القلب الحى
القلب الحى
همومه أخروية: فإن فات حي القلب ورده من قرآن أو صلاة وجد لفواته ألما أشد من فوات ماله، وتقلَّب بالليل على فراش كالجمر، فما عسانا نقول لمن ليس له ورد بالأساس؟! بل ماذا عسانا نقول لمن إذا فاتته الصلاة المفروضة لم يجد ألما ولا حسرة؟! وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخاطب بالحديث التالي إلا أحياء القلوب حين يقول: « الذي تفوته صلاة العصر كأنما وُتِر أهله وماله ». أي كأنما فقد أهله وماله وهلكوا، فصاحب القلب الحي فحسب هو من يشعر بهذا وأما غيره فهيهات هيهات، ولما كان حاتم الأصم رجلا كريما من أرباب القلوب الحية، فقد أراد أن يبعث الحياة في قلوب من حوله، فكان أن روى لنا تجربته قائلا وهو يحمل هَم فوات الخير: " فاتتني صلاة الجماعة مرة فعزاني أبو إسحق البخاري وحده، ولو مات لي ولد لعزَّاني أكثر من عشرة آلاف ؛ لأن مصيبة الدين عندهم أهون من مصيبة الدنيا ".