لماذا القلب
لماذا القلب
هدف الحبيب الأول قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: « إنما نزل أول ما نزل منه (القرآن) سورة من الُمفصّل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنا أبدا ». فقد حرَّم الله الخمر في العام الثاني من الهجرة أي بعد البعثة بخمسة عشر سنة، وفرض الزكاة في العام الثاني من الهجرة كذلك، وفرض الحجاب في العام السادس من الهجرة بعد تسع عشرة سنة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي كلها تكليفات تأخَّر نزولها حتى زكى القلب ولان وتمكَّن منه الحق واستبان. ولشرف القلب جعله الله أداة التعرف عليه ووسيلة الاهتداء إليه، بل إذا غضب الله على عبد كان أقصى عقوبة يُنزلها به أن يحول بينه وبين قلبه، وحيلولته هي أن يحرمه من معرفته وقربه، لذا كان الاهتمام به تعبير عن الاهتمام بالأهم عن المهم وبالأصل عن الفرع.