سلوك الملحدين
من الملاحظ في سلوك الملحدين سواء المصرحين بإلحادهم أو إخوانهم من الملحدين المتخفين المستحين من إعلان إلحادهم أن الصنفين لديهم عداوة مع الدين نفسه وليس مجرد إنكار له.. هذه العداوة تنضح من بين كل حرف يخطونه وكل هراء يقيئونه فيظل الدين حاضرا بقوة في سائر أطروحاتهم إن جاز أصلا أن يُطلق على هرائهم لفظ أطروحات!.. ورغم تكرار ادعائهم الكاذب عن عدم أهمية الدين بالنسبة إليهم وقلة اكتراثهم به فإن حالهم يفضح كذب مقالهم فيندر أن تجد لهم مزحة أو طرفة إلا كان تسفيه الدين وأهله بطلا رئيسيا فيها.. ليس الأمر قاصرا على التشريعات والمحكمات التي قد تمس واقعهم بشكل أو بآخر كمواريث أو معاملات أخرى شبيهة أو حدود وحرمات فيسارعون عندها بارتداء مسوح المغيرين المجددين الحريصين على الحقوق والحريات بزعمهم.. بل ستجد استهزاءهم وسخريتهم يمتدان إلى سائر الشعائر حتى التعبدي الفردي منها والذي يقطع للمنطق البسيط أنه لا يؤثر بحال من الأحوال إلا على فاعله الذي لم يضر أحدا ومع هذا لا يستطيعون إخفاء ضيقهم بتلك الشعائر ولا ينفكون عن امتهانها وأصحابها.. بهذا وغيره يتجلى كذب زعمهم وبطلان ادعائهم ويستبين لكل ذي لب حصيف أن الأمر ليس مجرد تحرر فكري ولا رفض عقلي للدين وصاحبه كما يدعون ولكن الحقيقة مهما أنكروا أو جبنوا عن الاعتراف بها تكمن في تلك المشاعر العميقة التي تحتل نصيب الأسد من قلوبهم وتشغل تفكيرهم مشاعر العداوة والبغضاء لكل ما هو ديني.
مختارات