عاشوريات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه...
1- الأشهر الحرم أربعة وهي (ذو القعدة وذو الحجة و المحرم ورجب).
فعن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان " متفق عليه خ3197م1679.
- قال النووي (أجمع المسلمون على أن الأشهر الحرم الأربعة هي هذه المذكورة في الحديث) شرح مسلم11/168.
- قال ابن حجر (الحكمة في جعل المحرم أول السنة أن يحصل الابتداء بشهر حرام ويختم بشهر حرام وتتوسط السنة بشهر حرام وهو رجب وإنما توالى شهران في الآخر لإرادة تفضيل الختام والأعمال بالخواتيم) فتح الباري 8/108.
- قال ابن كثير (وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة، ثلاثة سرد وواحد فرد؛ لأجل أداء مناسك الحج والعمرة، فحرم قبل شهر الحج شهر، وهو ذو القعدة؛ لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحرم شهر ذي الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج ويشتغلون فيه بأداء المناسك، وحرم بعده شهر آخر، وهو المحرم؛ ليرجعوا فيه إلى نائي أقصى بلادهم آمنين، وحرم رجب في وسط الحول، لأجل زيارة البيت والاعتمار به، لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب، فيزوره ثم يعود إلى وطنه فيه آمنا) تفسير ابن كثير4/148.
- قال ابن حجر (المراد بالزمان السنة) 8/324.
- قال الخطابي (قوله إن الزمان قد استدار كهيئته معنى هذا الكلام أن العرب في الجاهلية كانت قد بدلت أشهر الحرم وقدمت وأخرت أوقاتها من أجل النسيء الذي كانوا يفعلونه وهو ما ذكر الله سبحانه في كتابه فقال {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما} الآية. ومعنى النسيء تأخير رجب إلى شعبان والمحرم إلى صفر وأصله مأخوذ من نسأت الشيء إذا أخرته ومنه النسيئة في البيع، وكان من جملة ما يعتقدونه من الدين تعظيم هذه الأشهر الحرم فكانوا يتحرجون فيها عن القتال وعن سفك الدماء ويأمن بعضهم بعضا إلى أن تنصرم هذه الأشهر ويخرجوا إلى أشهر الحل فكان أكثرهم يتمسكون بذلك ولا يستحلون القتال فيها، وكان قبائل منهم يستبيحونها فإذا قاتلوا في شهر حرام حرموا مكانه شهرا آخر من أشهر الحل ويقولون نسأنا الشهر واستمر ذلك بهم حتى اختلط ذلك عليهم وخرج حسابه من أيديهم فكانوا ربما يحجون في بعض السنين في شهر ويحجون من قابل في شهر غيره إلى أن كان العام الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فصادف حجهم شهر الحج المشروع وهو ذو الحجة فوقف بعرفة اليوم التاسع منه ثم خطبهم فأعلمهم أن أشهر النسيء قد تناسخت باستدارة الزمان وعاد الأمر إلى الأصل الذي وضع الله حساب الأشهر عليه يوم خلق السموات والأرض وأمرهم بالمحافظة عليه لئلا تتغير أو تتبدل فيما يستأنف من الأيام فهذا تفسيره ومعناه) معالم السنن 2/206.
- قال النووي (وأما قوله صلى الله عليه وسلم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان وإنما قيده هذا التقييد مبالغة في إيضاحه وإزالة للبس عنه قالوا وقد كان بين بني مضر وبين ربيعة اختلاف في رجب فكانت مضر تجعل رجباً هذا الشهر المعروف الآن وهو الذي بين جمادى وشعبان وكانت ربيعة تجعله رمضان فلهذا أضافه النبي صلى الله عليه وسلم إلى مضر وقيل لأنهم كانوا يعظمونه أكثر من غيرهم......)11/168.
2- المعصية في الأشهر الحرم مضاعفة كيفاً لا كماً.
قال تعالى {فلا تظلموا فيهن أنفسكم}
- قال ابن كثير (أي: في هذه الأشهر المحرمة؛ لأنه آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام) 4/148.
- قال ابن القيم (ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه]أي الحرم[لا كمياتها، فإن السيئة جزاؤها سيئة، لكن سيئة كبيرة جزاؤها مثلها، وصغيرة جزاؤها مثلها، فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات، والله أعلم)1/52.
3- أفضل الصيام بعد شهر رمضان هو الصيام في شهر الله المحرم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل» م 1163.
-كان صيام النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان كما سيأتي أكثر منه في شهر الله المحرم مع أنه
أفضل الصيام بعد رمضان وفي الجواب عن ذلك يقول النووي رحمه الله (لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه كسفر ومرض وغيرهما)8/37.
ويرى ابن رجب رحمه الله أن المراد بالحديث في قوله صلى الله عليه وسلم (أفضل الصيام....أفضل الصلاة) أنه التطوع المطلق بخلاف النفل المعين فصيام الست من شوال أفضل من صيام المحرم والسنن الرواتب أفضل من قيام الليل إلخ ويرجع في ذلك للطائفه(33).
