احذري الحفظ العقيم
(تدبر القرآن)
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين..
القرآن الكريم...كلام الله عز وجل، وهو كتابنا الخالد، ودستورنا المنزه عن العيب والنقائص...
القرآن الكريم هو النور والضياء، إذ به تستضيء لنا الدروب، وتشرق لنا الحياة قال تعالى{وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـَـاءُ مِنْ عِبَادِنَا}الشورى
القرآن الكريم هو حبل الله المتين فبه تحصل الهداية والنجاة قال تعالى{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } الإسراء
ولذلك يجد المتأمل في سيرة سلفنا الصالح كيف كان الاهتمام بهذا الوحي العظيم...
اهتماماً لم يقف عند مجرد الحفظ لحروفه وآياته، بل الأمر عندهم أعظم من هذا بكثير...
فقد أخذوه بحقه... تلاوة وحفظاً، وتدبراً وفهماً، وتطبيقاً وعملاً.
في وقت صببنا جل اهتمامنا بالحفظ المجرد، الخالي من البحث والتأمل...
وليس المقصود بهذا أننا ندعو لترك حفظه وتلاوته وتجويده؛ ففي ذلك أجر كبير، لكن ما نطمح إليه ونبحث عنه التوازن بين الحفظ والتلاوة والتجويد من جهة وبين الفهم والتدبر، ومن ثم العمل به من جهة أخرى كما كان عليه سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى...
التدبر عند حافظة الوحيين:
تحفظ حافظة الوحيين قول باريها عز وجل حيث قال{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلْبَابِ}ص
وهي كذلك تعلم من خبر نبيها عليه الصلاة والسلام حين نزل قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}آل عمران
فقال صلى الله عليه وسلم: " ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها ". صحيح الترغيب
فلنتوقف لحظات أيتها المباركة عند هذين الموردين..نقف وقفة تأمل ومحاسبة دقيقة لأنفسنا المقصرة...نحن أهل القرآن لكن هل قمنا بحق القرآن على الوجه الأتم؟؟؟ أم مجرد كل اهتمامنا هو حفظ الآيات حفظاً عقيماً خالياً من التدبر والتأمل؟؟؟
ماذا نقصد بتدبر القرآن؟
التدبر بشكل عام هو النظر في عواقب الأمور وما تؤول إليه.
وتدبر القرآن: هو تفهم معاني ألفاظه ومقاصد آياته، والتفكر فيما تدل عليه؛ ليتعظ القلب وتخشع النفس وتهتدي بنوره، وتخضع لأوامره، وينشرح الصدر للعمل الصالح.
درجات تدبر القرآن الكريم:
الدرجة الأولى: التفكر والنظر والاعتبار، قال تعالى{كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون}البقرة
الدرجة الثانية: التأثر وخشوع القلب، قال تعالى {إن الذين أُتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا*ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا* ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}الإسراء
الدرجة الثالثة: الاستجابة والخضوع لله،،هذا من أعظم مقاصد التدبر، وقد قال تعالى {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون} الأنعام
الدرجة الرابعة: استخراج الحكم، واستنباط الأحكام.
علامات تدبر القرآن الكريم:
هذه العلامات تحدث الله عنها عز وجل في كتابه، مبيناً حال عباده الصالحين مع كلام ربهم.
يصف لنا بكل دقة وجلاء، كيف تعاملوا مع الوحي الذي يُتلى عليهم، ويحفظونه في صدورهم...قال الله في وصفهم:
* {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }المائدة
* {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}الأنفال
* {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً* وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا} الإسراء
* {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} الفرقان
* {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}الزمر
فتحصل من الآيات السابقة سبع علامات هي:
1- انسكاب العبرات خشية وتلذذاً.
2- وجل وخشية تستقر في القلب.
3- زيادة ملحوظة في الإيمان.
4- السجود تعظيماً لله عز وجل.
5- اجتماع القلب والفكر أثناء التلاوة والاستماع.
6- قشعريرة البدن من خشية الله وتعظيمه.
7- ثم يعقبها الرجاء والسكينة.
