" العثرة السابعة "
" العثرة السابعة "
تنفست الصعداء وهي تغلق باب السيارة بجوار زوجها.. لم تدعه يكمل سؤاله عن أقاربه..
قالت: كأنني في امتحان شفهي !!
أتيت زائرة مسلمة.. فإذا بالسهام تنطلق نحوي.. أسئلة متلاحقة.. واستجواب متصل.. هذا كيف؟ وهذا ما هو؟ وأنت أين تدرسين ومن يدرس معك.. وما أسماء زميلاتك؟
ومن أين اشتريت هذا الفستان وبكم؟ وهل خفض لك البائع أم لا؟ ومن دفع الثمن؟
لم أجد لحظة التقط الأنفاس فيها.. كأفواه المدافع مصوبة نحوي.. ثلاثة مدافع.. ما إن تهدأ الأولى حتى تتبعها الثانية.. ثم الصغرى منهن !!
قدموا لي شايًا ولكنه أخذ بحظه من البرودة.. لانشغالي بالإجابة والتوضيح..
أختي:
بعض النساء.. وحتى الرجال.. يرون أن معرفة خصوصيات الناس من الفراسة والنبوغ.. ولو سألته في أمر عام لتهرب.. قلة أدب وسوء صنيع !!
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.. وما يهمك إن علمت أو لم تعلمي.. وما دخلك بأشيائها الخاصة.. وسبر أغوارها.. يكفي حديث السلام والسؤال العام ويكفي عن الأسئلة حديث المؤانسة وتطييب الخاطر.
أما أن تكون المجالس مجالس تتتابع فيها الأسئلة وتتلاحق فيها الاستفسارات.. فهذا أمر لا يطاق.. وربما كان فيه تنفير عن تتابع الزيارات وفقدان الألفة والمحبة..
أختي المسلمة:
ضعي نفسك مكانها.. لو بادلتك الأسئلة.. لربما تهربين بجواب عام أو تكذبين أو تقاطعين السؤال وتظهرين التضايق والامتعاض !!
من حسن الأدب وإكرام الضيف.. مراعاة خاطره وعدم إحراجه..
ولكن هناك اليوم كثيرًا من النساء تعودت ألسنتهن على كثرة الأسئلة.. والتعمق في الاستفسار.. أسئلة دقيقة.. لا تترك صغيرة ولا كبيرة إلا سألت عنها !!
أختي: ما تفعلينه من تتبع الناس ومعرفة خواص أمورهم هو إشغال للذهن وإثارة للهم والغم.. فإن من راقب الناس مات هما.
لك سنوات تسألين وتستقصين.. بماذا خرجت.. وماذا استفدت؟!
ما بعد العثرة:
قال رجل من بني تميم: جالست الربيع بن خثيم عشر سنوات فما سمعته يسأل عن شيء من أمور الدنيا إلا مرتين، قال مرة: والدتك حية؟ وقال مرة: كم لكم مسجدًا[حلية الأولياء].
مختارات