4 - جاء عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان " متفق عليه خ 1969م1156، وعنها رضي الله عنها كما في البخاري 1970(لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله " وفي مسلم 1156عنها رضي الله عنها قالت: " كان يصوم حتى نقول: قد صام ويفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم أره صائما من شهر قط، أكثر من صيامه من شعبان كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا ".
- والجمع بينهما هو ما قاله ابن المبارك رحمه الله و نقله الترمذي في السنن ح 737وصوبه ابن حجر رحمه الله في الفتح4/214 (هو جائز في كلام العرب، إذا صام أكثر الشهر أن يقال: صام الشهر كله، ويقال: قام فلان ليله أجمع، ولعله تعشى واشتغل ببعض أمره، كأن ابن المبارك قد رأى كلا الحديثين متفقين، يقول: إنما معنى هذا الحديث أنه كان يصوم أكثر الشهر).
- قال ابن رجب الحنبلي في فتح الباري 3/251(وهذا يدل على أن التأكيد بـكل لا يمنع من الاستثناء، ولا من أن يراد به بعض مدلوله عند الإطلاق) وعليه تحمل بقية الروايات من وصل شعبان برمضان والله أعلم.
- والعلة من إكثار الصيام في شهر شعبان ما رواه النسائي في الكبرى 2698وحسنه الألباني عن أسامة بن زيد، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
5 – وأفضل أيام المحرم عاشوراء ولصومه فضيلة من عدة أوجه:
- أنه صيام في شهر من الأشهر الحرم وكما أنه تضاعف فيه المعصية فإنه كذلك يرجى فيه مضاعفة الحسنات.
- أن له فضيلة الصيام العامة فيدخل في عموم أحاديث الصيام كقوله تعالى في الحديث القدسي " إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " وغيره من أحاديث فضل الصيام والترغيب فيه.
- أن فيه فضلاً خاصاً كذلك من تكفيره لسنة كما سيأتي.
- كذلك فيه شكر لله أن نجى موسى عليه الصلاة والسلام وقومه وأغرق الطاغية فرعون وجنده.
- أنه مع صيام يوم معه قبله أو بعده كما سيأتي يكون فيه مخالفة ومفاصلة لأهل الكتاب ولمشركي قريش.
- أنه يوم معظم عند المشركين وأهل الكتاب وهو يوم كانت تصومه الأنبياء.
وغير ذلك مما يظهر لمن تأمل.
6 – كان صوم يوم عاشوراء واجباً في أول الأمر ثم نسخ وجوبه وبقي استحبابه.
يدل على ما تقدم ماجاء في الصحيحين خ 1924م 1135 عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا ينادي في الناس يوم عاشوراء «إن من أكل فليتم أو فليصم، ومن لم يأكل فلا يأكل»
و عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصيام يوم عاشوراء، فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر» خ 2001 وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، يوم عاشوراء عام حج على المنبر يقول: يا أهل المدينة أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء، فليصم ومن شاء، فليفطر»خ 2003 م 1129 عن الربيع بنت معوذ، قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: «من أصبح مفطراً، فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما، فليصم»، قالت: فكنا نصومه بعد...) خ 1960م1136.
قال ابن تيمية في المجموع 25/311(وقد تنازع العلماء: هل كان صوم ذلك اليوم واجبا؟ أو مستحبا؟ على قولين مشهورين أصحهما أنه كان واجبا ثم إنه بعد ذلك كان يصومه من يصومه استحبابا)
7 – كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى يوم عاشوراء.
يدل عليه ما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر يعني شهر رمضان»خ 2006 م 1132.
8- كان جل الصحابة رضوان الله عليهم يصومونه ويصوّمون أبناءهم.
عن الربيع بنت معوذ، قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: «من أصبح مفطراً، فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما، فليصم»، قالت: فكنا نصومه بعد، ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار " خ 1960م1136.
9 - جاء في فضل صيام عاشوراء ما رواه مسلم عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " م 1162 والأولى كما أن من مسالك العلماء في أحاديث الوعيد الإمساك عن الخوض في المعنى فكذلك ينبغي مثله هنا وإن كان كثير من العلماء كالنووي وغيره يقولون معناه تكفير الصغائر فإن لم يكن له صغائر رجي التخفيف من الكبائر فإن لم يكن رفعت درجات مع صعوبة تصور وجود كبائر بلا صغائر، وفيه جواب لإشكال مفاده أنه إذا كان صيام عرفة يكفر سنتين ماضية وقابلة وعاشوراء سنة فتلتقي السنتان؟ قيل من كفرت سيئاته ولم يبق له خطيئة رفعت درجاته !.
10- قال ابن القيم رحمه الله في البدائع 4/211:
" فائدة:
إن قيل لم كان عاشوراء يكفر سنة ويوم عرفة يكفر سنتين؟ قيل فيه وجهان:
أحدهما: أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام بخلاف عاشوراء.
