" الفتـــور "
" الفتـــور "
#### أولًا: في القرآن الكريم:
- قال تعالى عن الملائكة: " يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ " [الأنبياء: 20] " لا يَفْتُـرُونَ ": لا يلحقهم الفتور والكلال [غرائب القرآن،للنيسابورى].
- وقال تعالى عن موسى عليه السلام: " اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى " [طه: 42-43].
(الونى: الفتور والتقصير، وقرئ: تنيا، بكسر حرف المضارعة للاتباع، أي: لا تنسياني ولا أزال منكما على ذكر حيثما تقلبتما، واتخذا ذكري جناحًا تصيران به مستمدين بذلك العون والتأييد مني، معتقدين أن أمرًا من الأمور لا يتمشى لأحد إلا بذكري) [الكشاف،للزمخشرى].
- وعاتب الله المؤمنين في التثاقل عن واجب الجهاد، والفتور فيه، فقال عزَّ وجلَّ: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ " [التوبة: 38].
قال ابن كثير: (أي: إذا دعيتم إلى الجهاد في سبيل الله " اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ " أي: تكاسلتم وملتم إلى المقام في الدعة والخفض وطيب الثمار، " أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ " [التوبة: 38] أي: ما لكم فعلتم هكذا أرضًا منكم بالدنيا بدلا من الآخرة؟!
ثم زهد تبارك وتعالى في الدنيا، ورغب في الآخرة، فقال: " فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ " [التوبة: 38]) [[تفسير القرآن العظيم].
#### ثانيًا: في السنة النبوية:
- عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ ويقول: (اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمأثم، والمغرم) [رواه البخارى ومسلم واللفظ للبخارى].
- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل) [رواه البخارى].
قال المباركفوري: (قيل: معنى قوله: (كان يقوم الليل) أي: غالبه أو كله (فترك قيام الليل) أصلًا حين ثقل عليه، أي: فلا تزد أنت في القيام أيضًا، فإنَّه يؤدي إلى تركه رأسًا، قال السندي: يريد أنَّ الإكثار في قيام الليل قد يؤدي إلى تركه رأسًا، كما فعل فلان، فلا تفعل أنت ذاك، بل خذ فيه التوسط والقصد أي: لأنَّ التشديد في العبادة قد يؤدي إلى تركها وهو مذموم، وقال في اللمعات: فيه تنبيه على منعه من كثرة قيام الليل والإفراط فيه، بحيث يورث الملالة والسآمة) [مرعاة المفاتيح،للمباركفورى].
#### أقوال السلف والعلماء في الفتور:
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: (إنَّ لهذه القلوب إقبالًا وإدبارًا، فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض) [ذكره الزمخشرى فى ربيع الأبرار].
- وقال أيضًا: (المدح هو الذبح؛ وذلك لأن المذبوح هو الذي يفتر عن العمل، فكذلك الممدوح؛ لأنَّ المدح يوجب الفتور، ويورث الكبر والعجب) [ذكره الغزالى فى إحياء علوم الدين].
- وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (لا تغالبوا هذا الليل، فإنَّكم لن تطيقوه، فإذا نعس أحدكم فلينصرف إلى فراشه؛ فإنه أسلم له) [رواه عبد الرزاق].
- و(قال بعض السلف: العمل على المخافة قد يغيره الرجاء، والعمل على المحبة لا يدخله الفتور) [جامع العلوم والحكم،لابن رجب].
- وقال ابن القيم: (تخلل الفترات للسالكين أمر لا بد منه، فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم؛ رُجي له أن يعود خيرًا مما كان) [مدارج السالكين].
- وقال ابن السماك: (جلاء القلوب استماع الحكمة، وصدؤها الملالة والفتور) [ربيع الأبرار ونصوص الأخيار،للزمخشرى].
#### من آثار الفتور:
1 - يدل على ضعف الهمة.
2- التثاقل في العبادات.
3- التعرض للأزمات النفسيَّة، والاجتماعيَّة.
4- يؤدي به إلى ترك بعض الفرائض.
5- عاقبته تكون سيِّئة إذا لم يتب.
6- تأثر من حوله به، وخاصة إذا كان قدوةً لغيره.
7- فوات المصالح الدينية، والدنيوية.
#### أقسام الفتور [انظر الفتور، لناصر العمر]:
ينقسم الفتور إلى عدة أقسام، أهمها:
1- كسل وفتور عام في جميع الطاعات، مع كره لها، وعدم رغبة فيها، وهذه حال المنافقين؛ فإنَّهم من أشد الناس كسلًا وفتورًا ونفورًا.
قال الله فيهم: " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً " [النساء: 142] وقال: " وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ " [التوبة: 54].
وقال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أثقل صلاةٍ على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا) [رواه البخارى ومسلم واللفظ له].
ولفظ (أثقل) على صيغة (أفعل) يدلُّ على أنَّ غيرهما ثقيل، وليس الثقل مقتصرًا عليهما.
