الصدق في الكلام نوعان:
صدق الإرادة وأن تكون لله وحده
صدق الكلام من حيث مطابقته للواقع
وبعضهم يعتني بالأول
ويقصر في الثاني
فقصده صحيح لكنه يبالغ ولا يتحرى
والعكس
فبعضهم يتحرى الصدق فيما يقول لأنه يريد التأثير وهذا يحصل من ثمرة الصدق في الدنيا وينال من ثقة الناس وميلهم إليه بقدر صدق قوله ولا خلاق له في الآخرة
ولا يكون الصدق إلا بهما معا
فحين تكتب أو تتكلم ينبغي أن تتحرى الصدق فيهما
فتجاهد نفسك أن تريد بما تقول وجه الله
وتتحرى أن يكون ما تصف أو تعبر عنه مطابقا للواقع دون زيادة أو نقص وأن تكبح جماح الكلمة عن الغلو والمبالغة
فإن تأثير الكلمة وبقاءها في القلوب في صدقها
وأما البيان فإنه منه سحرا والسحر تأثيره ذاهب وزائل ومتعلق بوقت ومكان وحال وناس
فإن البلاغة ناقصة الصدق تؤثر في مجلس أو عصر فتأخذ بأسماع الحاضرين لكن مع الزمن ينطفئ وهجها وتذهب ريحها
وأما الصدق الصراح فإنه كالتبر الأحمر لا تذهب بريقه الأيام
اللهم اجعلنا من الصادقين.
مختارات