لماذا القلب
لماذا القلب
موضع نظر الله: من القلوب قلب كقبور الموتى ظاهرها الزرع والورد وباطنها الجيف والموت، أو كبيت مظلم على سطحه سراج وباطنه ظلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في هذا: « إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم ». إنها حياة القلب وإن كانت البطون خاوية والثياب بالية، وقد أبان الحديث أن القلب هو موضع نظر الرب، فلا عبرة إذن بحسن الظاهر مع خبث الباطن، فاعجب ممن يعتني بمظهره وهندامه الذي هو محل نظر الخلق ؛ فيغسل ثوبه ويعطِّره، وينظِّف بدنه ويطهِّره، ويتزيَّن بما أمكن، لئلا يطَّلع مخلوق على عيب فيه، ولا يهتم بقلبه الذي هو محل نظر الخالق ؛ فيطهِّره ويزيِّنه لئلا يطلع ربه منه على دنس أو خبث أو أحد غيره. ومعنى آخر من الحديث قاله ابن الجزري: " النَّظَر ها هنا الاخْتِيار والرحمة والعَطْف لأنَّ النظر في الشاهد دليلُ المحبَّة، وتَرْك النظر دليل البُغْض والكراهة ".