" بداية الإنسان ونهايته "
" بداية الإنسان ونهايته "
أيها الإنسان ما هي بدايتك وما هى نهايتك؟ إنك لم تخلق عبثا ولم تترك هملا ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ إذًا ما هي بدايتك أيها الإنسان؟
إنهما بدايتان: الأولى: عند خروجك من بطن أمك باكيًا والناس حولك، يضحكون سرورا فرحين بقدومك، لكن هذه البداية يشترك فيها كل البشر: المسلم والكافر، البار والفاجر، بل والحيوانات وجميع المخلوقات أيضا.
الميلاد الثاني: هو خروجك من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة، أو من ظلمات الجاهلية بجميع ألوانها وأشكالها إلى نور الإسلام قال تعالى:﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾إنه ميلاد لا يتقيد بعمر، وقد يولد هذا الميلاد في أي عمر، وهنيئا لك إن لم يسبق الموت ميلادك،
ولدتك أمك يا بن آدم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا
هذا هو الميلاد، وهذه هى البداية الحقيقية، وهذا هو اللقاء الحقيقي. عندما يلتقي الجسد مع الروح في عمل دؤوب مخلص لا يمل ولا يكل، عندما يعيش الإنسان في ظلال الإسلام وتعاليمه السمحة، فإنه معها يشعر بوجوده وبقيمته ودوره في المجتمع، ويساهم مع إخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في البناء والتعمير، بدل الهدم والتدمير، وهذا الميلاد يختلف ويتعدد، فقد يكون كافرًا فيسلم، وقد يكون مسلمًا مبتعدًا عن الله فيعود.
وقد تكون البداية مع البداية، «أي من الصغر»، فنرى أطفالا يلازمون المسجد والطاعة، ويكبرون على ذلك لا يحيدون ولا ينكصون، فهي الهداية من الله: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ﴾.
مختارات