فهنيئاً لمن كان هذا حاله مع كلام ربه، هنيئاً له تلك اللذة والأنس التي تتسرب إلى قلبه، هنيئاً له فهو يعيش مع القرآن عيشة حقيقة، تختلف وتبتعد كما بين المشرقين عمن يعيش مع القرآن وهمه آخر السورة، يقلب صفحات المصحف وتمر به الآية تلو الآية والقلب منشغل غافل لاهٍ، حارماً نفسه من ثمرات عظيمة..
فما هي ثمرات تدبر القرآن الكريم؟
لاشك أن من يقف متأملاً ومتدبراً لكلام ربه عز وجل، أنه رابح ربحاً عظيماً وخيراً وفيراً يقول ابن القيم رحمه الله:
" فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته: من تدبر القرآن، وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته... "
فمن ثمرات التدبر...
1- رسوخ اليقين في القلب، قال تعالى{ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ }الجاثية
فكلما زاد تمعنك وعرض قلبك على آيات ربك...ازددت يقيناً، وثباتاً وعلواً.
2- زيادة الإيمان، قال تعالى{ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
ففهمك لما تقرأين واستشعار عظمة الخطاب الموجه إليك، يزيد من إيمانك بربك،ويجعلك مستبشرة بعظيم فضله ومنته، بعكس المنافق المعرض صاحب القلب المريض إذ لا تزيدهم إلا شكاً ومرضاً وإعراضاً.
3- وفي التدبر الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى فلقد أمرنا بذلك فقال{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} النساء.
4- بالتدبر تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، قال تعالى{ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين*قل بفضل اله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} يونس
5- به تنالين العلم الصحيح النافع المثمر، ففيه هدايتك وبصيرتك، قال تعالى: { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }سورة فصلت
6- يزيد من زهدك في الدنيا لأنك عرفت حقيقتها، ويتعلق قلبك بالحياة السرمدية المقبلة... قال الحسن: " يا ابن آدم: والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حُزْنُك، وليشتدَّنَّ في الدنيا خوفُك، وليكثُرَنَّ في الدنيا بكاؤك ".
7- يزيد من همتك ونشاطك في التزود من الطاعات والبعد عن السيئات، وهذا نتيجة طبيعية لزيادة الإيمان الحاصلة بسبب التدبر.
كيف السبيل إلى تدبر القرآن الكريم؟
كلنا يطمع في أن يصيب الهدف، ويجني الثمار اليانعة للتدبر...وسنعرض هنا بعض الوسائل التي تعيننا بإذن الله على تحقيق ذلك:
1- الإخلاص لله في طلب التدبر، فلا تقصدين بذلك رغبة في الشهرة أو التعالي والارتفاع على صويحباتك وأخواتك فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال(من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة [يعني ريحها]) سنن أبي داوود
2- استشعار أن الله سبحانه وتعالى يخاطبكِ أنتِ بهذه الآيات، وقد قال محمد بن كعب: " من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله "
3- الاستجابة الفورية لما يمر بك من أوامر ونواهي قال ابن مسعود في قوله تعالى { يتلونه حق تلاوته} قال: " والذي نفسي بيده إن حق التلاوة أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويقرؤه كما أنزله الله ".
4- الإقبال على القرآن بحب وتهيئ من حسن التطهر واختيار المكان المناسب فإن هذا مما يزيد من نشاط النفس والإقبال على الطاعة.
5- الاستعانة بالله واللجوء إليه والاستعاذة من وساوس الشيطان عند الشروع في التلاوة قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان: " الشيطان يجلب على القارئ بخيله ورجله حتى يشغله عن المقصود بالقرآن، وهو تدبره وتفهمه، ومعرفة ما أراد به المتكلم به سبحانه، فيحرص بجهده على أن يحول بين قلبه وبين مقصود القرآن، فلا يكمل انتفاع القارئ به، فأُمر عند الشروع أن يستعيذ بالله تعالى منه " أ.هـ
6- العناية بترتيل القرآن امتثالاً لقول الله عز وجل{ ورتل القرآن ترتيلا} المزمل..
