سورة البقرة من الآية 89 إلى الآية 104
٨٩- {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} يقول: كانت اليهود إذا قاتلت أهل الشرك استفتحوا عليهم؛ أي اسْتَنْصَرُوا الله عليهم.
فقالوا: اللهم انصرنا بالنبيّ المبعوث إلينا.
فلما جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم وعَرَفوه كفروا به.
والاستفتاح: الاستنصار.
* * *
٩٣- {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} أي: حُبَّ العجل.
٩٦- {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} يعني اليهود.
{وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} يعني المجوس.
وشركهم: أنهم قالوا بإلهين: النور والظلمة.
{يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} أراد معنى قولهم لملوكهم في تحيتهم: " عش ألف سنة وألف نَوْرُوز " (٢).
{وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ} أي: بِمُباعدِه من العذاب طُول عمره؛ لأن عمره ينقضي وإن طال؛ ويصير إلى عذاب الله.
٩٧- {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ} من اليهود (١).
وكانوا قالوا: لا نتبع محمدا وجبريلُ يأتيه؛ لأنه يأتي بالعذاب.
{فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ} يعني: فإن جبريل نزلَ القرآن {عَلَى قَلْبِكَ}
* * *
١٠٠- {نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ} (٢) تركه ولم يعمل به.
* * *
١٠٢- {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} أي: ما تَرْوِيه الشياطين على مُلْك سليمان.
والتلاوة والرواية شيء واحد.
وكانت الشياطين دفنت سحرًا تحت كرسيِّه، وقالت للناس بعد وفاته: إنما هلك بالسحر.
يقول: فاليهود تتبع السحر وتعمل به.
{إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ} أي: اختبارٌ وابتلاء.
(والخلاقُ): الحظُّ من الخير، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لَيُؤَيِّدَنَّ اللهُ هذا الدينَ بقوم لا خَلاق لهم " (٣) أي: لا حَظَّ (٤) لهم في الخير.
{شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} أي باعوها.
يقال: شريتُ الشيء.
وأنت تريد اشتريته وبعته.
وهو حرف من حروف الأضداد.
* * *
١٠٣- (الْمَثُوبَةُ): الثواب.
والثواب والأجر: هما الجزاء على العمل.
* * *
١٠٤- {لا تَقُولُوا رَاعِنَا} من " رعيتُ الرجل ": إذا تأمّلته، وتعرَّفْت أحواله.
يقال: أرْعِني سَمْعَك.
وكان المسلمون يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم -: رَاعِنَا وأرْعِنا سمعَكَ.
وكان اليهود يقولون: رَاعِنَا - وهي بلغتهم سب لرسول الله (١) صلى الله عليه وسلم بالرُّعُونَة - ويَنْوُون بها السبَّ؛ فأمر الله المؤمنين أن لا يقولوها؛ لئلا يقولَها اليهود، وأن يجعلوا مكانها {انْظُرْنَا} أي انتظرنا.
يقال: نظرتك وانتظرتك بمعنى.
1ومن قرأها " رَاعِنًا " بالتنوين (٢) أراد: اسمًا مأخوذًا من الرَّعْن والرُّعُونَة، أي لا تقولوا: حمقا ولا جهلا.
مختارات