2- كسل وفتور في بعض الطاعات، يصاحبه عدم رغبة فيها دون كره لها، أو ضعف في الرغبة مع وجودها، وهذه حال كثير من فساق المسلمين، وأصحاب الشهوات.
وهذان القسمان سببهما مرض في القلب، ويقوى هذا المرض ويضعف بحسب حال صاحبه، فمرض المنافقين أشد من مرض الفساق وأصحاب الشهوات.
3- كسل وفتور عام سببه بدني لا قلبي؛ فتجد عنده الرغبة في العبادة، والمحبة للقيام بها، وقد يحزن إذا فاتته، ولكنه مستمر في كسله وفتوره، فقد تمر عليه الليالي وهو يريد قيام الليل، ولكنه لا يفعل مع استيقاظه وانتباهه ويقول: سأختم القرآن في كل شهر، وتمضي عليه الأشهر ولم يتمَّه، ويحب الصوم، لكنه قليلًا ما يفعل.
وهذه حال كثير من المسلمين الذين يصابون بهذا الداء، ومنهم أناس صالحون، وآخرون من أصحاب الشهوة والفسق.
وقد يؤدي هذا النوع إلى أن يشترك بعض المصابين به مع النوع الثاني، وهو الثقل القلبي في بعض العبادات.
4- كسل وفتور عارض يشعر به الإنسان بين حين وآخر، ولكنه لا يستمر معه، ولا تطول مدته، ولا يوقع في معصية، ولا يخرج عن طاعة، وهذا لا يسلم منه أحد، إلا أنَّ الناس يتفاوتون فيه أيضًا، وسببه غالبًا أمر عارض، كتعب، أو انشغال، أو مرض ونحوها.
#### من صور الفتور:
1- (ضياع الوقت وعدم الإفادة منه:
وتزجيته بما لا يعود عليه بالنفع، وتقديم غير المهم على المهم، والشعور بالفراغ الروحي، والوقتي، وعدم البركة في الأوقات، وتمضي عليه الأيَّام لا ينجز فيها شيئًا يذكر.
2- عدم الاستعداد للالتزام بشيء، والتهرب من كل عمل جدِّي؛ خوفًا من أن يعود إلى حياته الأولى. هكذا يسوِّل له شيطانه زخرف القول غرورًا.
3- الفوضوية في العمل:
فلا هدف محدد، ولا عمل متقن، أعماله ارتجالًا، يبدأ في هذا العمل ثم يتركه، ويشرع في هذا الأمر ولا يتمه، ويسير في هذا الطريق ثم يتحوَّل عنه، وهكذا دواليك.
4- عدم الغَضَب إذا انتهكت محارم الله:
فمن ماتت لديه الغَيرة لدين الله وأصيب بالفتور، لا تغضبه المنكرات، ولا يسعى في إنكارها، قال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) [رواه مسلم].
قال الغزالي: (فمن مال غضبه إلى الفتور، حتى أحس من نفسه بضعف الغيرة، وخسة النفس في احتمال الذل، والضيم في غير محله، فينبغي أن يعالج نفسه حتى يقوى غضبه) [إحياء علوم الدين].
5- عدم الشعور بالمسؤولية:
ومن مظاهر الفتور (عدم استشعار المسئولية الملقاة على عاتقه، والتساهل والتهاون بالأمانة التي حمَّله الله إياها، فلا تجد لديه الإحساس بعظم هذه الأمانة، والله سبحانه وتعالى يقول: " إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً " [الأحزاب: 72] وقد تحدِّثه ساعة ويحدِّثك أخرى، فلا تجد أنَّ همَّ الدعوة يجري في عروقه، أو يؤرق جفونه ويقضَّ مضجعه. ومما يلحق بهذا الباب أنَّك تجد هذا الفاتر أصبح يعيش بلا هدف، أو غاية سامية، فهبطت اهتماماته، وسفلت غاياته، وذلت مطامحه ومآربه، وتبعًا لذلك فلا قضايا المسلمين تشغله، ولا مصائبهم تحزنه، ولا شئونهم تعنيه، وإن حدث شيء من ذلك فعاطفة سرعان ما تبرد وتخمد ثم تزول) [الفتور،لناصر العمر].
#### من أسباب الفتور:
1- الغفلة عن ذكر الله:
إنَّ الغفلة عن ذكر الله سبب من أسباب الفتور عن الطاعات، والتكاسل عن العبادات؛ لأنَّه إذا نسي ذكر الله كان بعيدًا عنه، قال تعالى: " وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " [الحشر: 19] ودوام الغفلة يعتبر من التمادي في الباطل، وتختلف الغفلة عن السهو والنسيان، قال تعالى: " إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ " [يونس: 7-8].
قال ابن القيم: (فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته، كان الصدأ متراكبًا على قلبه، وصدأه بحسب غفلته، وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه، فيرى الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل؛ لأنه لـمَّا تراكم عليه الصدأ أظلم، فلم تظهر فيه صورة الحقائق كما هي عليه، فإذا تراكم عليه الصدأ، واسود، وركبه الران فسد تصوره وإدراكه، فلا يَقبل حقًّا، ولا ينكر باطلًا، وهذا أعظم عقوبات القلب، وأصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى، فإنَّهما يطمسان نور القلب، ويعميان بصره) [الوابل الصيب].