الثاني: أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا بخلاف عاشوراء فضوعف ببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم والله أعلم ".
11- كان عاشوراء يوماً معظماً عند قريش وكانوا يصومونه كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، ويسترون فيه الكعبة كما في البخاري عنها رضي الله عنها، وكانت اليهود والنصارى تعظمه كما في مسلم عن ابن عباس رضي الله عنه وتصومه اليهود كما في الصحيحين عنه أيضاً ويتخذونه عيداً كما في الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه.
12- يوم عاشوراء يوم نجى الله فيه كليمه عليه الصلاة والسلام فصامه شكراً.
جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟»، قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى شكرا، قال: «فأنا أحق بموسى منكم»، فصامه، وأمر بصيامه " خ2004 م 1130.
13- من السنة أن يصام اليوم التاسع والعاشر.
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يقول: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع» قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم م 1134.
14- وقد صرح الحنابلة بعدم كراهة إفراد العاشر بالصيام وهو الصحيح كما في الإنصاف 3/346 ومن فاته التاسع فليصم الحادي عشر لتحقق المخالفة.
15- قال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله – كما في المغني: (فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر) 3/178.
16- وعليه فلصيام عاشوراء مرتبتان:
أولها: أن يصام عاشوراء وحده وينال بذلك الأجر المترتب عليه.
ثانيها: أن يصام التاسع مع عاشوراء وهذا أفضل كمال المخالفة.
وأما ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود؟ صوموا قبله يوما، أو بعده يوما " رواه أحمد 2154وهو ضعيف فيه ابن أبي ليلى، وجاء عند عبدالرزاق7839 عن ابن عباس موقوفاً عليه بسند صحيح " صوموا اليوم التاسع والعاشر وخالفوا اليهود " وهذا هو الصحيح خلافاً لمن جعل صيامه ثلاث مراتب.
17 – قال الترمذي رحمه الله ح755:
" اختلف أهل العلم في يوم عاشوراء فقال بعضهم: يوم التاسع، وقال بعضهم: يوم العاشر..... "
قال ابن حزم رحمه الله 4/437:
" مسألة: ونستحب صوم يوم عاشوراء: وهو التاسع من المحرم وإن صام العاشر بعده فحسن.. "
ودليلهم ما جاء عند مسلم عن الحكم بن الأعرج، قال: انتهيت إلى ابن عباس رضي الله عنهما، وهو متوسد رداءه في زمزم، فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء، فقال: «إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، وأصبح يوم التاسع صائما»، قلت: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال: «نعم» م 1133.
والصحيح أن عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم وتاسوعاء هو اليوم التاسع من المحرم ويدل عليه:
قوله - صلى الله عليه وسلم – " فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع " ولفظ " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " م1134 ودلالة الحديث من وجهين:
الأول: أنه لما قال صلى الله عليه وسلم " فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع " " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " يدل على أن اليوم الذي كان يصومه هو العاشر لذلك قال هذا الحديث.
الثاني: إذا كان عاشوراء هو اليوم التاسع فكيف يعد بصيام يوم كان يصومه ! هذا حاصل كلام العلماء.
وقد روى الترمذي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء يوم عاشر " وقال: " حديث ابن عباس حسن صحيح " ولابن القيم توجيه للحديث المتقدم عند مسلم في زاد المعاد فراجعه.
18 – من بدع هذا الشهر:
بدعة للغلاة وأخرى للجفاة وكلاهما في ضلال مبين، أما الغلاة فإنهم الرافضة أخزاهم الله ولعنهم وهي بدعة لطم الخدود وشق الجيوب مع ما يصاحب ذلك من دعاء غير الله والاستغاثة بالمخلوقين، وسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والطعن في عرضه عليه الصلاة والسلام، وأما الجفاة فإنهم النواصب الضلّال أخزاهم الله وهي بعكس ما تقدم إذ الرافضة يدخلون من باب الحزن أما هؤلاء فإنهم يلجون من باب الفرح فيفرحون في عاشوراء ويوسعون على أهليهم فيه إذ فيه قتل الحسين رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة وريحانة سول الله صلى الله عليه وسلم وإنما سموا نواصب لأنهم نصبوا العداء لأهل البيت رضي الله عنهم.
19- من حوادث عاشوراء:
عاشوراء يوم نجى الله فيه أنبياءه كموسى عليه الصلاة والسلام وأغرق فيه أعداءه كفرعون لعنه الله وجاء عند أحمد بسند ضعيف أنه اليوم الذي نجى الله فيه نوح عليه الصلاة والسلام أيضاً، وأكثر أحداث بني إسرائيل وموسى كانت فيه على ما جاء في التأريخ وفيه قتل الحسين رضي الله عنه وانتقم الله من قتلته فيه أيضاً وغير ذلك، والله أعلم.
هذا ما يسره الله وأعان عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
مختارات