لماذا القلب
لماذا القلب
الظاهر والباطن!! نعم.. صورة القلب هي الأصل، فإن وافق الظاهر الباطن كان ما في القلب حقيقيا، وإن خالف الظاهر الباطن كان ما في القلب مزيفا، وعلى القلب أيضا يتوقف صحة الظاهر أي قبوله عند الله، أما الناس فإنهم مكلَّفون بقبول الظاهر فحسب والحكم على أساسه والله يتولى السرائر، ومن هنا كان مقصد الشهادتين هو توجيه رسالة ملموسة إلى الناس بإسلام الناطق بها، في حين أن الله وحده هو المطلع على غير الملموس من محتوى الباطن، وقد نطقت ألسنة المنافقين بالشهادتين، فعصمت دماءهم في الدنيا، لكن مستقرهم في النهاية هو الدرك الأسفل من النار بما حوت قلوبهم. واسمعوا إلى ارتباط الظاهر بالباطن في قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾ [آل عمران: 31]، فإن حب الله في القلب يورث اتباع الجوارح ولا بد ؛ وإلا كان ادعاء وكذبا وزورا.