لماذا القلب
لماذا القلب
وحده مالك دوائه: قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾ [الحج: 15] هذه الآية تصف حال نفر من المنافقين امتلأت قلوبهم غيظا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن علوه ونصره، فقال الله لهم: إن الله ناصر رسوله في الدنيا والأخرة ؛ فمن كان يظن من حاسديه وأعاديه أن الله لن يفعل ويغيظه أن يظفر نبينا بموعود الله له ؛ فليستقص وسعه وليستفرغ جهده في إزالة ما في قلبه من غيظ بأن يفعل أقصى ما يستطيع فعله، ولو كان ذلك أن يفعل من بلغ منه الغيط كل مبلغ حتى مدَّ حبلا إلى سماء بيته فشنق به نفسه، فإنه وإن فعل ذلك فلينظر هل يشفي ذلك ما يجد في صدره من غيظ، كلا والله فلن يذهب غيظه ولن يزول مرضه إلا أن يشاء الله، فالله وحده هو شافي الصدور ورافع وحر القلوب.