" ذلك من فضل الله "
" ذلك من فضل الله "
شاب في السابعة والعشرين من عمره... يسلك طريق التوبة بعد قراءة مجموعة من رسائل دليل المهتدين.. ولا شك أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم..فلنستمع إليه يروي حكايته بنفسه عن نفسه... يرويها بدموع التائبين والمستغفرين:
إلى الإخوة القائمين على هذا العمل المبارك... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فلقد علَّمنا ديننا الحنيف أن نقول للمحسن: أحسنت، ولمن أسدى إلينا معروفًا أن نقول له: جزاك الله خيرًا، فجزاكم الله خيرًا على ما قدمتموه لي.
أنا أستخدم الإنترنت لغرض التجارة والاستثمار... وأقضي في ذلك جل وقتي سواء أكان ذلك أثناء العمل أم في المنزل... أما الصلاة فتارة في المسجد وتارة في البيت أو لا أصليها والعياذ بالله... وأحيانًا تكون هناك علاقة بين الصلاة وبين حركة الأسهم والعملات العالمية !!! بمعنى أنه إذا قررت الصلاة في المسجد فذلك لخسارة خسرتها في إحدى الصفقات...
وفي أحد الأيام تلقيت رسالة إلكترونية من دليل المهتدين.. يستأذنونني في إرسال موضوعاتهم على بريدي الإلكتروني، وأبديت الرغبة في ذلك.
وما هي إلا أيام قليلة حتى استلمت الرسالة الأولى فقرأتها واستحسنتها، وبعد أسبوع تقريبًا استلمت رسالة أخرى وأعجبتني كالأولى... فقررت إعادة إرسالها إلى أصدقائي المسجلين في قائمة المراسلات لدي، وكنت في السابق يا إخواني أرسل لأصدقائي هؤلاء قائمة تحتوي على عناوين مواقع محرمة لا تحجب بعد من قبل مقدمي خدمة الإنترنت لدينا، وكنت أقوم بذلك بشكل أسبوعي تقريبًا (أسأل الله أن يغفر لي ما سلف وأن يتداركني برحمته)...
وبعد توالي الموضوعات على بريدي وقراءتها بتمهل وروية... أحسست بالخجل من نفسي لما كنت أفعله من تقصير في الصلاة عمومًا، وفي الصلاة مع الجماعة خصوصًا وارتكابي بعض المعاصي التي حرمها الله علينا.
فبدأت مع نفسي جلسات محاسبة وكانت عبارة عن حديث مع النفس دام لعدة أيام، فبدأت بالأهم وهو الصلاة، وصلاة الفجر تحديدًا، فعجبت من نفسي ومن تقصيري، كيف أنني أقوم من النوم للذهاب إلى العمل في الوقت المحدد، وأصلي الفجر بعد شروق الشمس، وإذا لم يكن لدي وقت للصلاة؛ صليت الفجر قضاءً مع الظهر !!! وكنت أظن بأن صلاة الفجر في المسجد لا يؤديها إلا من بلغ به التقوى والصلاح مبلغًا عظيمًا، ونسيت بأنها فرض على كل مسلم وأمر مفروغ منه أصلًا.
وفي ليلة من الليالي عزمت على صلاة الفجر في وقتها جماعة مع المسلمين، فتوضأت قبل أن آوي إلى فراشي... وقرأت بعد ذلك آية الكرسي ثم المعوذتين ثلاث مرات، وأتبعتها بأذكار النوم الصحيحة الواردة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم.
دقت الساعة، وقمت من فراشي نشيطًا فتوضأت للصلاة واتجهت إلى المسجد... وما إن دخلت المسجد قلت: ما شاء الله؛ لأنني رأيت معظم أهل الحي، ولم يتخلف عن الصلاة إلا القليل، فقلت لنفسي: كيف ترضى بأن تكون مع الخوالف !!! وبعد الصلاة وطوال اليوم شعرت بأن صلاة الفجر في المسجد هي كالوقود الذي يتزود منه الإنسان كل يوم في بداية يومه، فإذا صليت الفجر جماعة مع المسلمين؛ فلا يمكن أن أفرط في الصلوات الأخرى في المسجد، فأصبحت -ولله الحمد والمنة- أحافظ على الصلوات الخمس جماعة في المسجد.
وكنت وأنا ذاهب أو عائد من العمل؛ أستمع لشيء من الأغاني عبر بعض القنوات الإذاعية، أما الآن ومن غير سابق إنذار لم تعد أذني تستسيغ أو تطيق سماع ذلك الإثم، واستبدلت بها سماع الذكر الحكيم، والحمد لله رب العالمين، حتى أهلي لاحظوا تغييرًا في مزاجي، فلقد كنت حاد المزاج سريع الغضب، أما الآن ولله الحمد تراني هادئًا مطمئن القلب والمزاج.
لقد حصل كل هذا في أقل من شهر، وأسأل الله الثبات، وأحببت أن أخبركم وأسأل الله لكم الأجر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
راشد بن محمد -الخُبر- المملكة العربية السعودية
" موسوعة القصص الواقعية ".
مختارات