" حسن ظنك بالله "
" حسن ظنك بالله "
إن حسن الظن بالله ـ مع إحسان العمل ـ فقه جليل لا يوفق إليه إلا من عرف الله جل وعلا بأسمائه وصفاته، وقدره حق قدره؛ قال تعالى في الحديث القدسي: «أنا عند حسن ظن عبدي بي، فإن ظن خيرًا فله، وإن ظن شرًا فله».
أخي: فأحسن ظنك بالله.. فهو الذي ابتلاك يريد بك خيرا.. وهو القادر على شفائك إن شاء ! أحسن ظنك بربك فإنما ابتلاك ليغفر لك الذنب.. ويقيك مغبة العقاب يوم الحساب.. ألا ترى كيف استدرج الكفار فعافاهم.. وقواهم وأعطاهم.. وأملى لكثير من الظالمين فما نال منهم مرض.. وما لهم يوم القيامة في العذاب من مرد !
كيف لا تحسن ظنك بالله.. وقد أراد بك خيرا؟!
كيف لا تحسن ظنك بالله وفضله عليك عظيم؟!
فقد خلقك وأوجدك.. ورزقك فأغناك.. وأعطاك وكفاك.. وأطعمك وسقاك.. وسترك وآواك.. ولا تزال أنفاسك وعافيتك شاهدة على رعايته وعنايته على ما أنت عليه من البلاء ! " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا " [النحل: 18].
كيف لا تحسن ظنك بالله وقد علمت كم شفى من مريض.. وكم عافى من سقيم.. وكم أنجى من مكروب !
وكيف لا تحسن ظنك بالله، وقد سبقت رحمته غضبه؟!
وكيف لا تحسن ظنك بالله، وقد وعدك إن دعوتَهُ بالاستجابة، وإن استغفرتَهُ بالمغفرة، وإن تقربت إليه شبرا تقرب إليك ذراعا، وإن أتيته ماشيا أتاك هرولة.
كيف لا تحسن به ظنك وهو أقرب إليك من حبل الوريد، وأرحم بك من رحمتك بنفسك، ورحمة أبويك بك.
فأحسن أخي ظنك بالله، وقد علمت مما تقدم أن بلاءك ومرضك نعمة؛ إن تلقيتها بالرضا والصبر واحتساب الأجر على الله تعالى.
لن تستطيـــع لأمـــر الله تعقيبـــــا فاستنجد الصبر أو فاستثمر الحوبا
وافزع إلى كنف التسليم وارض بما قضى المهيمن مكروها ومحبوبا
مختارات