والترتيل يُقصد به القراءة المتأنية المتمهلة، فلا يكن الهم وشغلك الشاغل أن أنهي هذه السورة أو هذا الجزء، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " اقرؤوا القرآن، ولا تنثروه نثر الدقل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، حركوا به القلوب،ولا يكن هم أحدكم آخر السورة "
7- احضري قلبك عند تلاوته وسماعه، قال ابن قيم رحمه الله: " إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى:{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}ص
8- الجهر بالتلاوة وتحسين الصوت مما يزيد الخشوع في النفس ويعين على التدبر، فعن ابن أبي ليلى رحمه الله قال: " إذا قرأت فاسمع أذنيك فإن القلب عدل بين اللسان والأذن "
9- رددي الآية التي تؤثر فيك وتحرك معها قلبك.. فعن أبي ذر رضي الله عنه قال:قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها وهي قوله تعالى{إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}المائدة
10- استدعاء البكاء والخشية عند قراءته.
11- الاستعانة بعد الله بكتب التفاسير للعلماء الثقات، فلا يمكن أن تحققي التدبر إلا بعد أن تفهمي معاني ما تقرأينه من آيات وأسباب نزولها والأحداث المصاحبة لها.
12- تخصيص ورد يومي للتدبر، فتكون ختمتك هذه ختمة تدبر تلخصي فيها ما استفدتيه من فوائد وعبر، ولا بأس إن أخذتِ فيها السنة أو أكثر.
13- التدرج في التدبر والتأمل حتى لا يكثر على النفس فتمل ثم تترك هذا العمل وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعلموا عشر آيات فلم يجاوزوهنّ حتى يعرفوا معانيهنّ والعمل بهنّ.
14- التجاوب مع الآيات فإذا مررت بآية فيها استعاذة فتعوذي، وإن مررتِ بتسبيح لله فسبحي، وإذا مررتِ بدعاء واستغفار فادعي واستغفري وقد كان هذا هدي نبيك عليه الصلاة والسلام.
لقد كانت هذه جملة من الأسباب والمفاتيح التي تعين على تدبر كتاب ربنا عز وجل...
هل هناك موانع تحول بيني وبين تحقيق التدبر؟
نعم أيتها الفاضلة فهناك أسباب وصوارف تحول بينك وبين التدبر ومنها:
1- الذنوب والإصرار على المعاصي قال تعالى{ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق}الأعراف
فالذنوب سبب لظلمة القلب والإقفال عليه وحجبه عن نور الله عز وجل.
2- التعلق الزائد بالدنيا وملذاتها، فهذا مما يصرف القلب عن التلذذ بالخطاب الرباني.
3- التكلف المبالغ فيه وحصر الإهتمام فقط بتحسين الصوت بالقراءة بعيداً عن التدبر.
4- الإعتقاد بأن التدبر هو مهمة مقصورة على العلماء والمفسرين، وهذا خطأ فالتدبر واجب مأمور به الجميع قال ابن كثير: " يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر القرآن وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة: أفلا يتدبرون القرآن " فهذا أمر صريح بالتدبر والأمر للوجوب.
ختاماً...
ما أجمل أن نعيش مع كتاب ربنا عز وجل.... نبحر في معانيه، ونغوص في لطائفه وأسراره...وتجول خواطرنا في الحكم النابعة منه...
فإذا ذقتِ هذه الحلاوة، ووجدتِ لذتها في نفسك...فابتدري بها من حولك، من أهلك وإخوانك وأخواتك وصديقاتك...لنحيي هذه العبادة العظيمة، التي شغل عنها الكثير والتي لا يجب ويعاب على حافظة الوحيين أن تنشغل عنها...
أسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا...
وأسأله أَنْ ينَوِّرَ بِكِتَابِه أَبْصَارَكنَّ، وَأَنْ يُطْلِقَ بِهِ ألسِنتَكنَّ، وَأَنْ يغسلَ بِهِ قُلوبَكنَّ، وَأَنْ يشْرَحَ بِهِ صُدورَكنَّ، وَأَنْ يُفرّج به هُمومَكنَّ وسَائرَ المسلمينَ والمسلمات...
مختارات