لبسه لثيابه و عمامته وقلنسوته وتقنعه قميصه وسراويله
لبسه لثيابه و عمامته وقلنسوته وتقنعه قميصه وسراويله
رابعاً: تقنعه - صلى الله عليه وسلم
----------------
عن ابن عمر - رضي الله عنهما- قال: لما مَرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالحِجْر قال: (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يُصيبكم ما أصابهم، إلا أن تكونوا باكين). ثم قنَّع رأسه، وأسرع حتى أجاز الوادي19. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: بينا نحن جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة، فقال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقبلاً متقنع20. وعن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر تسريح لحيته ورأسه بالماء ثم تقنع كأن ثَوب زيًّات21. وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنه -قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أدخل عليَّ أصحابي). فدخلوا عليه، فكشف القِنَاع، ثم قال: (لعن الله اليهود النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)22. وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُتَقَنِّعاً بثوبه فقال: (يا أيها الناس، إن الناس يكثرون، وإن الأنصار يقلُّون. فمن ولي منكم أمراً ينفع فيه أحداً، فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم)23. قال الحافظ - رحمه الله تعالى-: (متقنعاً) أي مغطياً رأسه، وفي رواية موسى بن عقبة عن ابن شهاب: قالت عائشة: وليس عند أبي بكر إلا أنا وأسماء " قيل فيه جواز لبس الطيلسان، وجزم ابن القيم بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يلبسه ولا أحد من أصحابه، وأجاب عن الحديث بأن التقنع يخالف التطليس، قال: ولم يكن يفعل التقنع عادة بل للحاجة، وتعقب بأن في حديث أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر التقنع. وفي طبقات ابن سعد مرسلا ذكر الطيلسان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (هذا ثوب لا يُؤدي شكره)24. وقال التُّوربشتي في قول ابن عمر- رضي الله عنه – (تَقَنَّع): أي لبس قناعاً على رأسه وهو شبه الطيلسان25.