وقال تعالى: " أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ " [الزمر: 9].
(لما كان الإنسان محل الفتور، والغفلة، والنسيان، وكان ذلك في محل الغفران، وكان لا يمكن صلاحه إلا بالخوف من الملك الديَّان، قال معللًا أو مستأنفًا جوابًا لمن كأنه يقول: ما له يتعب نفسه هذا التعب، ويكدها هذا الكد: " يَحْذَرُ الآخِرَةَ " أي عذاب الله فيها، فهو دائم التجدد لذلك كلما غفل عنه، ولما ذكر الخوف، أتبعه قرينه الذي لا يصح بدونه فقال: " وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ " أي الذي لم يزل ينقلب في إنعامه) [نظم الدرر،للبقاعى].
2- التشدُّد في العبادة:
المؤمن ينبغي أن يقوم بما يطيقه من العبادة حتى لا يصاب بالملل والفتور، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، قال: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله، ألم أخبر أنَّك تصوم النهار، وتقوم الليل؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإنَّ لجسدك عليك حقًّا، وإنَّ لعينك عليك حقًا، وإنَّ لزوجك عليك حقًّا، وإنَّ لزورك عليك حقًّا، وإنَّ بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيَّام، فإنَّ لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإنَّ ذلك صيام الدهر كله، فشددت فشدد عليَّ، قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة، قال: فصم صيام نبي الله داود عليه السلام ولا تزد عليه، قلت: وما كان صيام نبي الله داود عليه السلام، قال: نصف الدهر، فكان عبد الله يقول بعد ما كبر: يا ليتني قبلت رخصة النَّبي صلى الله عليه وسلم) [رواه البخارى ومسلم واللفظ للبخارى].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (خذوا من العمل ما تطيقون؛ فإنَّ الله لا يمل حتى تملوا، وأحبُّ الصلاة إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه، وإن قلت) [رواه البخارى واللفظ له ومسلم].
قال الشاطبي (إنَّ المكلف لو قصد المشقة في عبادته، وحرص على الوقوع فيها، حتى يعرض نفسه لمضاعفة الثواب، فإنَّه يعرض نفسه في واقع الأمر لبغض عبادة الله تعالى، وكراهية أحكام الشريعة، التي غرس الله حبها في القلوب، كما يدلُّ عليه قوله تعالى: " وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ " [الحجرات: 7] وذلك لأنَّ النفس تكره ما يفرض عليها، إذا كان من جنس ما يشق الدوام عليه، بحيث لا يقرب وقت ذلك العمل الشاق، إلا والنفس تشمئز منه، وتود لو لم تعمل، أو تتمنى أنها لم تلتزم) [الاعتصام].
3- الاقتداء بالأشخاص والتعلق بهم:
فقد يتعلق الفرد بشخص يعتبره قدوة، وينظر إليه نظر قدوة، فإن زلَّ زلَّ معه، والحي لا تؤمن عليه الفتنة، يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (من كان منكم مستنًّا، فليستنَّ بمن مات، أولئك أصحاب محمد كانوا خير هذه الأمة، أبرَّها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد كانوا على الهدي المستقيم) [رواه ابن عبد البر فى جامع بيان العلم وفضله].
من الوسائل المعينة على علاج الفتور:
1- ذكر الله وكثرة الاستغفار:
أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالذكر حتى يفلحوا، فقال تعالى: " وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [الأنفال: 45].
وأوصى النَّبي صلى الله عليه وسلم الأعرابي أن يكون لسانه رطبا بذكر الله، فعن عبد الله بن بسر قال: (إنَّ أعرابيًّا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ، فأنبئني منها بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله عزَّ وجلَّ) [صححه الألبانى فى صحيح سنن الترمذى].
وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله عزَّ وجلَّ) [صححه الألبانى فى صحيح سنن الترمذى].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم، أكثر من سبعين مرة) [رواه البخارى].
وعن الأغر المزني أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّه ليغان على قلبي، وإنِّي لأستغفر الله في اليوم، مائة مرة) [رواه مسلم].
2- الإكثار من النوافل:
الإكثار من النوافل يقرِّب إلى الله سبحانه وتعالى، ويورث محبته، وفي الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإنْ سألني لأُعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) [رواه البخارى] والإكثار من النوافل يعوض ما قد يطرأ من النقص، والتقصير في الفرائض.
3- العظة من خاتمة من أصابه الفتور:
تجد بعض من يصاب بالفتور ينتكس، وتكون خاتمته سيئة، فعلى المسلم أن يتعظ بهؤلاء، قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ " [محمد: 25].
4- التفكر في يوم القيامة:
فالتفكر في اليوم الآخر، وما أعده الله لعباده، الممتثلين لأوامره؛ من النعيم، وما أعدَّه للكفار والعاصين، من العذاب، يحرك في قلب صاحبه العزيمة الفاترة، فيقبل على الله بقلبه، ليكون من المنيبين إليه.
مختارات