" الناس والقرآن والجوال "
" الناس والقرآن والجوال "
هل تساءلت يومًا: ماذا كان سيحصل لو تعاملنا مع القرآن مثلما نتعامل مع هواتفنا النقالة (الجوال)؟
* ماذا لو حملناه معنا أينما نذهب؛ في حقائبنا وجيوبنا؟
* ماذا لو قلبنا في صفحاته عدة مرات في اليوم؟
* ماذا لو عدنا لإحضاره في حال نسيانه؟
* ماذا لو عاملناه كما لو أننا لا نستطيع العيش بدونه؟
ونحن فعلًا لا نستطيع العيش بدونه؟
* ماذا لو أعطيناه لأطفالنا كهدية قيمة؟
* ماذا لو قرأناه أثناء السفر؟
ماذا سيحصل لو جعلنا القرآن الكريم من الأولويات اليومية؟
كثيرًا ما نلاحظ في كل وقت بل في كل لحظة حرص الناس على حمل الجوال وفتحه وقراءة ما فيه بشكل مستمر، حتى إن بعض الناس رجالًا ونساءً يجلس الواحد منهم في المجلس دون أن يتكلم إلا قليلًا لماذا؟ لأنه مشغول بالجوال، وهذا في الحقيقة مشكلة وداء عظيم أصاب المجتمع: أولًا: أنه ليس من الأدب أن يكون من حولك يتجاذبون أطراف الحديث وأنت مشغول بتصفح جهاز الجوال، فهذا ليس من آداب المجلس.
ثانيًا: أخشى على الجيل الجديد من أبنائنا وبناتنا من عدم القدرة والجرأة على تجاذب أطراف الحديث مع الغير؛ لأنهم نشؤوا على الانشغال بالجوال أثناء الجلوس في المجلس، فلم يتعلم الواحد منهم آداب الحديث وطريقته وأسلوبه، وبالتالي ينتج عن ذلك عدم الثقة بالنفس لدى هؤلاء الأبناء والبنات فيما بعد؛ لأنهم لم يتعلموا كيفية الكلام وأسلوبه إذا كانوا في المجلس، وقد يؤدي ذلك إلى داء الانطواء أحيانًا؛ ولذا فإن الوضع جد خطير، يجب علينا أن نتنبه له.
أعتقد أن الوالدان هما من تقع عليهما المسئولية الأولى في تربية أبنائهم وبناتهم على ترك مثل هذه العادات الغير حميدة إلا في حدود المعقول.
أما المسئولية الثانية فتقع على المدرسة من حيث توعية أبنائنا وبناتنا بأضرار هذه الظواهر والطريقة المثلى للتعامل مع الجوال.
لذا... فإن الأنشطة اللا منهجية في مدارسنا لابد أن تعالج مثل هذه العادات أو الظواهر الغير حميدة والتي أصبحنا نعاني منها بشكل يومي مع أبنائنا وبناتنا، حتى الكبار في السن يوجد عندهم شيء من هذا السلوك الخاطئ فيقتدي بهم الصغار، وهذه مشكلة أيضًا.
إذًا، يجب علينا – أيها الإخوة والأخوات – أن نتنبه وننبه غيرنا ونوجههم لترك مثل هذه السلوكيات الخاطئة خصوصًا لدى الأبناء والبنات.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا للعلم النافع والعمل به، والعمل الصالح والمداومة عليه، وأن يجعلنا جميعًا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
مختارات