله بن جعفر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل القِثَّاء بالرُّطَب46. وعنه أيضاً قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل الرطب بالقثاء47. وعن عائشة قالت: كان - صلى الله عليه وسلم - يأكل البطيخ بالرطب فيقول: (نكسر حر هذا ببرد هذا، و برد هذا بحر هذا)48. وفي الختام بعد أن ذكرنا ما تيسر لنا في هذا الموضوع، فإنه حريُّ بكل مسلم بعد أن يقرأ هذا الفصل أن تطمئن نفسه إن كان فقيراً، وأن ينفق على الفقراء والمساكين إن كان غنياً؛ لأنه قرأ ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أيده الله من فوق سبع سماوات، وحباه بالرسالة ومع ذلك كانت هذه حالته في الدنيا وكان هذا مسكنه، فما للقلوب لا تعقل؟! وما للأبصار لا تبصر؟! وما للنفوس لا تتوب؟!. هذا والله من وراء القصد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.